مسرحية «قصر الأحلام» تخاطب ذوي الاحتياجات الخاصة بتقنية ثلاثية الأبعاد
قدم على مدار ثلاثة أيام متواصلة عرض مسرحي موجه لذوي الاحتياجات الخاصة، تحت  عنوان «قصر الأحلام»، من إنتاج تعاونية براكسيس المسرحية لمدينة خميس مليانة، و قدم العرض الأخير مساء أول أمس بالمسرح الجهوي بقسنطينة ضمن نشاطات دائرة المسرح في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015.
تعاونية براكسيس التي خاضت لأول مرة تجربة مسرح الطفل ، سعت لأن توجه  إنتاجها  لفئة لم تتح لها مشاهدة المسرح، خاصة فئة الصم والبكم  و المعاقين ذهنيا، فوجه العمل المسرحي «قصر الأحلام» لهم بصفة خاصة، حيث يمكن مشاهدته و فهم أحداثه، دون الاستماع  إلى الحوار، كما يمكن الاستماع  للعرض دون مشاهدة الأحداث.
العرض اعتمد على التقنية ثلاثية الأبعاد، حيث يبدو الركح ثلاثي الأبعاد ويتجول فيه الممثلون بشكل جميل ومدروس، و تدور المسرحية حول فتاة صغيرة تحلم أحلاما غريبة، مثلها مثل أطفال العالم، فتحكي أحلامها لدماها الصغيرة إلى أن يأتي يوم فتدخل في حلم فتاة أخرى، حيث يلتقي الأطفال في الأحلام و يتحاورون حول معاني الطفولة و يعبرون عن مخاوفهم من أن يصيروا كبارا، كل ذلك في قالب من البهجة والمفاجأة التي تمت صناعتها من خلال موسيقى حماسية و ديكور متحرك من خلال حركة الأضواء.
نص المسرحية  لبلحوالة سهيلة و أخرجها سيد أحمد قارة، و قد اعتمدت على فريق من الشباب، بعضهم يمثل لأول مرة، حيث بدوا فوق الركح يمثلون بعفوية، خاصة وأن أعمارهم قريبة من مرحلة الطفولة، و هو ما جعل الأطفال القليلين الذين تابعوا المسرحية،  يتفاعلون مع الممثلين وأحيانا يحاولون أن يشاركوا في الأحداث.علما بأن سوء الأحوال الجوية حرم الكثيرين من الحضور.
المخرج سيد أحمد قارة أكد للنصر، على هامش العرض المسرحي، بأنه من الضروري إنجاز مسرحيات لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة لأنها مهمشة فنيا، خاصة و أن جل العروض المسرحية لا تراعي خصوصيات هذه الفئة، كعدم القدرة على الاستماع أو النظر.
المخرج الذي يشتغل  في المسرح الوطني الجزائري و هو مدير تعاونية براكسيس المسرحية الناشطة في خميس مليانة، اعتبر بأن مسرحية «قصر الأحلام» سعت لتقديم عرض مسرحي متكامل لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال احترام ذكائهم و قدرتهم على الفهم و الاستيعاب،فتجنب العرض كل النشاطات التنشيطية والبهلوانية وسعى لمخاطبة العقول والأذهان،بالاعتماد  على جاذبية الألوان والفرجة التي صنعها الديكور و الأزياء البراقة.
أضاف المخرج بأن المسرح الجزائري، لم يصل بعد إلى مرحلة التجريب و انحصر في مسرحيات فلكلورية تقوم على التنشيط و الترفيه، أكثر منه على  الأعمال المسرحية، مشيرا إلى أن  المسرح ليس له دور تربوي، لأن ذلك من اختصاص جهات أخرى، فالمسرح مهمته تقديم أعمال مسرحية متكاملة، باعتباره فنا قائما بذاته، لذلك يجب أن تقدم مسرحيات تحترم مستوى تفكير المشاهدين.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى