اعتبر الدكتور محمد شرقي بأن الذاكرة الوطنية لا تزال إلى غاية اليوم، تتعرض للتشويه والتشكيك من أجل أن نبقى تابعين تاريخيا للمستعمر و بلدان أخرى، وذلك أثناء مشاركته أمس في اليوم الإعلامي حول الجانب العسكري لمقاومة أحمد باي، الذي نظمته المديرية الجهوية للاتصال والإعلام و التوجيه في الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة.
الأستاذ محمد شرفي، أكد على ضرورة استعادة تاريخنا من خلال المناقشات و التقاء أهل الاختصاص من أجل تسليط الضوء على الأحداث التاريخية، بما يتماشى مع تضحيات صانعي التاريخ من الجزائريين.
و في حديثه عن مقاومة أحمد باي، اعتبر الباحث في التاريخ، بأن الشيخ أحمد باي أتى في ظروف داخلية ودولية سيئة جدا، وهذا ما ساهم في القضاء على مقاومته، على غرار رفض القبائل العربية دعمه، نظرا للاضطهاد التركي الذي مورس عليها في سنوات خلت فدفع تلك الضريبة غاليا.
الباحث أكد بأنه كان هناك  تواطؤ من السلطات العثمانية مع السلطات الفرنسية،  من أجل وأد مقاومة أحمد باي، خاصة و أن السلاطين العثمانيين كانوا يرغبون في ربح ود فرنسا، لاعتبارات عائلية وسياسية و اقتصادية، وهو ما أثبته بالوثائق التاريخية التي كانت عبارة عن خطابات بين الحكام العثمانيين و الفرنسيين في تلك المرحلة.
و أضاف الباحث بأن العزلة التي وضع فيها أحمد باي، ساهمت بشكل كبير في وأد مقاومته واضطراره لوقف القتال، خاصة وأن الطرق الصوفية رفضت دعمه، لما تحمله من ضغينة للجيش الإنكشاري الذي كان فاسدا وعنيفا مع الجزائريين كما أنه كان خشنا و لا يفهم البعد الروحي وطبيعة الحياة في الجزائر التي  لم تكن مستعمرة، و كان التواجد التركي بها، بناء على اتفاقية تتضمن تراضي الطرفين، و هذا لم يستوعبه  الجيش الإنكشاري أثناء تواجده في الجزائر، حسب المختص.
وانتقد الباحث من جهة أخرى دور الجيش الإنكشاري في مقاومة أحمد باي، إذ تخلى عنه ولم يدافع عن المدن الجزائرية، واعتبره بمثابة جيش للمرتزقة، لم يكن يحمل مبادئ و لا قيم، وإنما كان الجنود المنخرطين فيه، يعملون من أجل المال.
أما الأستاذ خثير تاكركارت، فشرح في مداخلته الدور الكبير الذي لعبه الشيخ أحمد باي في التصدي للقوات الفرنسية، و منعها من التوسع في المنطقة، كما  ساهم في ما بعد في بروز المقاومات الشعبية الأخرى التي كانت امتدادا، بشكل غير مباشر، لتلك المقاومة.
وفي كلمة افتتاح اليوم الإعلامي حول الجانب العسكري لمقاومة أحمد باي، أوضح العقيد قرعيش، المدير الجهوي للناحية العسكرية الخامسة، على ضرورة إبراز الحقائق التاريخية لأنها فخر للأمة.
حمزة.د

الرجوع إلى الأعلى