فنانون يستذكرون أعمال الراحل و ذكرياتهم معه بمسرح قسنطينة

 

نظم أمس مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أمسية تكريمية على شرف إحدى قامات المسرح القسنطيني و الجزائري، الفنان الراحل أحسن بن عزيز، استذكر خلالها زملاؤه أعماله الفنية الخالدة و الذكريات التي جمعتهم به على الركح، بحزن و أسى كبيرين، كما تم تقديم عرض فني يوثق لمسيرته الفنية التي انطلقت من المسرح المدرسي و امتدت  إلى المسرح المحترف،  لتختتم المناسبة بتكريم عائلته.     

استهلت الأمسية التكريمية المخصصة للفنان الراحل أحسن بن عزيز بعرض فني من إخراج و تصميم المخرج كريم بودشيش، تم خلاله إبراز مسيرته التي انطلقت من المسرح المدرسي، قبل أن ينتقل إلى مسرح الهواة في سبعينات القرن الماضي، ثم المسرح الجهوي بقسنطينة، و ذلك خلال الثمانينات، حيث قدم عديد الأعمال المسرحية الخالدة، بينها الموجهة للطفل كمسرحية "4 في 4" و "طريق الحرية"، و كذا الأعمال التاريخية، كمسرحية "صالح باي" و "ماسنيسا"، التي قدم زملاؤه عرضا تمثيليا لأحد مشاهدها.

و فضل الممثل المسرحي محمد دلوم أن يقدم بالمناسبة مقطوعة غنائية موسيقية ذات كلمات مؤثرة جدا، قلبت مواجع عائلته، فبكت بحرقة ، كما أسالت دموع زملاؤه و الجمهور الحاضر، فخيم الحزن على مسرح قسنطينة.

و قدم أصدقاء الراحل شهادات حية حول سيرته و خصاله الحميدة و مواقفه الخالدة، و كذا تضحياته من أجل تقديم أعمال راقية لإمتاع الجمهور، منذ كان ممثلا إلى أن أصبح مخرجا.

 زملاء الراحل، الذي انطفأت شعلته في شهر جوان 2021 عن عمر ناهز 62 سنة، أكدوا بأن احسن بن عزيز كان فنانا مسرحيا مبدعا و إنسانا طيبا، ترك أثرا جميلا في قلوب محبيه و من شاركوه الخشبة، و كان عدوه الوحيد الرداءة.

قال المخرج محمد طيب ديلمي، و الدموع تنهمر من عينيه، بأن ذكريات جميلة ربطته بالفقيد، حيث كانا يقضيان معظم وقتهما سويا، و كان همه الوحيد تقديم أعمال في المستوى و رسم البهجة على وجوه المتفرجين، و لم يكن ينتظر مقابلا و لا ثناء على ما يقدمه، مؤكدا بأنه لن ينسى عديد الأعمال الذي جمعتهما سويا على الخشبة، داعيا الجيل الصاعد من الفنانين إلى إعادة أداء مسرحياته، و أشار من جهته صديقه الفنان نور الدين بشكري، بأن الراحل كان سباقا لإنتاج مسرحيات موجهة للطفل.

و لم يتمالك الممثل نور الدين مروان هو الآخر دموعه، و بكى بحزن شديد على رفيق دربه، قائلا بأن الراحل كان يتنفس الخشبة و علاقته بها لا تنصفها الكلمات، و أكثر ما يحزنه هو عدم تحقيق أحسن، لأمنيته الأخيرة و هي إنتاج مسرحية تجمع جميع أبناء جيله من فناني مسرح قسنطينة، غير أنه فارق الحياة قبل أن يحققها ، داعيا أصدقاءه إلى العمل سويا، لتحقيق هذه الأمنية.

كما تحدث شقيق الفقيد الأكبر حسين بن عزيز ، عن عشق أخيه للمسرح منذ نعومة أظافره، قائلا بأن الفقيد كان ينشط في بداياته ضمن فرقة مسرحية بإكمالية الكتانية، ثم أسس فرقة النشاطات الثقافية "طاك"، و التحق بعد ذلك للعمل بالشركة الوطنية للعربات الصناعية، غير أن عشقه للمسرح جعله يتوقف عن نشاطه المهني ليكرس حياته للخشبة، فأصبح ممثلا محترف بمسرح قسنطينة الجهوي سنة 1981.

و أعرب المتحدث عن أمنيته بأن تنظر الجهات المعنية، بعين الاعتبار إلى الوضعية الاجتماعية لأسرته و أبنائه الثلاثة.

و عرضت إدارة المسرح بالمناسبة، شريطا وثائقيا  يجسد محطات في مسار الراحل و أعماله الفنية،  قبل أن تختتم الأمسية بتكريم زوجة و أبناء بن عزيز الذي قال في حوار أجرته معه النصر " المسرح لا يدر ربحا و لا يمنح الشهرة، بل يفرض التضحية و الصبر".     

 أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى