دعوة لترسيم الملتقى و بعث مسابقة في الكتابة السردية
• احتفــاء بزهور ونيسي في غيـابهـــا
وضعت أول أمس اللجنة المنظمة للملتقى الوطني للسرد الجزائري الذي احتضنه قصر الثقافة والفنون بسكيكدة على مدار يومين، جملة من التوصيات، في ختام فعاليات الملتقى، أبرزها ترسيم الملتقى و استمراريته، لكي يعطي ثماره في المستقبل القريب، وتنظيم مسابقة في الكتابة السردية للشباب، مع تخصيص جوائز تشجيعية في مجالات الرواية القصة والقصة القصيرة.
و أوصت اللجنة أيضا بدراسة الأعمال السردية للروائية الجزائرية نجية عبير التي تناولت فيها مجموعة كبيرة من القضايا التي تخص المدن الجزائرية، لاسيما قسنطينة، كما احتفت بسكيكدة كفضاء مكاني، و سيتم طرح الانشغال على الأساتذة والباحثين، لكي ينقحوا في تلك النصوص علها تكون فضاء للتشاور و النقاش.
غيابات بالجملة عن التظاهرة
اللجنة اعتبرت الملتقى ناجحا بتحقيقه للأهداف التي سطرت في ديباجته و ظهرت في محاوره، وبالتالي سيتم ترسيم لجنة علمية تسهر على اختيار محاوره و الرقي به في دورات قادمة مع تكريم شخصية سردية وطنية في كل طبعة.
الملتقى الذي غابت عنه الوجوه البارزة التي سبق و أن أعلنت اللجنة المنظمة عن حضورها ، كالأديبة الكبيرة زهور ونيسي والروائي واسيني الأعرج و كذا روائيين من سكيكدة على غرار لزهر عطية والشاعر أحسن دواس، جعل العديد من المشاركين يطرحون علامات استفهام، و بالمقابل سجلت الفعاليات حضور لافت للشاعر و الناقد يوسف وغليسي، الشاعرة جميلة زنير، محمد الأمين بحري، فيصل الأحمر و رشيد قريبع وغيرهم.
الملتقى عالج ضمن أشغاله إشكالية دائرة السرد في شتى أنواعه، التي لا تزال تتسع يوما بعد يوم، وها هي الرواية التي تعد من أبرز أنواع فنون القول، تخطف الأضواء وتثير الاهتمام أكثر من غيرها من الفنون الأخرى، و تسحب البساط من تحت أقدام الشعر وباقي الأجناس الأدبية الأخرى، وبذلك نجدها تسيطر، أو تكاد تسيطر، على المشهد الأدبي والثقافي في العالم، نظرا لما يتيحه اتساع عوالمها من انفتاح مرن، وقدرة على احتواء مختلف أشكال التعبير من جهة، وعلى إمكانية اقتراح إجابات متعددة وميسورة عن أسئلة الراهن الثقافي والاجتماعي والسياسي من جهة أخرى، حتى وإن كان ذلك ليس من اختصاصها، ولا هو مطلوب منها.
إن الرواية في حد ذاتها سؤال من أسئلة الحياة، وهو ما أعطى لحضورها فعالية ساهمت في إقبال الكتاب، والقراء والنقاد والباحثين على الخوض فيها كتابة، وقراءة وبحثا، فانبرى بعض الكتاب المبدعين لتحديث أشكال الكتابة فيها، وتطوير أدواتها وتقنياتها، بحثا عن التميز، وعن الوصول إلى انجاز نص مختلف وقادر على استيعاب ومعالجة انشغالات الإنسان في مختلف أوجه الحياة، فاتجهت الرواية الحديثة نحو تحطيم منظورها السردي الكلاسيكي المتوارث، وبناء نموذج أكثر حداثة، وأكثر تحررا يخضع لرؤى جديدة تنتج متخيلا مختلفا ومتفردا.
غير بعيد عن هذا المنحى العام، نجد السرد الجزائري يعيش مرحلة متباينة، من حيث مستواه مضمونا وشكلا، ففي الوقت الذي يتوج فيه، وفي مختلف المحافل الدولية، بجوائز لها أهميتها وقيمتها، تظهر أصوات نقدية متعددة، من هنا وهناك، (نقاد، صحفيون، قراء) منددة بالمستوى الهزيل الذي ظهرت به أغلب الأعمال السردية المطبوعة في السنتين الأخيرتين، خاصة ما تعلق منها بالرواية، حيث استسهل الكثير من الناس هذا الفن، وأصبح بمثابة الحصان السريع الذي يحقق الانتشار، و يقود إلى الشهرة، ولو كان ذلك على حساب اللغة والشكل، و البناء الفني، فهل يحقق تبرير ذلك الإنسان كائنا ساردا، وله القدرة على التخيل، وأن أثر المتخيل في المتلقي لأقوى من أثر الواقع المعيش؟ و جاء ملتقى السرد الجزائري لكي يساهم، بفضل أعلام السرد الجزائريين، في بلورة نظرة حقيقية عن حال السرد الجزائري من خلال المحاور التي اعتمدها منطلقا للبحث والمنافسة وهي المنظور السردي وأشكال السرد، الرواية الجزائرية الحضور والخصائص و السرد النسوي الجزائري.
محطات في مسار رائدة السرد الجزائري زهور ونيسي
وقد استهل الناقد الشاعر الدكتور يوسف وغليسي أشغال الملتقى بإلقاء قصيدة شعرية حول الأديبة و رائدة السرد الجزائري زهور ونيسي، للشاعر محمد برقطان، كما خصها الشاعر وغليسي بإسهام عنوانه «مبدعة»، ثم تطرق لأهم المحطات في حياة ابنة حي سيدي الجليس العتيق بقلب قسنطينة، و خريجة جمعية التربية والتعليم الإسلامية، مشيرا إلى أن والدها علي البناي الصنهاجي هندس عقول بناته الخمس بحكمة و إحكام، رغم أنه لم يكن متعلما.
و أضاف الدكتور وغليسي بأن زهور ونيسي مجاهدة و كاتبة استثنائية في تاريخ الثقافة الوطنية، فقد كانت الأولى بنجاحها في امتحان شهادة الدراسات الابتدائية العربية لمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 1954 ، و نشرت في 1967» الرصيف النائم» بالقاهرة ، فكانت أول مجموعة قصصية نسوية في تاريخ الأدب الجزائري، و كانت أيضا الأولى بنشرها «يوميات حرة» في 1979 ، التي اعتبرها باكورة الروايات في تاريخ الرواية الجزائرية، و أضاف الشاعر و الناقد بأن زهور ونيسي كانت أول امرأة تتبوأ منصب وزيرة في الحكومة الجزائرية.
جلسات نقدية و إلقاءات شعرية
و تضمن الملتقى الذي عرف مشاركة نوعية للأساتذة ،على غرار الدكتور يوسف وغليسي، وليد بوعديلة، سفيان بوعنيبة و محمد كعوان، جلسات نقدية تمحورت مضامينها حول المنظور السردي و أشكال السرد، الرواية الجديدة.. التجديد التحول القطيعة، الرواية الجزائرية الحضور والخصائص، التجريب الأسلوبي في السرد الجزائري المعاصر، التناص التاريخي في رواية «سيد الخراب» لكمال قرور، و قد نشطها أساتذة و دكاترة ، على غرار اليمين بن تومي، محمد الأمين بحري، حسين خمري، فيصل الأحمر، حبيب مونسي و رشيد قريبع. وتخللت الملتقى جلسات قراءات قصصية وشعرية تداول عليها كل من صورية إينال، زهرة بوسكين، عائشة زروال، علاوة كوسة، محمد بوديبة، الضاوية كربوس، آسيا بودخانة، صفية بوطغان، مصطفى بوغازي، محمد بوثران وغيرهم، لتختتم أشغال الملتقى الذي فتح الباب أمام المبدعين الشباب للتفاعل في ما بينهم، بتوزيع الشهادات .
كمال واسطة
اختتام الملتقى الوطني للسرد الجزائري بسكيكدة
- التفاصيل
-
وزارة الثقافة تتابع حالته
الفنان حميد بوزاهر يتعرض لوعكة صحية يتواجد عميد الأغنية الأوراسية، حميد بوزاهر، بقسم العناية المركزة بمستشفى، علي بوسحابة، في خنشلة بعد تعرضه لوعكة صحية، في ظل متابعة من وزيرة الثقافة والفنون والسلطات...
في يوم دراســي بقسنطينة لإثراء مشروع دفــاتر التعليمات المعمارية
اقتراح استحداث منصة رقمية وقــاعدة بيـاناتاقترح دكاترة ومتدخّلون، أوّل أمس، خلال يوم دراسي حول دفاتر التعليمات المعمارية الخاصة، بقسنطينة، استحداث منصة رقمية تتضمّن الأعمال الجامعية في المجال...
بعد عملية تهيئة: إعادة افتتاح قاعتي ما قبل التاريخ والضريح الملكي بمتحف سيرتا
تمت نهاية الأسبوع إعادة افتتاح قاعة ما قبل التاريخ وقاعة الضريح الملكي لصومعة الخروب، بالمتحف العمومي سيرتا، بقسنطينة، بعد إعادة تهيئة...
قدم عرضها الشرفي ببشطارزي عشية المنافسة: "زودها الدبلوماسي" تمثل الجزائر في مهرجان "ربيع روسيا الدولي"
تمثل مسرحية "زودها الدبلوماسي" للمسرح الجهوي الجلفة أحمد بن بوزيد، الجزائر في فعاليات الطبعة الـ42 من مهرجان الربيع المسرحي...
تشجيع الأسر الجـــزائرية على تقديم الهبــات
مبادرات لحماية الموروث الثقــافي بالمتاحفتتواصل عبر مختلف المتاحف الوطنية مبادرة لتشجيع العائلات الجزائرية على تقديم هبات قيمة لهذه المؤسسات، خصوصا ما توفر لديها من قطع تراثية و فنية مهمة، وهي حملة يقودها مهتمون...
مهرجان إيمدغاسن السينمائي
افتتاح الطبعة الرابعة وسط حضور لافت للجمهور افتتحت سهرة السبت بالمسرح الجهوي الدكتور صالح لمباركية بمدينة باتنة تظاهرة مهرجان إيمدغاسن السينمائي الدولي للفيلم الروائي القصير في طبعته الرابعة وسط حضور لافت...
مراد فيالة يحلم بإنجاز كتابة فنية للقرآن
خطـاط اختاره الخط و لا يُبالي بالتكنولوجيا«الخط من يختار الخطاط»، عبارة قالها الخطاط مراد فيالة، من مدينة العنصر بجيجل، ليؤكد بأن عشقه للخط لم يكن وليد الصدفة، بل هو مرتبط بروح الإبداع عند الإنسان، مشيرا إلى أنه...
أطلق أغنية بعنوان « قاعة هند»: مغنـــي الراب الأميركـــي «ماكليمـــور» ينتصـر لغــزة
صنع مغني الراب الأمريكي بنجامين هاجرتي، الشهير بـ «ماكليمور « الحدث نهاية الأسبوع بعدما أطلق أغنية ثورية لدعم فلسطين وغزة حققت...
الفيلم عرض بقسنطينة بحضور صناعه ونجومه
- زئير الظلام -.. معالجة إنسانية لمكافحة الاستعمار الفرنسي حقق فيلم زئير الظلام، تفاعلا كبيرا غداة عرضه الأربعاء بدار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، تزامنا مع ذكرى الثامن ماي، وقد صفق الحضور طويلا لمخرج العمل...
المؤرخ والأكاديمي مولود قرين للنصر
المــــدارس الفرنسيــــة شكلــــت خلفيـــــة للغــــزو الفكــــري خـــــلال القــــــرن 19 قال مولود قرين، أستاذ التاريخ المعاصر، بجامعة الدكتور يحيى فارس بالمدية، إن مسألة التعليم الفرنسي في...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)