فيلم «لطفي» يثير النقاش في أول عرض له بوهران
تم مساء أول أمس عرض الإنتاج الجزائري الجديد المخلد لرموز الثورة الجزائرية وهو فيلم «لطفي»، في أول خرجة له بعد العرض العام الذي كان في العاصمة. و رغم ارتياح الأسرة الثورية التي حضرت بكثافة، للتناول التاريخي لمسار أصغر عقيد في الثورة إلا أنه تم تسجيل بعض الفلتات الفنية التي جعلت العديد من الحضور يغادر القاعة في منتصف العرض.
على مدار ثلاث ساعات تقريبا ، و بحضور وزير المجاهدين و السلطات المحلية،  تابع المدعوون من أسرة ثورية و فنانين و سياسيين وإعلاميين عرض فيلم «لطفي» مساء أول أمس بقاعة المغرب بوهران، حيث تفاعل المجاهدون مع مجريات أحداث الفيلم كون أغلبهم شاركوا في الثورة التحريرية في الولاية الخامسة التاريخية التي كانت تضم ولايات الغرب الجزائري حاليا، فمنهم من استذكر العديد من الأماكن التي خاض بها المعارك، وهلل آخرون أثناء العرض لبطولة الثوار ليخرج الجميع بعد انتهاء الفيلم وعلامات الرضا بادية على وجوههم.
عكس العديد من الفنانين والمختصين  في  السينما  الذين  انتقدوا كثيرا سينوغرافيا الفيلم و بعض الأخطاء في السيناريو التي دفعت بالكثيرين  لمغادرة  القاعة في منتصف العرض، و  من  أهم الملاحظات هي استعمال اللهجة التلمسانية التي لم يتقنها لا البطل ولا محيطه خاصة في بداية الفيلم، وتواصلت لغاية النهاية بل تحولت في منتصف العرض إلى لهجة  من  الشرق  الجزائري مع محاولات من البطل للإبقاء على  كلمتين  من  اللهجة  التلمسانية ولهجة سكان الحدود الغربية خاصة.
بالنسبة إلى الأزياء، سجل تناقض لباس التلمسانيات، خاصة  من الطبقات الراقية التي ينحدر منها الشهيد العقيد لطفي، مع ما تم توظيفه في الفيلم، يضاف هذا إلى الحوار الذي لم يكن واضحا بسبب إطالة الممثلين قراءته في معظم اللقطات والمشاهد وغيرها من الفلتات التي عكرت صفو المشاهدة و الإثارة.
للعلم، تناول الفيلم الذي أخرجه أحمد راشدي و كتب السيناريو الصادق بخوش، بينما أدى دور البطل فيه الشاب يوسف سحايري إلى جانب سليمان بن عيسى و وجوه فنية أخرى، في جزء كبير منه كيفية التحاق بن علي بودغين أو العقيد لطفي، بالثورة التحريرية مع  إبراز أهم المواقف التاريخية التي عرف بها الشهيد قبل و أثناء مشاركته في تحرير الوطن.
 ولم يغفل الفيلم  الجانب العاطفي للبطل، سواء داخل أسرته أو مع زوجته التي تركها بعد أيام من زواجهما ، و لم يرها بعد ذلك نظرا لاستشهاده في سن مبكرة( 26 سنة) بجبل بشار الذي اختاره لاختراق الحدود و العودة للوطن لمواصلة الكفاح و قال لطفي قبل خوض المغامرة « أختار بشار لثلاثة أسباب، أولها أنها  أراض سهلة تمكن من مغالطة العدو، و ثانيها لأن أغلب معاركه قادها في تلك المنطقة، وآخرها لو أستشهد في بشار سيكون قبري رمزا تاريخيا و شاهدا بأن بشار و الصحراء جزائرية وستبقى جزائرية».
هوارية. ب

الرجوع إلى الأعلى