أمير الطرب صابر الرباعي يبهر الجمهور في ختام مهرجان جميلة

اختتمت فجر أمس، السهرة الثامنة والأخيرة من مهرجان جميلة العربي في طبعته 12، بانصهار الطبوع الغنائية المغاربية، حاملة معها رسائل إبداع و حب، حيث استمتع الحضور المعتبر خلال هذه السهرة، بفقرات غنائية من عمق التراث السطايفي، و نهل من عبق الصراوي الذي طالما صدحت به حناجر العمريات وهن مرتديات الملاية التقليدية، فكان أداة  لمقاومة المستعمر و أصبح وقفة لاسترجاع الذاكرة.

بكاكشي الخير بصمته الخاصة في السهرة الختامية، من خلال تقديمه أغاني عامر لحرار، بصوت جهوري ساحر، هز أركان مسرح كويكول، ليسدل ابن مدينة صفاقس التونسية صابر الرباعي بباقة من أغانيه الطربية الجميلة ، فتجاوز إبداعه حدود الزمان و المكان. استهل الرباعي فقرته الغنائية، بتقديم أغنيته الخليجية «يا أغلى»، ليرحب بعدها بالجمهور و يمدحه، مصرا على مد جسر التواصل معه خلال الحفلة، و منوها بالعلاقات التاريخية بين الشعبين الجزائري والتونسي، و أدى بعد ذلك أغنية «يا عسل» بكلمات بسيطة و خفيفة و ريتم راقص نشر البهجة في أرجاء كويكول، ليقدم بعدها أغنية «شارع الغرام» ، ثم حاول جذب الجمهور للغناء و الرقص و عندما أدى أغنيته الشهيرة «نوكل عليك ربي»، مشيرا إلى أنها تجسد طابع الراي التونسي، و واصل أداء اللون التونسي بأغنيته «عاشق مغروم»، فأرقص الحضور الذي بلغ ذروة التفاعل معه بالغناء و التصفيق عندما غنى «يا حلوة سكر»، مع ترديده لكلمات الأغنية المعروفة «مزيانة».  وعاد من جديد أمير الطرب العربي صابر الرباعي إلى اللون المشرقي، ليطرب الحضور برائعة «ع الطاير بافهم عليك» ،ثم قدم أغنيته الرومانسية المعروفة «أتحدى العالم»، فغنى معه الجمهور و أشعل أضواء الهواتف النقالة بحماس و حب، كما أهدى الحضور ضمن أغانيه الطربية الشهيرة رائعة «عز الحبايب»،و لم يلبث أن رجع لمعانقة التراث التونسي، صادحا بأغنية «يا سمرا»، ليتبعها بعدة مواويل، ثم أغنية  «ليالي يا ليالي»، فرقص على وقعها الجميع.
نفس التفاعل الجماهيري توهج عندما غنى الأغنية المعروفة «ببساطة»، و ألهب المدرجات ببقية أغانيه التونسية، خاصة «سيدي منصور يا بابا» و»برشة برشة يا مدلل»، و ختم فقرته الغنائية بأداء أغنية «الطفلة العربية» من عمق التراث التونسي الجنوبي الأصيل. قبل اعتلاء صابر ركح كويكول، استرجعت فرقة ديوان عامر للفولكلور السطايفي، جزءا هاما من التراث السطايفي الأصيل، من خلال الطابع الصراوي، فقدمت لوحات غنائية تقليدية، استهلتها ب «عيطة» بعنوان «سطيف الصدّاح»، ثم أدت العمريات بصوت قوي مجموعة من الأغاني السطايفية التراثية التي ترددها عادة النساء في الأعراس و المناسبات السعيدة، على غرار «زعرة مبرومة الناب»، «دلالي يا دلالي» و «ضرير و حالو فاني»، إضافة إلى « تكلم الرعد تكلم برعود غزيرة»، وختمت العمريات فقرتهن بأداء أغنية «الطاهر يا الطهار»، على وقع الزغاريد متبوعة بأداء تمثيلي لتجسيد حفل ختان طفل صغير.  بعد فرقة ديوان عامر للفلكلور السطايفي، اعتلى الركح الفنان السطايفي المعروف بكاكشي الخير، و هو أحد الوجوه الفنية التي صنعت شهرة الأغنية السطايفية الأصيلة، فألهب المدرجات عندما أدى مجموعة من أغانيه الخفيفة و الراقصة، استهلها بأداء أغنية «هاي هاي»، تبعها بأداء «يا راعي المنجوم»، فتفاعل معه الحضور رقصا و غناءا، ليقدم بعدها «عسوا يا العساسة»من صميم التراث السطايفي، فردد كلماتها معه الجمهور بصوت واحد، و تابع فقرته بأغنية «قلت عندي لحباب»، فأغنية «آه يا ظالمني» و ختم مشاركته في الحفل الختامي لمهرجان جميلة بأداء الأغنية المشهورة «صبرت صبرت ما لقيت دوايا».
و أسدل الستار أول أمس على الطبعة ال12 من المهرجان فجرا، بعد ثمانية أيام من الإبداع تداول خلالها أكثر من 500 فنان على ركح كويكول، قدموا خلالها فقرات غنائية مختلفة جمعت بين مختلف الألوان المغاربية و المشرقية .

