طلبة ينجحون في اختراع قاطع و محول لاقتصاد الطاقة الكهربائية و الاستغناء عن الخفية منها
تمكن فريق من الطلبة الجزائريين بالمدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش، من تجسيد اختراع يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، التقليص من الحوادث الخطيرة و حماية الطاقة غير المتجددة بحسب ما كشفت عنه دراسة للفريق تؤكد أن قيمة استهلاك «الطاقة الخفية» تكلف الجزائر خسائر ضخمة في مادة البترول تقدر بـ560 مليون كلغ من هذه المادة سنويا.
الفريق المكوّن من 26 طالبا، جمعوا أنفسهم، و انضموا إلى مسابقة انجاز الجزائر، التي كشفت عن قدرات هائلة لشباب تمكن في خلال فترة قصيرة من إنشاء مؤسسة مصغرة أطلقوا عليها اسم «سوات»، و قسموا فيما بينهم المهام، ما مكنهم من تحقيق الغاية الأسمى، عبر واحد من أهم الاختراعات التي تعد أكثر من ضرورية في حياتنا اليومية.
اختراع صغير بفائدة كبيرة
يؤكد أعضاء الفريق، أن الهدف الأساسي من تكوين مؤسستهم المصغرة الافتراضية، كان لأجل إيجاد حلول كهربائية بسيطة تقلص من نسبة استهلاك الطاقة لدى الجزائريين، حيث يؤكد المكلّف بالموارد البشرية الطالب محمد لمين بوخنان للنصر، أن الاختراع المتمثل في قاطع و محوّل كهربائيين، قد تم تزويدهما بخدمة خاصة، تمثلها تقنية البرمجة، حيث يمكن ضبط فترة تشغيلهما و توقفهما من طرف أي شخص، وذلك من خلال برمجتهما على الاشتغال لساعة واحدة من الزمن، ينطفئان بعدها بشكل مباشر.
و أوضح مسؤول الموارد البشرية بشأن الغاية الكبرى من فكرة المشروع، قائلا أنها موجهة بشكل مباشر لمحاربة تبذير الطاقة الكهربائية، و استغلال الاختراع بشتى الطرق، مشيرا إلى إمكانية التحكم فيهما عبر أي جهاز تحكم سواء كان خاصا بالتلفاز، الريكودر، و حتى المكيّف، ما يسهل طريقة اعتماد التقنية التي ينتظر الفصل في فوزها بالمرتبة الأولى في مسابقة انجاز الجزائر في طبعتها الرابعة شهر أكتوبر، و التي سيشارك فيها 10 فرق من مختلف ولايات الوطن، للتمكن من تمثيل الجزائر من خلال المشاركة في منافسة أكبر جغرافيا تتمثل في إنجاز العرب.
11 بالمائة من قيمة كل فاتورة كهربائية زائدة
خلصت الدراسة التي أجراها الفريق الشاب تحضيرا لاختراعه، إلى أن ما يعادل نسبة 11 بالمائة من قيمة فاتورة الكهرباء لدى كافة البيوت الجزائرية، تعتبر زائدة، ما فسره الفريق بقيمة استهلاك «الطاقة الخفية»، هذه الأخيرة التي قال أنها ناتجة عن السير المتواصل لبعض الأجهزة، كالريكودر»ديمو»، أجهزة شحن الهواتف، و كل الأجهزة المزودة بالأضواء الخفيفة التي يتوّقف استغلالها، إلا أنها تبقى مشغلة طوال الوقت.
و بحسب ما كشف عنه الطالب محمد لمين بوخنان في حديثه معنا، فإن الدراسة مكنت أيضا من الكشف عن أن اعتماد هذا الاختراع، من شأنه أن يلغي هذه النسبة من قيمة الفاتورة نهائيا، حيث يصبح التحكم في كل هذه الأجهزة التي يعتبرها الفرد غير مستهلكة للطاقة سهلا، خاصة إذا ما تمت برمجتها، فضلا عن التحكم في تشغيل المصابيح التي غالبا ما تنسى مشتعلة لأوقات أو لأيام.
طلبة يكشفون أن استهلاك «الطاقة الخفية» يكبد الجزائر خسائر بـ 560 مليون كلغ من البترول سنويا
اعتبرت الدراسة التي أجراها فريق الطلبة الباحثين، أن القيمة الإضافية المقدرة بـ11 بالمائة من فاتورة استهلاك الكهرباء و التي تمثلها الطاقة الخفية، يقابلها استهلاك 14 كلغ من مادة البترول بالنسبة لكل فرد بالجزائر بحسب عملية حسابية خاصة، ما يعني أن ضربها في 40 مليون نسمة، يعطي ناتج ضياع البترول في الجزائر سنويا.
و أكد مصدرنا، أن اختراع فريقه، يساهم بشكل كبير في المحافظة على هذه الطاقة غير المتجددة و المتمثلة في البترول، فضلا عن أنها تقلص من نسبة ثنائي أكسيد الكربون، كما تقي من الحرائق و الناتجة عن الشرارات الكهربائية و التي عادة ما تخلف كوارث سواء بالبيوت، المكاتب، و حتى المصانع و المتاجر.
شباب يأمل في مساندة الدولة لحماية اقتصاد البلاد
لا ينتظر كل أعضاء الفريق تحقيق أرباح مادية من اختراع يجمع الأساتذة و الباحثون على أنه في المستوى، و قالوا بأنهم يأملون مساندة من الدولة و تمويلا لمشاريع كثيرة يخططون لتجسيدها، قصد الإسهام في تطوير الجزائر، و حماية اقتصادها و طاقاتها غير المتجددة خاصة، و في النهاية، يؤكد المبدعون على أنهم ماضون في البحث عن اختراعات جديدة خارقة للعادة، من شأنها أن تكون محفزا لإخراج الإبداع من داخل الطلبة الجزائريين خاصة.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى