أتقاطع مع شخصية "بوبقرة "البدوية  و في معالجة قضايا المجتمع  
 يحاول الفنان الحاج أحمد أن يجسد ، على طريقته، مسارا فنيا ناجحا، كمسار  الراحل حسن الحسني، الشهير باسم «بوقرة «، مؤكدا تقاطعه معه في الشخصية ذات الطابع البدوي ،و في تجسيد أدوار تلفزيونية ومسرحية تعالج قضايا و اهتمامات المواطنين بالجزائر العميقة في قالب ساخر، و قد أعرب عن تأثره الكبير بالفقيد الذي كان يمتلك كاريزما لا تضاهى و يتمنى أن يقدم مصف ما قدمه للساحة الفنية الوطنية، التقت النصر بالفنان الحاج أحمد وأجرت معه هذا الحوار .
. النصر:  ما هو سر نجاح حصة «الحاج أحمد يقول» و ظروف انتقالها من قناتك على اليوتيوب إلى الشاشة الصغيرة؟
ـ الحاج أحمد: سر نجاح حصة «الحاج أحمد يقول» هو مصداقية الطرح و الصدق في تبليغ رسالة المواطن البسيط الذي يرى نفسه في شخصية الحاج أحمد التي تجمع كافة متناقضات المجتمع. و من جهة أخرى، ثقة القائمين على القناة التليفزيونية في البرنامج، و على رأسهم الأستاذ علي فضيل.
. هل لديك حصص أخرى في نفس المستوى؟
ـ  نعم هناك أعمال أخرى جاهزة، ستكون أكثر جرأة في الطرح و المضمون، رغم أن الجمهور الكريم يطالب باستمرار حصة «الحاج أحمد يقول»، لأنها فتية و لم تبلغ السنة.
. يرى البعض أن شخصيتك الفنية المستمدة من المسرح، قادرة على أداء أدوار سينمائية و تلفزيونية على الأقل، هل لديك عروض ؟
 ـ نعم بالفعل أنا قادر على تقمص عدة شخصيات، وهذا راجع لتجربتي المسرحية و أنا جاهز لخوض أي تجربة جديدة، إذا كان العمل في المستوى المطلوب، أما بالنسبة للعروض، فقد شاركت في سيت كوم «كلينيك أنتيك» كضيف شرف .و هناك اقتراحات و مشاريع لم ترق بعد إلى العرض، توجهي للتجربة التليفزيونية أملته ظروف خاصة، لأن جمهور الشاشة أكبر من جمهور الخشبة و رسالة المسرح غير محدودة، إلا أن السياسة المنتهجة فرضت واقعا غير الذي عشناه في السابق، و أثر بالسلب على الإنتاج المسرحي و الكثير من الفرق المسرحية، مثلما هو الحال اليوم بولاية الشلف، حيث ينذر الوضع بالخطر،  فرغم الإمكانيات التي وفرتها الدولة للشباب المبدع، إلا أنها لم تستغل بسبب مسؤولي الثقافة الذين لم يتمكنوا من التوفيق بين الإمكانيات المتوفرة و الطاقات الإبداعية الهائلة  للشباب و لذلك وجب على وزير الثقافة التدخل لأجل إصلاح ما يمكن إصلاحه.
. يرى  بعض المتابعين لمسارك الفني، بأنك قريب من الراحل حسان الحسني المدعو بوبقرة، من حيث الحضور وطرح المواضيع، ماهو تعليقك على ذلك ؟
ـ شخصية المرحوم حسان الحسني لها كاريزما خاصة، و إن كانت شخصية الحاج أحمد قريبة من هذه الشخصية فهي تشترك معها في الطابع البدوي و إن قال بعض المتتبعين بأن الشخصيتين قريبتان، فهذا شرف لي و أتمنى أن أقدم نصف ما قدمه الراحل حسان الحسني.
. كيف تقيم العروض الفكاهية والحصص الترفيهية التي بثتها القنوات التليفزيونية من منطلق نقدي لفنان متمرس ؟
ـ بكل صراحة العديد من الحصص الفكاهية سقطت في فخ الابتذال و أصبحت حصصا تجارية بغرض الكسب فقط، مما جعلها فارغة المضمون، وهذا ما نفر الجمهور المتعطش لحصص ذات مستوى تحمل رسائل فنية تهم المتفرج الذي افتقد الرسالة الفنية الحقيقية.
. الشيء الذي بات يميز هذه القنوات هو كثـرة حصص الكاميرا الخفية، هل يعبر ذلك برأيك، عن ضحالة الإنتاج التلفزيوني وقلة الإبداع في مجالات فنية معينة، أم من الضروري أن تكون الكاميرا الخفية حاضرة في المشهد الفني خلال شهر رمضان ؟
ـ للأسف الكاميرا الخفية أصبحت موضة و كل من هب و دب أصبح ينتجها بمعايير لا تمت بصلة لروح الدعابة أو الفكاهة.
و هو ما جعل منها منتوجا  تجاريا بامتياز، ينافس الإنتاج الفني الحقيقي، و هذا ما يشكل خطرا حقيقيا على الإبداع ، إذا أردنا أن نرتقي بالفن، علينا بالعودة للرسالة الفنية الحقيقية النبيلة وتشجيع الطاقات الفنية الحقيقية و الأعمال الهادفة و الكف عن الإشهار المجاني للدخلاء الذين أفسدوا الذوق الفني و أفسدوا الأخلاق و كانوا سببا في تسويق فكرة الفن تجارة.                                   
هشام. ج

الرجوع إلى الأعلى