ميلة تعيش على وقع فعاليات الطبعة العاشرة لمهرجان العيساوة
تعيش ميلة  منذ عشية أول أمس على وقع فعاليات الطبعة العاشرة للمهرجان الثقافي الوطني للعيساوة الذي افتتحه و أعطى إشارة انطلاقته وزير الثقافة، بحضور السلطات المحلية وضيوف شرف عرب من سلطنة عمان ،قدموا إلى الجزائر ، ليعطوا منها إشارة انطلاق جائزة السلطان قابوس، و مشاركة فرق مختصة في الفن العيساوي تمثل 14 ولاية من الجهات الأربع للوطن.
 الفرق قدمت عرضا جماعيا بساحة دار الثقافة قبيل الدخول إليها ليبدأ نشاط كل فرقة على حدا ،وقد كانت الليلة الأولى خاصة بفرقة الطريقة العيساوية الجازولية لمدينة تلمسان، التي تشارك لأول مرة في هذا المهرجان ،تحت قيادة شيخ هذه الطريقة عبد الكريم الجازولي الذي لا يزال محافظا على حضوره الدائم في المهرجان منذ طبعته الأولى. وقد تضمن عرض الفرقة وحفلها الفني الساهر مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، وكذا ذكر مناقب أمحمد بن عيسى، دفين مدينة مكناس المغربية، ثم الحضرة التي تلت قراءة حزب " سبحان الدايم" وهو الأداء الذي نال إعجاب الحضور ورضاه.
  السيد عز الدين ميهوبي اعتبر في كلمته الافتتاحية هذه الطبعة متميزة كون العيساوة ليس مجرد فن أو فرق تؤدي طبوعا معينة وفقط ، لكنها تذهب بعيدا بالإنسان في ما يتعلق بجانبه الروحي. والعيساوة تمتد لأكثر من خمسة قرون وهي منتشرة على كل رقعة المغرب العربي وحتى في بلاد المهجر وعدد من الدول العربية، و تتأسس على فقه العلاقة بين الإنسان وربه، وهي مسألة ليست بسيطة كونها انتقلت من علاقة فردية إلى علاقة جماعية وتدمج كل المجتمع، حيث يشعر الإنسان فيها أنه لم يخلق عبثا ولكنه خلق ليجد أمامه كونا يحمل الكثير من الدلالات التي تجعله يتعرف بربه ويسبحه وفق طرائق عدة ومنها الأسلوب الإنشادي الذي تقدم فيه المدائح الدينية على اختلاف المناهج والطرائق والأساليب وعالمنا اليوم برغم ما فيه فإنه يقترب من عالم الروحيات لأن تفكير الإنسان يجعله يعرف أنه لم يخلق عبثا، لذلك ينتهي به الأمر إلى تمجيد الله.
والفن العيساوي تجذر وتأصل في بلادنا حتى أصبح له الكثير من الأتباع والمريدين، فالطرائق والزوايا كان لها الدور الكبير في الحفاظ على الهوية الوطنية والشخصية والعقيدة والدين في ظل استعمار استيطاني شرس و العيساوة هي الفن الذي يشترك فيه كل الجزائريين لأنه لا يرتبط بمنطقة معينة وإنما يربط الإنسان بربه ودينه ورسوله وعقيدته وأخلاقه وهذا الذي يجعل الناس يتفاعلون مع الفن العيساوي ويحملون له كل التقدير.
 و" نحن كوزارة الثقافة – يقول الوزير – ندافع من خلال كثير من المهرجانات الفنية والفعاليات الثقافية التي ندعمها ونسندها عن كل فعل ثقافي يرتقي بالذوق ويحافظ على الهوية الوطنية والخصوصية الثقافية الجزائرية وهذا دور الوزارة التي تعمل في نفس الوقت على تحسين أداء المهرجانات والدفع بها الى المزيد من المهنية والاحترافية، تنظيما ومضمونا.
 ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تقييم الطبعات السابقة التي تجاوز عمر البعض منها 20 سنة، وهذا واجب للوصول للجدوى و النجاعة والمستوى الأفضل والذي يسر في هذا المهرجان، يؤكد  ميهوبي، هو الندوات الفكرية والعلمية المصاحبة التي شرع في تنشيطها، بداية من عشية أمس والتوثيق ضروري في هذا المجال برغم أن المشهور عنا هو حبنا الكبير لظاهرة النسيان وأننا لازلنا نمثل المجتمع الشفوي".
  الملاحظ في حفل الليلة الأولى هو الحضور المحتشم للجمهور وللعائلات برغم عمل محافظة المهرجان على توفير النقل المجاني عبر حافلات خصصت لذلك نحو جهات المدينة الأربع.
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى