أحلام مستغانمي: حالة الإحباط  غالبة على المشهد الاجتماعي بالجزائر
وجد المنظمون عشية أول أمس الجمعة، صعوبة كبيرة في التحكم في مئات المصطفين  في طابور طويل ينتظرون الدور للظفر بتوقيع الروائية الأكثر مقروئية في الوطن العربي أحلام مستغانمي.
فمنذ وقت مبكر تجمع العديد من الشباب من الجنسين أمام مدخل القاعة التي برمج نشاط  الكاتبة فيها، من أجل شراء أحد أو بعض رواياتها وهي ''نسيان com، الأسود يليق بك، فوضى الحواس، أكاذيب سـمكة، على مرفأ الأيام، قلوبهم معنا وقنابلهم علينا و ذاكرة الجسد'' في انتظار الظفر بتوقيعها و أخذ صورة تذكارية معهـا، وكان هؤلاء في غالبيتهم طلبة جامعيون ومولعون برواياتها، وعلى دراية بمحتواها. و لم تمض ساعة من الزمن، حتى نفذت النسخ الخمسـمائة التي خصصت للبيع بالتوقيع، ما دفع بالروائية أحلام مستغانمي لتعويض ذلك، من خلال صور السيلفي وكتابة كلمات في سجلات الذكريات التي جلبها زوار الصالون من محبيها، الذين لم يكن من  السهل على المنظمين التحكم فيهم بسبب  التدافع الكبير لتلك الحشود أمام وداخل قاعة '' سيلا '' بالجناح المركزي. و قبل مباشرة عملية التوقيع على روايتها الشهيرة، قدمت صاحبة '' ذاكرة الجسد '' مداخلة أشبه ما تكون بالخطاب السياسي، حيث وجدت نفسها أمام جمهور كبير ومتنوع من المحظوظين الذين تمكنوا من أخذ مكان داخل القاعة الفسيحة، تخرج عن لغتها الروائية. وحرصت أحلام مستغانمي على أن تحمل في خطابها ''رسالة أمل للشعب الجزائري'' بمناسـبة الذكرى الـ 63 للثورة التحريـرية، المجيدة، حيث دعت الروائية جمهورها للإخلاص في حب الجزائر، و الاستماتة في الدفاع عنها، ''عبر كل الفضاءات المتاحة'' تصديا – كما قالت لكل المتربصين بأمنها وسلامتها، وقالت '' بأن الجزائر اليـوم بحاجة لكل أبنائها لتجاوز الأزمة، مشـددة على ضرورة تجاوز حالة اليأس و الإحباط التي باتت غالبة على المشهد الاجتماعي في الجزائر، واصفة ذلك بالأمر الخطير. وقالت " إن البؤس والرداءة" ليس قدرا على الجزائر، وأنه من غير المسـموح لأي كان التنكيل بالجزائر والمساس بأمنها واسـتقرارها، الذي هو مسؤولية الشعب و المسؤولين في البلاد''.  ولم تستثن الروائية وسـائل الإعلام الجزائرية من انتقاداتها، معاتبة تركيز الجرائد والقنوات على العناوين المخيفة التي عززت من حالة البؤس في البلاد. وبعد أن دعت إلى ضرورة الترويج '' بشكل جيد '' للسياحة في بلادنا، أكدت بأن بعدها عن الجزائر لم يجعلها في منأى عن الأحداث اليومية التي تتصدر عناوين الجرائد والقنوات. من جهة أخرى قالت الروائية '' إن الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج، ليست أقل ارتباطا بالوطن من الجزائريين المقيميـن''، بل وأشادت في هذا السياق بنجاح الجالية الجزائرية وقالت إن كل العالم يشهد لها بذلك.                          
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى