أبطال "أعصاب و أوتار"يستعيدون ذكريات تصوير عمل يزيد عمره عن ربع قرن
سيتم بعث سلسلة فكاهية جديدة مستلهمة من الجزئين"أعصاب و أوتار"و "أعصاب و أفكار" حسبما ذكره للنصر المخرج محمد حازورلي على هامش الحفل التكريمي الذي نظمته  إدارة الأيام السينمائية للفيلم العربي المتوّج على شرف أسرة هذا العمل سهرة أمس الأول بالمسرح الجهوي بقسنطينة.
الممثلون المشاركون في إحدى أشهر السلسلات الفكاهية في تاريخ الإنتاج التلفزيوني الوطني و التي يزيد عمرها عن الربع قرن، التقوا في أجواء غمرتها النوستالجيا، سيّما و أن أسرة "أعصاب و أوتار" فقدت بعض الأسماء اللامعة أهمها كمال كربوز و توفيق ميمش، إلى جانب معاناة كل من حسن لفقون و بشير بن محمد المرض، مما حال دون حضورهما لمقاسمة البقية بهجة الاحتفال و ما تخلله من لحظات استعادية لأهم الذكريات و المواقف التي عاشها أفراد السلسلة خلال عمليات التصوير.
حفل التكريم الذي نشطه الكوميدي حكيم دكار و حضره نخبة من الممثلين الجزائريين و على رأسهم بهية راشدي، حسان كشاش، مبروك فروجي و غيرهم، شهد بث ملخص لأهم المشاهد و اللقطات من السلسلة "التي صنعت الحدث خلال العشرية السوداء، و روحت عن النفوس بمواضيع اجتماعية، فكاهية أبدع الممثلون في تجسيدها و التي برزت من خلالها وجوه و أسماء رحلت كالفنانة وردية و كمال كربوز.  شارك في هذا العمل التي بدأ عرضه منذ منتصف السبعينات إلى غاية نهاية التسعينات مجموعة من الممثلين الجزائريين يتقدمهم الفنان حسان بن زراري و بشير بن محمد بشير و عنتر هلال و علاوة زرماني و رشيد زيغمي و فتيحة سلطان و غيرهم من الممثلين الذين ظهروا في هذا الإنتاج الحامل لتوقيع المخرج محمد حازورلي المعروف بعديد الأعمال الناجحة منها فيلم "حيزية"، ''القطار" ''الشهادة''، '' الألم''..و غيرها.و قبل صعود الممثلين المكرمين لاستلام درع التظاهرة، استمتع الحضور بعرض فكاهي من تقديم الثنائي أمين زرغان و فريد نوي من ولاية سطيف، تفاعل معه الجمهور و صفق له طويلا، قبل صعود الفنانة الشابة كنزة مرسلي لتقديم مقطع أكابيلا من أغنية"أعطني الناي و غني" للمطربة فيروز و هي إعادة ستكون ضمن ألبومها الجديد الموسوم"شبه الحنين"مثلما ذكرت.
سلسلة التكريمات انطلقت بمعد و مقدم البرنامج الإذاعي "سنيراما" جمال الدين حازورلي شقيق مخرج أعصاب و أوتار محمد حازورلي الذي قال خلال تسلمه الدرع بأن عمله تطرّق للكثير من المواضيع الشائكة بذكاء و مرونة في زمن لم تكن فيه حرية التعبير، أما الممثل حسان بن زراري فأضحك الجمهور بسرد موقف طريف عاشه و رفاقه خلال عملية التصوير منذ سنوات.
مواقف طريفة أخرى تذكرها كل من علاوة زرمان و عنتر هلال و فتيحة سلطان و نور الدين بشكري و رشيد زيغمي و كل الممثلين الذين صعدوا تباعا على الركح وسط تصفيقات و هتافات الجمهور، فيما غابت كل من الممثلتين نوال زعتر و فاطمة حليلو. كما تم بث موسيقى الجنيريك التي أبدع في تلحينها و تركيبها الموسيقي الراحل عبد الكريم كريكري المكرّم هو الآخر في ذات المناسبة التي شهدت تكريم رائد السينما الجزائرية طاهر حناش بمسقط رأسه قسنطينة بحضور إحدى بناته. الجمهور تابع فيلما توثيقيا لخص مسار أول مخرج استعمل المؤثرات و الخدع السينمائية بالجزائر و كان شاهدا على أول عمل فيلم ناطق.
الأمسية عرفت أيضا تكريم رئيس قسم المخرجين بقناة أبو ظبي تقديرا له على تعاونه لأجل إنجاح مهرجان الفيلم العربي بوهران.
و بعد الحفل شكر المخرج حازورلي المبادرين إلى تتويج عمل واكب أجيالا من المشاهدين مثلما ذكر للنصر كاشفا عن مشروع سلسلة جديدة  قال أنها مستلهمة من "أعصاب و أوتار" و "أعصاب و أفكار"، سيشارك فيها ممثلين من الشباب إلى جانب الأبطال السابقين، و أضاف بأن السيناريو جاهز و ممكن تجسيده خلال السنة المقبلة. من جهته اعتبر الممثل رشيد زيغمي نفسه محظوظا بهذا التكريم، خاصة أنها لفتة جاءت ضمن تظاهرة أيام الفيلم العربي المتوّج التي وصفها بالمهمة، و أسر بأنه سعيد برؤية زملائه حتى و إن لم ينقطع عن رؤية الكثيرين منهم.
الممثل علاوة زرمان من جانبه صرح للنصر بأن فرحته لم تكتمل لأن زميله بشير بن محمد لم يحضر لأن المرض ألزمه الفراش، و قال أن هذا الأخير من أفراد أسرة "أعصاب و أوتار"الأوفياء الذي لم يتوّقف يوما عن السؤال عن حالهم و عن جديدهم الفني و لو مرة في الأسبوع، و بخصوص مدى استعداده في المشاركة في المشروع الجديد لمحمد حازورلي و المستلهم من سلسلته الفكاهية الأولى، قال بأن الحديث عن الأمر سابق لأوانه، لأن الظروف تغيّرت، مضيفا بأن رده سيكون مرهونا بنوعية النص.
الممثلة فتيحة سلطان تذكرت هي الأخرى لحظات وصفتها بالجميلة لأنها كانت تعتبر فريق العمل أسرتها الثانية و لا زالت علاقتها طيّبة مع الجميع و بقت على تواصل مع الكثيرين منهم، كما لم تنس الممثل جمال كربوز الذي جمعتهما الكثير من المشاهد الثنائية في هذه السلسلة التي اعتبرتها من أهم الأعمال التي شاركت فيها.
عنتر هلال أو عيسى سطوري كما يفضل الكثيرون مناداته استعاد بتأثر كبير ذكرياته مع زملائه في سلسلة قال أن أثرها كان كبيرا على الممثلين و المشاهدين معا، لما أضفته من تجديد و بهجة، فحققت النجاح و الاستمرارية بفضل ذلك. حسان بن زراري تحدث بحماس عن مواقف قال أنها بقيت راسخة في ذهنه خاصة تلك التي عاشوها في عمليات التصوير في الشارع، و منحتهم فرصة الاحتكاك بالمواطنين.                                

مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى