بعث الصناعة السينمائية يقتضي تدخل الخواص و عودة مراكز التكوين
اقترح المخرج جعفر قاسم، بعث فضاءات التكوين لبعث الصناعة السينمائية في الجزائر، داعيا القطاع الخاص إلى التحرك في هذا المجال، لأجل إنشاء صناعة سينمائية جزائرية، ببصمة محلية، على غرار ما يحدث في الدول العربية.
المخرج جعفر قاسم وفي ندوة صحفية نشطها في ختام الطبعة الثانية لأيام سينما الثورة بتبسة، تحدث عن فيلمه  «هليوبوليس»، المستوحى من مجازر 08 ماي 1954، التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الجزائريين، مشيرا إلى أن هذا الفيلم، الذي عرض خلال التظاهرة السينمائية، تطلب منه تصويره 12 أسبوعا، وكان بالإمكان تصويره في نصف المدة، لو لم يهتم بأمور أخرى هامشية، لا تطرح في الدول التي لها تقاليد ثقافية في هذا المجال، كالاهتمام بنقل الممثل فلان، و حضور علان، و الملابس والمؤثرات الخاصة وغيرها.

و أكد المخرج أن هذه التفاصيل تأخذ منه وقتا، و يقضي المخرج السينمائي في الجزائر، 15 ساعة في اليوم، في مواجهة مشاكل مرتبطة أساسا، حسبه، بغياب معاهد للتكوين و استوديوهات التصوير، فضلا عن معاناته من توفير الملابس و المؤثرات المرتبطة بمراحل تاريخية و ثورية معينة،لا توجد ببلادنا.
و ذكر بأنه اضطر لتأجير ملابس للممثلين المشاركين في فيلم «هيلوبوليس» من فرنسا، لعدم وجود مختصين في هذا المجال، و يرى بأن انتعاش المشهد السينمائي بالجزائر، يتطلب إعادة إحياء مراكز و معاهد التمثيل، و الاستعانة بخبرات أجنبية خاصة في الجانب التقني، و في كيفية تصوير المعارك، و المؤثرات الصوتية و البصرية، وكذلك باقي مفاصل المونتاج وغيرها.
و أكد مخرج سلسلة «عاشور العاشر» في سياق حديثه، بأنه لا يمكن تصوير 03 أفلام، دفعة واحدة في الجزائر، بسبب قلة عدد التقنيين، مشددا على أهمية التكوين، لتحسين نوعية الأعمال السينمائية، بداية من حلقة الإنتاج، إلى غاية حلقات التصوير.
و في معرض حديثه، قال قاسم، «إن هناك إرادة سياسية للرقي بهذا القطاع، الذي يبقى بحاجة إلى متابعة»، و يعتمد جعفر قاسم، الذي يعد أول من أدخل السيت كوم إلى الجزائر، على القطاع الخاص، في بعث الحركية في الفن السابع على وجه الخاص، على أن يكون مرافقا من طرف الدولة، في بادئ الأمر، مع ضبط العملية، بدفتر شروط لتحديد الإطار العام للعملية، و حماية القطاع من الدخلاء.
تجدر الإشارة إلى أن فعاليات أيام سينما الثورة بتبسة، التي نظمت على مدار ثلاثة أيام، اختتمت أول أمس بعد عرض عدد من الأفلام التاريخية و الوطنية. وحضر  التظاهرة مستشار رئيس الجمهورية، المخرج السينمائي أحمد راشدي، كما دعي للمشاركة فيها كل من المخرج جعفر قاسم و بطل فيلم «مصطفى بن بوالعيد» حسان كشاش.
الجموعي ساكر

الرجوع إلى الأعلى