الأذن الموسيقية لشباب اليوم تغيرت و المالوف غير قابل للعصرنة

شدد الفنان أحمد عوابدية على ضرورة دراسة موسيقى المالوف، بشكل علمي وكتابتها بالسولفاج، منبها إلى ضرورة الالتزام بتأدية الموسيقى الأندلسية القسنطينية بعيدا عن التحريف، كما دعا مسؤولي تظاهرة عاصمة الثقافة إلى الالتفات بشكل أكبر إلى التعريف بالعود العربي ذي الأربعة أوتار الذي تنفرد به مدينة قسنطينة، فيما اعتبر أن الأذن الموسيقية لشباب اليوم قد تغيّرت وأن المالوف غير قابل للعصرنة.
أحمد عوابدية قال في لقاء مع النصر على هامش تسجيله أسطوانة تراثية في إطار تظاهرة عاصمة الثقافة، بأن دراسة موسيقى المالوف بشكل علمي أمر في غاية الأهمية، مؤكدا على ضرورة تدوينها عن طريق السولفاج، من أجل السماح لمؤديها بالتواصل مع موسيقيين من مختلف دول العالم، والخروج بتراث مدينة قسنطينة إلى العالمية، فضلا عن السماح بنقله للأجيال القادمة لحمايته من الانقراض الذي قد يهدّد تراث المدينة مستقبلا، جراء المحافظة عليه بشكله الأصلي، فيما أوضح بأن الجزء المعني بالتدوين يجب أن يقتصر على الهيكل الثابت للموسيقى، بعيدا عن اختلافات الأساليب التي تميّز كل فنان عن الآخر.
من جهة أخرى، دعا محدثنا فناني قسنطينة إلى الالتزام بتأدية المالوف القسنطيني، في الحفلات الخاصة به، حيث استهجن غناء البعض لطبوع تراثية غير قسنطينة في مهرجانات تنظم من أجل التعريف بالمدينة، كما عبّر عن موقفه الرافض لما يعرف بالمالوف الجديد أو الموسيقى الأندلسية الجديدة، و اعتبر بأنها لا تمت بصلة للمدارس التراثية، ودعا الفنانين إلى عدم جمل اسم المالوف من أجل تأدية طبوع أخرى، على غرار الموسيقى الخفيفة و ما يعرف بـ»الطقطوقات»، حيث أرجع سبب محاولة شباب اليوم عصرنة الموسيقى الأندلسية القسنطينية، إلى التغييرات التي طرأت على الأذن الموسيقية بسبب الاستماع لطبوع جديدة، بالرغم من أن المالوف حسبه غير قابل للعصرنة.
أما عن التظاهرة العربية قسنطينة عاصمة الثقافة، فأوضح أحمد عوابدية بأنها ستساهم في خلق جمهور جديد للمالوف، فضلا عن قدرتها على المساهمة في رفع مستوى الفنانين والعازفين من خلال احتكاكهم بموسيقيين من خارج قسنطينة، وحث الفنانين على الإتقان في عملية تسجيل أسطوانات المالوف، التي تقوم بها وزارة الثقافة في إطار التظاهرة، فرغم وجود هيئة مشرفة على العملية، تظل المجهودات غير كافية حسبه، إذا لم تتظافر الجهود.
كما أعرب عن أمنيته في تولي السلطات عناية خاصة لآلة العود العربي ذي الأربعة أوتار، الذي تنفرد به قسنطينة، منبها إلى أنها رمز للمدينة، و آلة أساسية في جوق المالوف، أطلق عليها القدماء تسمية «سلطان الآلة»، معتبرا العود العربي جزء من هوية  قسنطينة، ولا يمكن أن ينسب لأي مكان آخر حتى وإن كانت محاولات لدراسته من أشخاص في المشرق.
سامي حباطي

الرجوع إلى الأعلى