فرقة «أراكني ميديتراني» تقدم أروع الرقصات والأغاني الإيطالية التي تتقاطع مع الثقافة العربية
قدمت الفرقة الإيطالية «أراكني ميديتراني» أروع اللوحات الغنائية الراقصة المستوحاة من ثقافة جنوب ايطاليا والتي تتقاطع كثيرا مع الثقافة العربية ،نظرا للتلاقح الثقافي الإيطالي والعربي الذي يعود لقرون عديدة، وذلك سهرة أول أمس بقاعة العروض الكبرى أحمد باي بقسنطينة ، التظاهرة من تنظيم الديوان الوطني للثقافة والإعلام ،بمساهمة المركز الثقافي الإيطالي في الجزائر و يندرج الحفل ضمن مشاركة إيطاليا في فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
الفرقة التي تتكون من أربع مغنيات وعازفين اثنين ،مزجت ما بين الحركات الاستعراضية للجسد والغناء ،حيث رقصت المغنيات على نغمات  الآلات الموسيقية من المزمار التقليدي الايطالي و آلة الأكورديون ، إلى الدربوكة،وكان الشعر حاضرا في الحفل فمع بداية  أي مقطع موسيقي يلقى ما يشبه الاستخبار الشعري من الموروث الشعبي الإيطالي.
وتزينت الراقصات اللائي أدين الرقصات الشعبية بأزياء قريبة من الأزياء العربية،حيث انصهرن في الإيقاعات وكانت حركاتهن عفوية وتشبه إلى حد كبير رقصات العروض المسرحية  الكلاسيكية التي تعود بداياتها لعصر النهضة بأوروبا.
 الراقصات وضعن أقنعة بيضاء للتعبير عن الإثارة والشغف الذي ميز الأغنيات التي رافقت رقصاتهن.و غلب على  لباس الراقصات ألوان العلم الإيطالي خاصة اللون الأبيض ، وحين تقوم الراقصات بالدوران يبرز علم إيطاليا بشكل جميل ومتناسق ،خاصة وأن الراقصات كن يتحركن على الخشبة و يغنين بعفوية كبيرة وقد  شكلن بأزيائهن فسيفساء جميلة من الألوان والمشاهد المعبرة .
بعض الرقصات تستعمل فيها الخيوط التي تعبر عن التواصل والمحبة و كانت تبدو على ملامح الفنانات علامات الفرح و السعادة بعد نزع أقنعتهن البيضاء ومتابعتهن الإيقاع المتسارع للعزف الذي كان متقنا بشكل كبير.
مفاجأة السهرة هي حضور جمهور جزائري يفهم اللغة الايطالية ،حيث تفاعل مع الكلمات المغناة وقامت العديد من النسوة المتواجدات هناك بأداء الرقصات الإيطالية الفلكلورية ،وهو ما أثار إعجاب الفرقة والتي عبرت عنه بنزول راقصتين إلى المدرجات والرقص مع الجمهور بشكل حماسي جميل، كما أهدت الفرقة أغنية خاصة لجمهور قسنطينة ودعته للرقص عليها من خلال تكوين حلقة من الراقصين تضم  قسنطينيين من الحضور ، اتبعوا تعليمات الراقصات حول كيفية الرقص الإيطالي.الموسيقى كان يغلب عليها روح الشرق،فرغم أنها موسيقى إيطالية فإنها تلاقحت في عصور عديدة مع الموسيقى العربية ،وهو ما جعل الفن في جنوب إيطاليا يتميز باقترابه الكبير من الثقافة العربية ،وخاصة ثقافة شمال إفريقيا التي ساهم القرب الجغرافي بالتواصل المستمر معها لقرون عدة.عازف  الفرقة لويجي جانوتسي ،اعتبر بأن موسيقى جنوب ايطاليا هي موسيقى احترمت التنوع الثقافي للبحر الأبيض المتوسط، وتفاعلت معه في كثير من الموروث الموسيقي الذي تحتويه ،حيث تعتبر تلك المنطقة مكانا للالتقاء الحضاري والإنساني ما بين شعوب البحر الأبيض المتوسط.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى