تداول أول أمس فايسبوكيون صورة و معلومات حول اكتشاف قصر روسي قديم مهمل، وسط منطقة شبه غابية في أعالي حي الحاسي، المتاخم لبلدية مسرغين، عند المخرج الغربي لوهران، و قد أرفق الخبر بمعلومات عن القصر، استقاها ناشره من جريدة أجنبية كتبت سنة 2017 ، حول رحلة شخصيات روسية إلى وهران.
أثار خبر وجود قصر روسي في أحد أحياء وهران، اهتمام عدة مواطنين، فنشروا  تعليقاتهم حول المنشور الفايسبوكي أول أمس، و تساءلوا عن أسباب الإهمال الذي يطال المعالم الأثرية بوهران، و عدم تدخل السلطات المعنية لتثمينها وجعلها من المسارات السياحية بالولاية.
صاحب المنشور الذي اكتشف القصر، لم يتوقف عند هذا الحد، بل بحث عن مراجع قربت فكرة أن المبنى قد يكون فعلا قصرا روسيا، حيث استدل بمقالات صحفية نشرت في فرنسا خلال السنوات الماضية، تفيد أنه بعد الثورة البولشفية سنة 1917، هاجر ما يقارب 5 ملايين روسي نحو عدة مناطق عبر العالم، منهم من كانوا في القصر الملكي، و احتضنتهم فرنسا آنذاك، لأنها كانت تساند  للقيصرية ضد الشيوعية، و كذا نظرا وجود اتفاقية بينهما منذ 1892.
وعمدت السلطات الفرنسية على توزيع اللاجئين من الأسرة الملكية و كبار المسؤولين والقادة ، على الدول التي كانت تستعمرها، و هي الجزائر على وجه الخصوص، فيما أرسل البعض إلى المغرب وتونس، و البعض الآخر إلى منطقة آزور،  بفرنسا نفسها.
و استدل بحث آخر برواية شفوية لقدماء المنطقة مفادها أن القيصر «رومانوف» بنى هذا القصر ليقضي الشتاء في وهران، هروبا من قساوة البرد في روسيا، و في الحقبة الاستعمارية كان أحد المعمرين اليهود ، يتخذ القصر مسكنا له، لكن منذ تلك الفترة، لا أحد يعرف ماذا حدث بالقصر، لأنه بعيد عن الأنظار، إلى غاية اكتشافه الأسبوع المنصرم.
النصر اتصلت بصاحب المنشور الفايسبوكي السيد حمو بن علي ، و هو مختص في الهندسة المدنية زاول دراسته في روسيا ومهتم بالمعالم الأثرية و العمران، فقال لنا أنه عندما عاد من روسيا إلى وهران، لاحظ الهندسة المعمارية لبناية محاذية لمقر سكنه، و بما أنها ملكية خاصة لم يبادر بالبحث حول تاريخها و جذورها، إلى غاية اكتشافه لمنشور لإحدى الباحثات عن القصور والعمران الروسي عبر دول العالم ومنها المغرب العربي.
عندئذ ، كما أكد لنا، بعث إلى الباحثة صورة لتلك البناية ذات النمط العمراني الأجنبي، فأخبرته أن نمطها العمراني يدل أنها قصر لملك روسي و الاحتمال الأكبر، أنها كانت ملكا لرومانوف الذي منحته فرنسا حق الإقامة في الجزائر، حسب بعض الدلائل التاريخية، كما أن الهندسة المعمارية للبناية تشبه القصور التي كان يملكها  هذا القيصر في «سان بيتارسبورغ» والتي خضعت للترميم من طرف السلطات الروسية.
وأضاف المتحدث أنه سيواصل أبحاثه حول القصر، بعد أن يستأذن صاحبه لدخوله والتنقيب عن أدلة من شأنها إثبات أن القصر كان يملكه حقا القيصر رومانوف.
من جانب آخر، قالت مصادر للنصر، أنه لا يمكن للوصاية التدخل للتأكد من أن البناية عبارة عن معلم أثري تاريخي، لأنها ملك لأحد الخواص.            بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى