نصيرة محمدي

أتحسس الجدار العاري
وأمرر عيني على البياض الذي تركت،،
أنت الغريب لم تمكث إلا قليلا
رصاصك يجتاحني
وندوبك تلمع في صدري..

البروفيل الغائم كسماء خريفية
يلقي تحية بعيدة لا تقبض عليها اليد، ويحضنها القلب
الكلمات المبطنة في نبضها المتعب
تقتحم بجسارة جفاف الحاسوب
 وتشعل الأغاني المجنونة
المدى الملون بالزرقة يتنهد روحا
تشظت في الغياب، والتبست في الضجيج

عيناه شراب مرّ
كقصيدة تصحو على نزفها
وتركض في أبعد من هذه الصحراء
تصمت لتبتعد بالصوت إلى الهاوية
أخذ البحر نديمي وغسل جبيني بصورته
أخاذا وآسرا ظل يلهو بموتي ويهيم
وبقيت أمتد في أثره، أبزغ مرة
وألتقط أجنحتي من فسيح جرحه
تركتني هناك وعبرت كسور اسمه
وخلتني أنام لاهبة ومضيئة

آه أيتها البلاد العارية
في وهادك ضيّعت يدي وصوتي
وعلى أطرافك تلاشيت
 في عيون الأبد تغربت أنفاسي
وشق ليل سر طالعي
استبقتني البلاد العارية في منحدرها
ذبحت نهدي وعمدتني بنارها
أنا أنشودة تتلظى في ليلها
 ومريم التي تعود بدونها
 تحمل غيرها وتوشك أن
 تذوب في فجر كفيف

مدينة لك أيها القمر
أنت توازن أرضي
أنت سمعي ولغتي
قوة ارتباطك بجاذبيتي
دورانك حولي
نافوراتك النارية
تنامي أشجارك على كوكبي
صرت لا أعرفني إلا بك
ولا أقبّل غير ضوئك
يفجر الجمال الغائب

كآخر ابتسامة يائسة
كانت الرحلة الموجعة
تتعطر في موسيقى النهايات
وتعبر مسافات المبهم

لا تعدوا لي بياضي الأخير
لا ترتابوا من أنفاسي الهاربة
لا تنهمروا أمام نظرتي الغاربة
هيئوا لي قبري لأنصرف وحدي ليلا...

الرجوع إلى الأعلى