تقترب حظيرة الألعاب «الصنوبر لاند» من فتح أبوابها أمام المواطنين القسنطينيين، بعد أن بلغت  الأشغال على مستواها  نسبة تفوق 95 بالمائة، وينتظر أن تبدأ عملية استقبال الزبائن بداية شهر مارس بعد 3 سنوات من بداية الأشغال، لتكون أول محطة ترفيهية للعائلات المحلية في عاصمة الشرق التي تفتقر لفضاءات التسلية، كما تتوفر هذه الحظيرة على ألعاب تدخل الجزائر لأول مرة.
وتواجدت النصر في مدينة الخروب وبالتحديد بغابة الصنوبر التي تحولت إلى حظيرة لمختلف الألعاب لتتغير التسمية من غابة الصنوبر التي كانت مكانا مفضلا لتواجد المنحرفين إلى «الصنوبر لاند»، ودخلنا الحظيرة لنجد بعض العمال ما زالوا بصدد وضع آخر الرتوشات على مستوى النافورة الكبيرة المتواجدة بوسط الحظيرة، إضافة لتواصل الأشغال بالنسبة للمطعم الكبير الذي سيجهز قبل الافتتاح، كما تخضع الأرصفة لمختلف عمليات الدهن، وقال لنا صاحب الحظيرة أورزقي عمر أنه استعان بالعمال الجزائريين منذ بداية الأشغال قبل 30 شهرا، وبالتحديد منذ الاستفادة من رخصة البناء في ديسمبر 2016، فيما استنجد بعمال إيطاليين من أجل عملية تركيب الألعاب.
لعبة المغامرات لأول مرة في الجزائر
وتنتشر الألعاب على مساحة كبيرة من الفضاء الترفيهي، حيث وضعت الألعاب المائية بالقرب من بعضها وعددها 3، فيما تم وضع ألعاب الأطفال في مساحة معينة وهو نفس الأمر مع ألعاب الكبار، والتي تواجدت بوسط الحظيرة، فيما تم جلب لعبة جديدة تدخل لأول مرة حيز الخدمة في الجزائر، تسمى لعبة المغامرات، في مكان بعيد نوعا ما عن بقية الألعاب، لأن الهدف منها هو وضع المغامر الصغير وسط أجواء توحي بأنه مقبل على تحديات، ليكون مكانها وسط أشجار.وأكد لنا المستثمر أن هذه اللعبة هي الأولى من نوعها في الجزائر، وهدفها تربوي وترفيهي في نفس الوقت لأنها تولد روح التحدي بالنسبة للأطفال الذين سيقبلون على مجموعة من التحديات قبل الوصول إلى خط النهاية، وأضاف أنها لعبة جديدة ابتكرت في عام 2019، وأضاف المتحدث على أنه تعمد توفير مساحات خضراء داخل الفضاء الترفيهي لعلمه المسبق أن العائلات القسنطينية أصبحت تحن لمثل هذه الأماكن التي اختفت من الولاية.
ألعاب من صنع إيطالي ومضمار سيارات  
وتنقلنا مع صاحب المشروع داخل مختلف زوايا الحظيرة، ودلنا خلال هذه الفسحة على مكان حظيرة السيارات والذي يستوعب حوالي 300 سيارة، كما تنقلنا بين الألعاب التي كانت جلها من صنع ايطالي وبعضها صيني، والبداية كانت بمضمار السيارات والمخصص للأطفال، حيث أكد المتحدث أنه فضل توفير هذه اللعبة لما تحمله من فوائد بالنسبة للطفل الذي سيتعرف على قوانين وإشارات المرور في سن مبكرة، ولاحظنا أن العمال كانوا بصدد دهن إطارات السيارات على حواف المضمار لتكون وسيلة حماية في حالة اصطدام المركبة بجوانب الطريق.

واصلنا السير لنصل إلى مسرح على الهواء الطلق ،  أين أوضح المستثمر أنه تعمد تشييده على الطريقة النوميدية التي تمثل تاريخ مدينة الخروب، وهنا استوقفنا المتحدث موضحا أن هذا المسرح سيحتضن يوميا نشاطات ترفيهية، مثل المسرحيات، والألعاب البهلوانية وألعاب الخفة ، كما سيستغل لتحسيس الأولياء والشباب حول بعض الظواهر الاجتماعية السلبية على غرار المخدرات، والهجرة غير الشرعية والطلاق، بتوفر مختصين في هذا المجال وكاتبا لكتابة الروايات.
باخرة  بكراسي متحركة
مباشرة انتقلنا من المسرح إلى خيمة كبيرة، وعند ولوجنا داخلها وجدناها عبارة عن لعبة «الترامبولين» المخصصة للقفز عاليا، وجاءت على مساحة معتبرة وبشكل مستطيل عوض دائري من أجل استيعاب أكبر قدر من الأطفال، ثم واصلنا السير فإذا بالمستثمر يستوقفنا من أجل الحديث عن أحد الألعاب، وهي الباخرة، ورغم أنها تعتبر لعبة كلاسيكية معروفة ومتوفرة في كل الحظائر بالجزائر، إلا أن المتواجدة بالحظيرة مختلفة وفريدة من نوعها حسب المتحدث، لأنها الأولى من نوعها في الجزائر، حيث تتميز عن غيرها باحتوائها على كراسي متحركة داخل الباخرة وبالتالي تتحرك عند عملية التلويح، مضيفة أنها من صنع صيني، وقليل هي عدد الحظائر التي تتوفر عليها على مستوى العالم.
وتحوز هذه الحديقة على ألعاب مخصصة للكبار على غرار لعبة التصادم بين المركبات، إضافة إلى الصحن الدوراني، وأثناء سيرنا داخل هذا الفضاء الترفيهي، لاحظنا انتشار العديد من المجسمات الخاصة بالفيلة والتي ستكون موجهة لالتقاط الصور، إضافة لتواجد بعض المحلات على غرار مقاهي، وأكلات خفيفة وكشك متعدد الخدمات، ووصلنا إلى بعض البنايات المتواجدة في خط واحد، وأوضح لنا صاحب المشروع أنه وفر مصلى، وقاعة سينما 12 دي وهي الأولى من نوعها في الجزائر، إضافة إلى قاعة مليئة بصور الأطفال ومزينة بمختلف الألوان ستخصص للاحتفال بأعياد الميلاد.
مضيفات ومقهى تحت تصرف النساء
 الحديقة تتوفر على فضاء للجلوس مخصص للنساء يتوفر على مختلف التجهيزات ،  طاقمه من مكونات من العنصر النسوي ، بجانبه صالة ألعاب فيديو  عصرية ، منها ما يتطلب وضع نظارات» 3 دي» تستعمل من أجل معايشة اللعبة ، كما جهز بمكان سيستغل لتغيير حفاظات الرضع ، ويتوفر بجانبها زاوية صغيرة مغطاة بها العديد من المآخذ الكهربائية ستستعمل في إعادة شحن بطاريات الهواتف.
وقال المستثمر أن طاقة استيعاب الحظيرة تتراوح ما بين 1000 إلى 1500 زائر يوميا، كما تبلغ مساحة الحظيرة 3 هكتارات، وهي مساحة صغيرة مقارنة ببقية الحظائر، ولكن طريقة توزيع الألعاب وتنوعها جعل منها متميزة، وأضاف المتحدث أنه وظف بعض الفتيات والنساء ليشغلن مهنة مضيفات وسيتكفلن بكل ما تحتاجه النسوة، فيما قام بتوظيف أعوان أمن وعمال نظافة، ليتراوح عدد الموظفين من 80 إلى 100 عامل، منهم من يرتبط بعقد ومنهم من سيستغلون في المواسم فقط وخاصة في فصل الصيف الذي سيعرف إقبالا كبيرا من الزبائن.

وأكد المتحدث أنه فكر في بناء حظيرة ألعاب منذ أكثر من 10 سنوات ولكنه لم يجسد الفكرة، إلا قبل 3 سنوات أي في عام 2016، وهذا بعد أن استفاد من قطعة أرض من البلدية بعقد امتياز، وقام بتحويل غابة الصنوبر التي كانت عبارة عن مكان يحتضن المنحرفين، إلى فضاء ترفيهي، مؤكدا أنه استعمل حوالي 500 شاحنة من أجل تنظيف المساحة، أما عن صاحب فكرة الهندسة وطريقة توزيع الألعاب، فأكد أنه  استلهمها من مختلف الحظائر حول العالم على غرار فرنسا واسبانيا وايطاليا والصين ومن كل حديقة أخذ أفكارا ليجسدها في مشروعه الخاص، مضيفا أنه في بادئ الأمر تنقل إلى   الإدارة التي كانت تسير حظيرة الألعاب بجبل الوحش واستنجد بالعديد من الإطارات والمسيرين ممن لهم خبرة في هذا الميدان.
أسعار التذاكر رمزية ودخول مجاني للأطفال
وأضاف المستثمر أن الهدف من  المشروع ليس تجاري محض، وإنما له خلفيات تاريخية من خلال طريقة تشييد هذه الحظيرة، كما تم وضع نصب تذكاري للقائد ماسينيسا عند المدخل ، كما له دافع أخلاقي من خلال تناول مواضيع اجتماعية بالمسرح المتواجد داخل فضاء التسلية، وتثقيفي وتعليمي من خلال مضمار السيارات الخاص بالأطفال والذي سيعلمهم كيفية احترام قانون وإشارات المرور، كما أوضح أن هدفه أيضا يتمثل في استقطاب زبائن من خارج ولاية قسنطينة، لتكون الحظيرة محطة ترفيهية لكل ولايات الشرق الجزائري.  وتحدث لكحل محمد مسير ومكلف بالمحاسبة والمالية بالحظيرة، أن ثمن التذاكر سيكون في متناول الجميع، حيث تتم حاليا المشاورات من أجل تحديده، ولكنه قال أن ثمن تذكرة الدخول إلى الحظيرة سينحصر ما بين 150 إلى 200 دج، فيما يكون دخول الأطفال مجانيا، أما عن قيمة تذاكر الألعاب فستتراوح ما بين 20 إلى 50 دج وذلك حسب نوع اللعبة، وعن التكلفة الإجمالية للمشروع، فقد رد بأنها لم تحدد بعد بسبب تواصل الأشغال من خلال وضع آخر الرتوشات على مستوى العديد من الزوايا.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى