عيسى شراقة أول من رفع العلم الجزائري و ليس بوزيد سعال و حزب الشعب من نظم للمظاهرات السلمية
تعززت المكتبة الجزائرية، بمولود جديد في مجال التأريخ لمختلف الأحداث و الحقب الاستعمارية باللغة الفرنسية من تأليف الكاتب الإعلامي بن يعيش كمال، يتناول زوايا خفية و ظاهرة عن مجازر 08 ماي 1945 بمنطقة سطيف،
و يجمع شهادات و دلائل عن المجزرة التي بقيت بصمة عار في وجه المستعمر الفرنسي، منها ما أثارت نقاشا و جدلا واسعا حول صحة و مدى مصداقية الشهادات و الكتابات التي أرخت لقيام الشهيد بوزيد سعال برفع العلم الوطني لأول مرة يوم المجازر، في حين يؤكد مؤلف الكتاب على أنه تحصل على شهادات واقعية تنفي أن يكون هو أول من رفع العلم الوطني و تجمع على أن عيسى شراقة كان أول من رفع العلم مع بداية المظاهرات.
النصر التقت بمؤلف الكتاب كمال بن يعيش أمس الاول، على هامش قيامه بعرض مجموعة من كتبه للبيع بالإهداء على مستوى بهو المركب الثقافي عائشة حداد بولاية برج بوعريريج، أين أشار إلى أنه لا يحاول إثارة الجدل و النقاش في هذا المولود الجديد بقدر ما كان يركز على نقل الشهادات بحياد حتى ما تعلق منها بضحايا المستعمر و المستوطنين آنذاك، مؤكدا على أن ما ورد في كتابه على أن عيسى شراقة هو أول من رفع العلم الوطني مع بداية المظاهرات السلمية يوم الثامن من ماي 1945 و ليس الشهيد بوزيد سعال كما تناولته العديد من الكتب و المراجع التاريخية، يعود إلى شهادة المعني في حد ذاته (عيسى شراقة) قبل وفاته سنة 2010 و كذا شهادات أخرى لمن عايشوا تلك المجازر، حيث تم التأكيد على أن عيسى شراقة اختير لرفع العلم الوطني خلال المظاهرات كونه كان كشافا فضلا عن طول قامته، في حين كان بوزيد سعال أول شهيد سقط في المظاهرات .
و يكشف الكتاب الموسوم بعنوان «مجازر 08 ماي1945 .. سطيف المجزرة الجماعية»، عن عديد الحقائق و شهادات من عايشوا الحدث، فضلا عن وقائع و حقائق أخرى ظهرت بعد عقود من تلك المجازر على غرار المقابر الجماعية التي اكتشفت خلال السنوات الفارطة، و جوانب خفية لثمرة مجهودات استمرت لأزيد من 11 سنة جمع فيها مؤلف الكتاب مجموعة من الشهادات بمختلف المناطق التي شهدت المجازر،منها ما تم عرضها لأول مرة في هذا الكتاب على غرار الكشف عن أسماء الضحايا الجزائريين الذين كانت فرنسا تعتبرهم أشباحا و الضحايا الأوروبيين، و التطرق أيضا لدور حزب الشعب الجزائري في تنظيم المظاهرات رغم أنه كان محظورا، حيث يشير المؤلف في كتابه إلى أن حزب الشعب هو من قام بالتحضير لتنظيم المظاهرات السلمية و دفع بالمواطنين و الأهالي للخروج و التعبير عن فرحتهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، و كذا لمطالبة فرنسا الاستعمارية الوفاء بوعودها و نيل الاستقلال، بالإضافة إلى جمع مجموعة من الأدلة حول بشاعة جرائم آلة الدمار الفرنسية التي نكلت و تفننت في طرق التعذيب و التقتيل بمختلف المناطق التي شهدت الأحداث و المجازر خلافا لما تم تداوله في كتب فرنسية كثيرة حاولت تسويق رؤيتها بالتعتيم على تلك الأحداث باعتبارها أعمال عنف و ثورة من قبل الجزائريين، و محاولة التنصل من استعمال فرنسا لميليشيات تابعة لقواتها في تلك المجازر بسطيف.
و يبرز مؤلف الكتاب العديد من الوقائع التي قام بتجزئتها حسب المناطق، حول الطريقة التي انتهجها العدو الفرنسي في تقتيل و تعذيب المواطنين الجزائريين، بنقل أغلبية الضحايا بسطيف القديمة التي كانت تضم ولاية البرج و ولاية بجاية و جزء من ولاية جيجل إلى مناطق بعيدة و تعذيبهم و تقتيلهم بطرق بشعة من دون محاكمة و بدون شهود، ليتم رميهم و ردمهم في مقابر جماعية في مناطق بعيدة عن بلداتهم، و من ذلك وجود آثار لعدة ضحايا من خراطة و بن عزيز دفنوا بسطيف، و يقوم أهاليهم حاليا باستخراج وثائقهم من سطيف، كما تطرق في كتابه إلى العثور على مقبرة جماعية ببلدية اليشير بالبرج سنة 2013 خلال أشغال الحفر لإنجاز الطريق السيار، تعود إلى الحقبة الاستعمارية و ضحاياها من مجازر 08 ماي 1945، ما يدل أيضا على همجية الإستعمار و محاولته إخفاء جرائمه.
هذا الكتاب الذي يمكن أن يثري المكتبة الجزائري و أن يكون قاعدة عمل للبحث في مجازر 08 ماي للمختصين و الجامعيين، كان بحسب مؤلفه ثمرة مجهود عسير استمر لمدة تفوق 11 سنة، حاول من خلالها أن يكون محايدا،وهو ما اتضح في ذكر الضحايا الجزائريين و الضحايا الأوروبيين و الكشف عن وقائع خفية لأول مرة، كما تطرق للمأساة التي عاشها 17 طالبا بمتوسطة «أوجان ألبرتيني» ثانوية محمد القيرواني حاليا الذين تم طردهم من الدراسة عقابا لهم على مشاركتهم في المظاهرات السلمية رغم أن أكبرهم لم يكن عمره يتجاوز 17 سنة .
و أشار بن يعيش كمال إلى أن فكرة تأليف هذا الكتاب بدأت منذ سنة 2005، بعد صدور قانون فرنسي لتمجيد الاستعمار، بالإضافة إلى صدور سيل من الكتب الفرنسية التي أجحفت في حق المواطنين و الضحايا الجزائريين، فكان من الواجب كما أضاف البحث عن الحقيقة و من ذلك بداية الرحلة للبحث عن الشهادات الحية لمواطنين عايشوا تلك الأحداث، و التنقل إلى مختلف المناطق و لقاء الكثير من الضحايا لكي لا تذهب شهاداتهم سدا دون البحث فيها و إثرائها في محاولة للوصول إلى اجابات عن مختلف الأسئلة و الوقائع التي بقيت مبهمة و عولجت من طرف المستعمر بطريقة تخدم آلة الدمار و تعطي شرعية للمجازر، مضيفا أنه لقي الترحيب من قبل رئيس جمعية 08 ماي 1945 الذي ساعده على الالتقاء بالكثير من الشهود الذين عايشوا الأحداث، ما سمح له بتكوين رصيد هام حول تلك الوقائع التي تبقى وصمة عار في جبين فرنسا الإستعمارية .
ع/بوعبدالله
في إصدار جديد عن مجازر 08 ماي 1945 لكمال بن يعيش
- التفاصيل
-
وزارة الثقافة تتابع حالته
الفنان حميد بوزاهر يتعرض لوعكة صحية يتواجد عميد الأغنية الأوراسية، حميد بوزاهر، بقسم العناية المركزة بمستشفى، علي بوسحابة، في خنشلة بعد تعرضه لوعكة صحية، في ظل متابعة من وزيرة الثقافة والفنون والسلطات...
في يوم دراســي بقسنطينة لإثراء مشروع دفــاتر التعليمات المعمارية
اقتراح استحداث منصة رقمية وقــاعدة بيـاناتاقترح دكاترة ومتدخّلون، أوّل أمس، خلال يوم دراسي حول دفاتر التعليمات المعمارية الخاصة، بقسنطينة، استحداث منصة رقمية تتضمّن الأعمال الجامعية في المجال...
بعد عملية تهيئة: إعادة افتتاح قاعتي ما قبل التاريخ والضريح الملكي بمتحف سيرتا
تمت نهاية الأسبوع إعادة افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وقاعة الضريح الملكي لصومعة الخروب، بالمتحف العمومي سيرتا، بقسنطينة، بعد إعادة تهيئة...
قدم عرضها الشرفي ببشطارزي عشية المنافسة: "زودها الدبلوماسي" تمثل الجزائر في مهرجان "ربيع روسيا الدولي"
تمثل مسرحية "زودها الدبلوماسي" للمسرح الجهوي الجلفة أحمد بن بوزيد، الجزائر في فعاليات الطبعة الـ42 من مهرجان الربيع المسرحي...
تشجيع الأسر الجـــزائرية على تقديم الهبــات
مبادرات لحماية الموروث الثقــافي بالمتاحفتتواصل عبر مختلف المتاحف الوطنية مبادرة لتشجيع العائلات الجزائرية على تقديم هبات قيمة لهذه المؤسسات، خصوصا ما توفر لديها من قطع تراثية و فنية مهمة، وهي حملة يقودها مهتمون...
مهرجان إيمدغاسن السينمائي
افتتاح الطبعة الرابعة وسط حضور لافت للجمهور افتتحت سهرة السبت بالمسرح الجهوي الدكتور صالح لمباركية بمدينة باتنة تظاهرة مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي للفيلم الروائي القصير في طبعته الرابعة وسط حضور لافت...
مراد فيالة يحلم بإنجاز كتابة فنية للقرآن
خطـاط اختاره الخط و لا يُبالي بالتكنولوجيا«الخط من يختار الخطاط»، عبارة قالها الخطاط مراد فيالة، من مدينة العنصر بجيجل، ليؤكد بأن عشقه للخط لم يكن وليد الصدفة، بل هو مرتبط بروح الإبداع عند الإنسان، مشيرا إلى أنه...
أطلق أغنية بعنوان « قاعة هند»: مغنـــي الراب الأميركـــي «ماكليمـــور» ينتصـر لغــزة
صنع مغني الراب الأمريكي بنجامين هاجرتي، الشهير بـ «ماكليمور « الحدث نهاية الأسبوع بعدما أطلق أغنية ثورية لدعم فلسطين وغزة حققت...
الفيلم عرض بقسنطينة بحضور صناعه ونجومه
- زئير الظلام -.. معالجة إنسانية لمكافحة الاستعمار الفرنسي حقق فيلم زئير الظلام، تفاعلا كبيرا غداة عرضه الأربعاء بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تزامنا مع ذكرى الثامن ماي، وقد صفق الحضور طويلا لمخرج العمل...
المؤرخ والأكاديمي مولود قرين للنصر
المــــدارس الفرنسيــــة شكلــــت خلفيـــــة للغــــزو الفكــــري خـــــلال القــــــرن 19 قال مولود قرين، أستاذ التاريخ المعاصر، بجامعة الدكتور يحيى فارس بالمدية، إن مسألة التعليم الفرنسي في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)