وصف أمس ، السيد مراد حمدوش نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك و المختص في علم الخرائط و الكشف عن بعد،  حادث إختراق الكرة النارية  للغلاف الجوي للأرض  بالظاهرة الفلكية الطبيعية و التي تحدث يوميا عبر مختلف مناطق  العالم ، غير أن سقوطها ليلا و في هذا الجو من الصفاء إلى جانب حجمها الكبير لفت الانتباه  إليها بالنظر إلى كمية الضوء المنبعثة منها ، كما فند ما تناقلته الكثير من مواقع التواصل الإجتماعي عن سقوط هذه الكرة النارية بعرض البحر، مؤكدا احتراقها بالغلاف الجوي .
 و قال محدثنا أن الظاهرة عادية و تفسيرها الفلكي يتمثل في مرور الأرض بالمسار الذي تسير عليه بعض المذنبات خلال دورانها حول الشمس و التي تترك وراءها بعض المخلفات ، و دخول الأرض في هذا المسار يسمح لمثل هذه الأجسام و الجزيئات باختراق غلافها الجوي و غالبا ما تحترق به.
 و بخصوص الجرم الفضائي الذي شاهده عشرات المواطنين ليلة السبت  بجنوب قسنطينة و خنشلة و بسكرة و  عنابة و سكيكدة و جيجل و بجاية، قال نائب رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك أن الكرة النارية عبارة عن زخات برشاوية لمذنب سويست الذي يكمل دوراته حول الشمس كل 33 سنة في نفس التوقيت الذي تلج فيه الأرض لذات المسار كل سنة مابين 13 إلى 24 أوت، ما يسمح لبعض الحبيبات الفضائية النارية بدخول غلافها الجوي ، كما أضاف حمدوش أن اختراق هذه الشهب للكرة الأرضية يحدث بشكل يومي خلال دورانها حول نفسها و الشمس و عبورها لمسارات المذنبات الأخرى، كما أن  ارتطام هذه الأجسام الفضائية بالأرض يعمل في زيادة كتلتها بمليون كيلوغرام كل سنة ، لكن الغريب في ما حدث و حسب علماء الفلك أن الكرة النارية دخلت من الجهة الجنوبية بدل الجهة الشمالية للأرض، و هذا ما يرجح أن يكون هذا الجرم عبارة عن أشلاء متناثرة بالفضاء  التي اصطدمت  بالأرض صدفة .
و عموما قال محدثنا أن الظاهرة جديرة بالمتابعة خاصة من قبل عامة الناس لاكتساب ثقافة فلكية ، كما أنها لا تشكل خطرا على البشر بما نسبته 99 بالمائة فحسب الإحصائيات الفلكية و ما حدث عبر التاريخ لم تسجل حوادث ارتطام لهذه الشهب بالأماكن الآهلة بالسكان و غالبا ما تحترق بالغلاف الجوي، أو تسقط بالصحاري أو بعرض البحر ، باستثناء ما حدث سنة 2013  بروسيا، عندما سقط أحد النيازك  بالقرب من المناطق الحضرية، لكنه لم يخلف حينها  الكثير من الأضرار البشرية و المادية ، كما أكد احتمالية  تكرار الحادثة  في أيه لحظة وهنا دعا إلى  ضرورة  الاستمتاع بمثل هذه المظاهرة الفلكية التي غالبا ما تحدث بالنهار و لا يتسنى للجميع رؤيتها .
و حال ظهور الكرة النارية، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي صورا و فيديوهات للظاهرة التي و انتشرت على نطاق واسع وسط فضول ودهشة كبيرتين  لحجمها و الضوء المنبعث منها ، كما تباينت ردود الأفعال عبر مختلف المواقع الالكترونية بين  من اجتهد لإعطاء بعض التفسيرات العلمية و الفلكية وبعض التعليقات الغريبة فهناك من تحدث عن غزو فضائي و اختراق للكرة الأرضية ، فيما ربط آخرون المشهد بأمور عقائدية و دينية محضة.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى