محمد الزاوي يصوّر “آخر يوم” بالأسود و الأبيض
انتهى المخرج محمد الزاوي من تركيب فيلم قصير اختار له عنوان «آخر يوم  أسود و أبيض» و تناول فيه محطة مهمة
 في حياة شيخ مهاجر على أهبة الاستعداد للعودة إلى مسقط رأسه بعد أكثر من 35 سنة من الغربة.
الفيلم الذي كان للنصر السبق في مشاهدته قبل عرضه، راودت المخرج  فكرة تجسيده صدفة، كما قال ، فبينما كان يتجوّل بساحة لاديفانس بباريس، سمع أنغاما للراحل فريد الأطرش، ثم أم كلثوم، و لمح شخصا شبهه بأحد أبطال مسرحية « في انتظار غودو» لصامويل بيكيت، لأنه كان كمن ينتظر شيئا و كان الموقف جد مؤثر، ما جعله يحمل كاميرته و يبدأ في تصويره دون إذنه، و بعد أن تحدث إليه عرف بأنه يدعى إدريس عالمي و هو من أصل مغربي، كان في حالة تأمل أخيرة لبلد عاش فيه أكثر من 35 عاما ثم قرّر أخيرا مغادرته نحو بلده الأصلي.و استهل الزاوي فيلمه «آخر يوم، أسود و أبيض» بمقولة أو بالأحرى نصيحة لألكسندر دوما : «عندما تعاني كثيرا، واجه ألمك فهو سيخفف عنك و ستتعلم منه أيضا».
و أشار صاحب العمل الذي لا تزيد مدته عن 10 دقائق، في بداية الفيلم إلى أن بطل الفيلم شخص عادي، لا ينتمي للمجال السينمائي و لا المسرحي و لقاؤهما كان مجرّد صدفة جمعتهما مؤخرا، فاستلهم موضوعا جديرا بالتناول سينمائيا لأهميته، خاصة و أنه يصوّر زاوية جديدة و محطة مغايرة في حياة المغتربين و هي محطة العودة للبلد الأصلي و الحالة النفسية التي يكون عليها المسافر الذي قضى عمرا كاملا بالمهجر، و هي الحالة التي حاول تسليط الضوء عليها من خلال قصة هذا الرجل الهزيل الذي تخفي تجاعيد وجهه و دموعه و نظرته التائهة الكثير من القصص و الآلام و الأسرار ، و قد قال الزاوي بأنه كان يجهل ما يدور في رأس ذلك الرجل في تلك اللحظة، لكنه شعر بحزنه و حالته النفسية و الوجدانية.
صورة إدريس عالمي تلك اللحظة، قد لا تختلف عن صور الكثير من المغتربين الذين يختارون العودة في آخر المطاف و يتخلون عن حياة اضطروا لخوضها مرغمين أو عن اقتناع. للتذكير فإن الإعلامي و المخرج محمد الزاوي تحصل على عديد الجوائز الدولية، من بينها النخلة الذهبية بمهرجان الإسكندرية عن فيلمه الوثائقي» آخر كلام» الذي أراده تكريما للأديب الراحل طاهر وطار.                          
مريم/ب

الرجوع إلى الأعلى