قالــوا عن المهرجـــان

صابر الرباعي في ندوة صحفية


مهرجان جميلة يتطور من سنة لأخرى
كشف صابر الرباعي عن إطلاقه أغنية سينغل في الأسواق باللهجة المصرية بعنوان «وقت الشدة»، من ألحانه وكلمات ناصر الجيل و توزيع رافع عاطف. وذكر خلال ندوة صحفية عقدها على هامش السهرة الختامية لمهرجان جميلة، بأنه أطلق فيديو كليب لأغنية من تلحين الموسيقار طلال و كلمات الراحل عبد الرحمان الأبنودي، مضيفا بأنه سيطلق عدة أعمال فنية بعد انقضاء فترة الصيف، كما تحدث أمير الطرب العربي، عن شغفه بالتمثيل:»يستهويني التمثيل ولا أعرف متى أقوم بخطوة جدية من أجل تصوير عمل سينمائي . في الوقت الراهن أمثل فقط عبر الفيديو كليب».  و أكد الفنان التونسي من جهة أخرى بأنه يعيش تجربة رائعة من خلال مشاركته في لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب الشابة « ذا فويس»، مضيفا:»البرنامج يكشف عن شخصيتنا وتلقائيتنا ولحظات الغضب والفرح أيضا، كما يجعل الفنان أقرب إلى الناس، لكونه يساهم في توطيد العلاقات الاجتماعية، علاوة على كونه يساهم في اكتشاف المواهب الشابة».  و بخصوص الأصوات الشابة الصاعدة الموجودة في الساحة الفنية قال الرباعي:» يجب دعمها ماديا و معنويا، و عليها اكتشاف التراث و تقديمه للجمهور». و اعتبر الفنان التونسي، بأن إحياء سهرة ختام فعاليات مهرجان جميلة العربي، شرف كبير له، مؤكدا بأن مهرجان جميلة يتطور من سنة لأخرى. مشيرا إلى أن احتضان  صفاقس، مسقط رأسه، لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، تشريف للتونسيين، مؤكدا بأنهم «سيكونون في مستوى الحدث».

لخضر بن تركي يفسر العزوف الجماهيري عن مهرجان جميلة العربي


الجمهور تعود على الدخول المجاني والثقافة وصلت إلى الانحطاط
برر لخضر بن تركي، المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام، عزوف الجماهير عن الحضور لعدد من حفلات مهرجان جميلة العربي، بتعوده على الدخول المجاني، مؤكدا: " في السنة الحالية قررنا فرض التذاكر، لأن الثقافة وصلت إلى مستوى الانحطاط، ولابد من مساهمة المواطن في دعم الفن والكتاب".  وأشار إلى أن "ثقافة اقتناء التذاكر"، سترسخ لدى الجمهور في الطبعات المقبلة. مضيفا بأن "الديوان سعى لإنجاح التظاهرة، من خلال تنويع الثقافات العربية و الفنانين من مختلف البلدان العربية، خاصة فئة الشباب و نخبة المبدعين، مع استضافة الفنانين الشباب الجزائريين، من أجل تبادل الثقافات"، مشددا على تنويع البرامج الفنية عبر مختلف المؤسسات الثقافية، عبر ولايات الوطن، من أجل حصول كل الأفراد على حقهم في الفن.

مدير الإعلام والتسويق بالديوان الوطني للثقافة والإعلام سمير مفتاح:

المهرجان سيعود لموقعه الأصلي بالمدينة الرومانية كويكول
كشف سمير مفتاح، مدير الإعلام والتسويق بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، بأن الديوان سينسق مع مختلف الشركاء، لإعادة المهرجان إلى موقعه الأصلي بالمدينة الرومانية كويكول، بالقرب من قوس النصر "كركلا"، و ذلك من أجل إضفاء الصبغة الجمالية والفنية الأثرية على المهرجان، مضيفا :"السنة الجارية هي الأخيرة في الموقع الحالي"، معلقا بأن برنامج مهرجان جميلة العربي للطبعة الحالية، جسد بنسبة 70 من المائة طلبات الجمهور عبر وسائط التواصل الاجتماعي.

الفنان بكاكشي الخير


قدمنا ضربة قاضية لدعاة سطاي راي في جميلة
أكد الفنان بكاكشي الخير، بأنه و من خلال مشاركته في السهرة الختامية لمهرجان جميلة العربي، قدم ضربة قاضية لدعاة تحويل الأغنية السطايفية من طابعها الأصيل إلى ما يعرف بطابع "سطاي راي" و شبه ذلك بالتمثيلية التي لن يتابعها أحد من الآن فصاعدا، مشيرا إلى أنه قدم خلال السهرة الختامية للمهرجان "أغنيات سطايفية أصيلة ممزوجة بالصراوي" ، وأضاف الفنان بأنه سيسهر على الحفاظ على التراث التقليدي، من خلال إعادة أداء أغان قديمة وأخرى بتوزيع جديد و إضفاء لمسة جمالية عليها.

تغطية وتصوير / رمزي تيوري

الرجوع إلى الأعلى