قسنطينة غائبة عن المصادر التاريخية في مرحلة الفتح الإسلامي لها  
أوضح الباحث علاوة عمار بأن هناك انطباعا وصفه بـ "المفاجيء" حول ما تعلق بمدينة قسنطينة إبان الفتوحات الإسلامية ، أو ما يعرف في التاريخ باسم إلحاق افريقيا البيزنطية بالخلافة الأموية، حيث أن هناك شبه غياب تام عن ذكر أحداث عسكرية أو معارك أقيمت في هذه المدينة، وغاب ذكرها التاريخي في هذه الفترة حتى بداية العهد الفاطمي وهو ما جعل هناك فجوة تاريخية واسعة تربك الباحثين المتخصصين في التنقيب عن تاريخ مدينة قسنطينة، إبان الفتح الإسلامي و قد تمت مناقشة ذلك ضمن فعاليات  اليوم الثاني من الملتقى الدولي سيرتا- قسنطينة المدينة والمجال ،الذي يتواصل إلى غاية يوم غد الخميس  بفندق الماريوت من تنظيم محافظة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
أما الباحثة بونة مجاني فتتبعت تحولات منطقة قسنطينة من مرحلة إلى أخرى، حيث شهدت في مراحل تاريخية ضمور للحراك الحضاري والعمراني، لتشهد في مراحل أخرى ازدهارا كبيرا، خاصة  في مراحل استتباب الحكم الإسلامي في الجزائر ،حيث تحولت في العهد الحفصي إلى عاصمة ثانية للدولة، وقد استعانت الباحثة من جامعة قسنطينة 2 ،بكتب الرحالة والجغرافيين الذين وصفوها في كتبهم العديدة ،لكن الباحثة  وضعت ما كتبوا حول المدينة تحت المجهر التاريخي و قامت بمناقشة عديد التصورات التي تحدثت عن قسنطينة ،لكنها لم تكن في سياقها التاريخي الملائم وهو ما فتح النقاش مع طلبة التاريخ والحضارة الذين أتوا من جامعات جزائرية مختلفة.
وأوضح المتدخلون بأن الشهادات  التاريخية المتعلقة بمدينة قسنطينة من الفترة النوميدية إلى الفتح الإسلامي ،هي عبارة عن ومضات و دلائل متقطعة ،حيث سعى الباحثون خلال هذا الملتقى إلى طرح نظرياتهم وأطروحاتهم حول المعتقدات والتوجهات الاجتماعية التي عرفتها مدينة سيرتا قديما.
الباحثة الفرنسية آن فلورنس باروني ،تحدثت عن الدور الذي لعبته سيرتا كعاصمة وجدت قديما ضمن ما يعرف بالكونفدرالية السرتية ، وتضم كل من سكيكدة وميلة والقل، حيث شهدت نظاما أقرب من النظام الشبه جمهوري في ما تعلق بجانب الهيئات القضائية وتنظيم المجال.
في حين ذهب يوسف عيبش أستاذ من جامعة سطيف، إلى رصد العينات التاريخية والأثرية التي برهنت على مكانة مدينة قسنطينة في نهاية التاريخ القديم حيث استعمل مصطلح الانكماش الجغرافي الذي وصف به الفترة البيزنطينة والتي ساهمت بشكل كبير في عودة ظهور مقاطعة نوميديا التقليدية في العهد البيزنطي بشكل مغاير.
الأستاذة سليماني سعاد من جامعة قسنطينة 2 ، أوضحت في مداخلتها حول معابر البدو الرحل والتحصينات، نمط  المراقبة بجنوب نوميديا، حيث استعانت بدراسة معروفة للباحث «ديسبوا» الذي وضع خريطة توضح تنقلات البدو في إقليم الحضنة ،و شرحت الباحثة هذه التحركات وربطتها بالدور الذي لعبه البدو كحصون لحماية نوميديا من خلال ما يعرف بعملية المراقبة ،لكن الباحثة أثبتت في دراستها بأن حركات البدو لم تكن دائما في صالح المملكة النوميديا، حيث كانت هناك محاولات لاستغلالهم من طرف الرومان عبر استمالتهم من أجل المساعدة في سقوط نوميديا.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى