قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2 بوبكر جيملي، أن المجتمع الجزائري الحالي ستكون له خبرة مستقبلا في التعامل مع الأزمات، و خاصة المتعلقة بالأوبئة ، فلم يسبق لهذا الجيل معايشة حدث مماثل و هذا سيولد لديه ما يعرف في علم الاجتماع باليقظة الإجتماعية، أمام الأمراض و كسب الخبرة في كيفية التعامل مع أوضاع مماثلة، و تقوية عامل الوقاية من الأمراض بتصحيح الكثير من السلوكيات.
و يرى جيملي أن العالم أمام مرحلة مفصلية ، حيث يمكننا الحديث بعد انقضاء هذه الفترة  عن ثلاث مراحل كبرى ، و هي،  مرحلة ما قبل كورونا و مرحلة كورونا، و مرحلة ما بعد كورونا ، مضيفا أن الكثير من المفاهيم العالمية ستتغير و في مقدمتها العلاقات الدولية ، و تحديدا في العالم الغربي، حيث كانت العلاقات  مبنية منذ الاأزل على حب الذات و السعي إلى الهيمنة ، و هي القيم السلبية التي أظهرت عقمها في تسيير الأمور في مثل هذه الأحداث ،  و الحاجة الكبيرة إلى خلق نظام عالمي مبني على التضامن و التكافل، خاصة و أننا اليوم نعيش مفهوم القرية الكونية و مخلفات العولمة، بعدما كانت مجرد مفاهيم حسية،  حيث وبعد زوال الحدود الجغرافية  أصبح  ما يحدث في دولة  ما تكون تأثيراته مباشرة على باقي العالم، و الجميع معني.
أما بخصوص المجتمع الجزائري، فيرى الأستاذ جيملي أن  هناك حالة من الصدمة يعيشها الفرد اليوم، مع تسارع أحداث هذه الأزمة العالمية، فبعدما كان الجزائري طرف خارجي يتابع مستجدات الوضع في بعض دول العالم، تحول في وقت قياسي إلى طرف داخلي و جزء من هذه الحالة العالمية، و هو ما خلق صدمة اجتماعية لأن الحدث كان مفاجئا ، غير أن فرض حالة الحجر المنزلي الذي لم يتقبله الكثيرون، بعدما تحولنا الى مجتمع يمارس حياته خارج المنزل سيساهم في تعزيز العلاقات الإجتماعية برأي المختص.
  ويضيف محدثنا أنه و  رغم أن العلاقات الاجتماعية اليوم محجورة ، إلا أن هذا الوضع سيساعد على تعافي المجتمع، و سيكون له رد فعل إيجابي  بالعودة للكثير من العادات و العلاقات القديمة كالجيرة و الصداقة، و أهم شي العلاقات داخل العائلة الواحدة، من خلال تعزيز الحوار و ترويض الأسرة عليه، فالجلوس وجها لوجه سيدفع بالضرورة إلى الحديث و ايجاد مواضيع للنقاش، و هو بالتالي فرصة إيجابية للجزائري للتصالح مع ذات، و كذا لتقوية الوازع الديني الذي يعد نقطة قوة للدول المسلمة في مثل هذه الظروف ، التي تتطلب تجنيد النفسانين وعلماء الاجتماع للتكفل بضحايا هذه الكوارث ، و التي قد تكون أخطر من الوباء في حد ذاته، و آثاره ليس من السهل إزالتها.             هيبة  عزيون

الرجوع إلى الأعلى