أطلق إبراهيم سعيد عبد الصمد،  جراح عظام بالمؤسسة الاستشفائية العمومية دباغ سعيد بالمغير، عبر قناته على يوتيوب، فيديو تحدث فيه عن الليلة المأساوية التي عاشتها ولاية الوادي،  إثر حادث المرور الذي وقع ببلدية سطيل ، و خلف 12 قتيلا و 45 جريحا ،  مبرزا العراقيل التي صادفها الطاقم الطبي في التكفل بالمصابين، نتيجة عدم تفهم أغلب العائلات لمهامهم، و حالة  الفوضى و الغوغاء التي طبعت الجو العام لدرجة تعرضه لمحاولة اعتداء من أحد أقارب شخص مصاب في الحادث.
في مقطع فيديو بعنوان « الأطباء و عمال الصحة بين مطرقة الفوضى و سندان التعميم..»، اعترف الطبيب بوجود إهمال بقطاع الصحة، غير أن ذلك لا يمكن تعميمه على مستوى المستشفيات و توجيه اتهامات للأطقم الطبية التي تسهر على توفير العلاج الأمثل للمرضى، مشيرا إلى أن المواطنين مسؤولون أيضا عما يحدث في المستشفيات، فالطبيب في كثير من الأحيان يكون ضحية التصرفات الطائشة لمرافقي المرضى، و هو ما وقع معه في اليوم المأساوي الذي خسرت فيه الجزائر 12 من أبنائها في حادث مرور، مع  تسجيل 45 جريحا.
و أضاف أنه تم استقبالهم على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية بالمغير، و التي كانت تعيش حالة طوارئ، لإنقاذ الأشخاص المصابين ، و بذلت الأطقم الطبية جهودا كبيرة ، و هب سكان المنطقة للتبرع بالدم و تقديم الدعم الكامل للأطباء و المصابين.
و أعرب من جهة أخرى عن أسفه لحالة الفوضى التي عاشتها المستشفى في تلك اللحظات الصعبة، بسبب الفوضى و الغوغاء التي تسبب فيها عائلات المصابين، فقد عرقلوا ، حسبه، مهام الأطباء بسبب احتجاجهم مؤكدا « أول شيء عرقل مهامنا هو الفوضى التي تسبب فيها أفراد عائلات الضحايا القادمين من مختلف ولايات الوطن، و تدخلهم في مهامنا  و أملواعلينا ما نقوم به» ، إلى جانب أنانية البعض الذين كانوا يوقفوننا في الأروقة  للحصول على شهادات طبية للمغادرة، في الوقت الذي يوجد مصابين في وضعيات حرجة جدا، و كنا نبذل ما بوسعنا لإنقاذهم، و تابع حديثه "لا يحق لناشط سياسي صاحب شعارات بنفسجية أو تجار المآسي و المجازر أن يحكموا علي ، المريض وحده من يحق له ذلك".
المتحدث أوضح بأنه و بقية زملائه تكفلوا بالحالات الخطيرة و قضوا ليلة كاملة في غرفة العمليات،و لم يكن بوسعهم تقديم توضيحات  للعائلات ، في حين واصلوا فحص الحالات الأقل خطورة  في الفترة الصباحية، مضيفا بأنه و بعد ليلة بيضاء سبقها يوم عمل كامل، واجه احتجاجا من أحد أقارب الضحايا بخصوص أخيه  الذي يعاني من جروح طفيفة،  لدرجة انه حاول الاعتداء عليه بمقص و تلفظ بكلام بذيء ، بعد أن طلب منه المغادرة ليواصل معاينة المرضى.
 و ختم الطبيب الجراح الفيديو بالتأكيد بأن المصابين في الحادث الذين تلقوا العلاج و أجروا عمليات جراحية، وحدهم لهم  الحق في الرد على ما قاله .
أ بوقرن 

الرجوع إلى الأعلى