وفاة الفيلسوف الفرنسي أندري غلوكسمان
توفي أمس الفيلسوف الفرنسي أندري غلوكسمان في باريس حسب نجله رفائيل الذي نعاه و حيا ذكراه على صفحته في فايسبوك قائلا أنه أول و أحسن صديق له. و قال غلوكسمان الإبن «كانت لي الفرصة غير المتوقعة أن أعرف و أضحك و أناقش و أسافر و ألعب و أن أفعل كل شيء و ألا أقوم بأي شيء مع رجل طيب و ذكي. هكذا إذن مات أبي مساء أمس».
و حيا الرئيس الفرنسي الفيلسوف غلوكسمان الذي ولد يوم 19 جوان 1937 قائلا أنه رجل مشبع بتراجيديا التاريخ كما هو متشبع بواجبه كمفكر و أضاف فرانسوا هولاند في بيان أصدره الإيليزي حسبما أوردته صحيفة لوموند أن غلوكسمان «لم يكن يستسلم لأقدار الحروب و المذابح».
و كان غلوكسمان إلى جانب برنارد هنري ليفي الفيلسوف المثير للجدل يوصفان بأنهما من العرابين الكبار لعمليات الغزو العسكري التي قامت بها أوروبا و بلدهما فرنسا في سياق ما سمي بالربيع العربي، لتغيير مصير الشعوب من خلال ذريعة التدخل الإنساني خاصة تأييدهما للتدخل العسكري من طرف حلف الناتو في ليبيا.  و من المفارقات أن غلوكسمان الذي بدأ حياته يساريا ماويا انحاز إلى صف عدوه الفكري في اليمين و ناصر نيكولا ساركوزي و نشر على صفحات لوموند مقالا في سياق معركة رئاسيات فرنسا 2007 بعنوان «لما أخترت ساركوزي»، و فيه تهجم على اليسار الذي قال أنه يعتقد بأنه معصوم أخلاقيا، و لا يمكن المساس به فكريا، و جمع غلوكسمان و ليفي إلى صفهما فلاسفة اليسار أمثال جان بول سارتر و الليبراليين من طراز ريمون آرون لدعم الاجئين الفيتناميين من شعب القوارب، و هي الفكرة التي واصلا بها مواقفهما فيما بعد و أعطوا للسياسيين صك غفران فكري يبرر فعالهم. و عقب ذيوع نبأ وفاة غلوكسمان قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس على تويتر أنه تم فقدان صوت غلوكسمان، معه الاستنكار و مصير الشعوب و صرامة المثقف و هي القيم التي كان غلوكسمان يقود بها الضمائر.
من جهتها وزير الثقافة الفرنسية فلور بيللران عبر تويتر قالت أنها حزينة لانطفاء صوت من أصوات الفلاسفة الجدد المناضل العالمي أندري غلوكسمان. أما زميلتها وزيرة التربية نجاة فالو بلقاسم فقالت على نفس موقع التواصل الاجتماعي أن الفيلسوف ظل «طيلة حياته مدافعا عن الحقوق الإنسانية و عن حقوق كل الناس».
و لم يتخلف الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن المناسبة و حيا من جهته ما قال أنه «شجاعة و وضوح في الرؤية لدى المثقف الذين غالبا ما قوبلا بحالات من سوء الفهم و تسببا في مواقف عدائية»، لكن ذلك لم يمنعه مطلقا من إدانة سدنة الفكر الذين يقفون مستعدين لقبول الأسوأ.       ع.ش

الرجوع إلى الأعلى