الأطفال يتفوقون على الكبار فوق حلبة التزلج الاصطناعي بالعاصمة
كشفت حلبة التزلج الاصطناعي التي تحتضنها إحدى مراكز التسوق الكبرى بالجزائر العاصمة، عن افتقار الجزائريين لثقافة التزلج على الجليد و التفوق الكبير للأطفال على حساب الراشدين، وسط تضارب في الآراء بين منتقد و مستحسن للتظاهرة. حلبة التزلج الإصناعي داخل الخيمة العملاقة التي هيأت أول أرضية جليدية لتمكين الجزائريين من الاستمتاع برياضة التزلج منذ الشهر الماضي، لقيت إقبالا كبيرا من طرف شرائح مختلفة في المجتمع، نتيجة الإعلانات التي حظيت بها ،ما دفع بالفضوليين إلى التوجه لأجل استكشافها، غير أنها لم تكن رياضة سهلة بالنسبة للأغلبية، و كشفت بأن الجزائريين و على الرغم من وجودهم بموقع يشهد شتاء يشبه شتاء الدول الأوروبية، و يصنع في مناطق عدة أرضية خصبة للتزلج، إلا أنهم لا يتقنون هذه الرياضة.
جولة للنصر داخل حلبة التزلج،بينت بأن التسلية و الترفيه و إن خصصتا لمختلف شرائح المجتمع، فإن الواقع يختلف مع الهدف العام للحدث، إذ سيطر الأطفال على الحلبة بامتياز، و لم يكن بينهم سوى بعض الشباب و الشابات الذين كانوا مرفوقين بأعوان سخروا لتدريب المرتادين على التزلج و تفادي السقوط.
فأطفال الجزائر، قد تغلبوا هذه المرة على الكبار، برقصات و حركات رشيقة و متزنة فوق الجليد ، و بدوا و كأنهم يشكلون فرقة باليه  تمزج  بين الحركات و الموسيقى ،و الأضواء الملونة التي صنعت بهجة داخل المكان، و كسرت هدوء ساحة المركز المعتادة، فقد رفض أغلبهم مغادرة المكان و أرغموا آباءهم على دفع مبالغ إضافية بعد أن عشقوا الرياضة. أما بالنسبة للكبار، فقليلون بينهم من كانوا يتزلجون بمفردهم، فالشابة هند قالت بأنه و على الرغم من حضورها مرات عدة، إلا أنها لم تتمكن بعد من التحكم في التزلج دون مرافق، على عكس الطفلة آية، و الطفل أسامة اللذين أكدا بفرح كبير قدرتهما على الاستمرار في التزلج ليوم كامل، دون مساعدة، و قالا بأنهما كثيرا ما يكونان منقذين لكبار في السن من السقوط أرضا، أما بالنسبة لسر براعة الأطفال، فقد أرجعاها إلى كثرة استعمالهم للزلاجات الخاصة بالشارع و التي مكنتهم من الوقوف بشكل سليم ،و كذا التنقل بكل حرية و كأنهم يسيرون على الأقدام. و بينما كنا نستقي آراء مرتادي المكان، دهشنا لوجود بعض كبار السن يظهرون رغبة جامحة في تجربة التزلج على الجليد، و هو حال سيدة في عقدها السادس تقدمت لأجل دفع تكلفة التزلج، ما جعل المشرفون على المكان في حيرة من أمرهم، لكنها فسرت موقفها برغبتها منذ الشباب في تجربة التزلج، مادامت الظروف  لم تسمح بذلك فترة الشباب، قد باتت سانحة اليوم، و بالفعل دخلت الحلبة بمرافقة أحد الشباب و استمتعت بذلك لفترة طويلة من الزمن، قالت بأنها نقلتها إلى عالم آخر، و جعلتها ترمي أثقالا من الضغط بالدوران داخل الحلبة.
أما بالنسبة للبقية ، فقد تضاربت الآراء لديهم خاصة و أن ليس كل من كان داخل الحلبة جاء لأجل التزلج، فارتفاع الأسعار قد حصر دائرة المتسليين بهذه الرياضة، حيث قالت سيدة بأن 1500 دينار للكبار، و 1000 دينار للأطفال، تعد مبلغين كبيرين، بالنسبة للأسر الجزائرية المتوسطة الدخل، الأمر الذي يجعلها حكرا على العائلات الميسورة التي وجدنا بينها من تقول بأنها تزور الحلبة كل نهاية أسبوع أو حتى أغلب أيام الأسبوع، في وقت لم تأت أخرى سوى للتفرج. و لدى شريحة الشباب سجلنا تضاربا في الآراء، حيث انتقد عدد كبير الحدث و وصفوه بالخارج عن عادات الجزائريين الذين لم يعتادوا على  مثل هذه الرياضات، و اعتبروا الأسعار المفروضة لأجل التسلية باهظة و تكفي للتسلية بطريقة أخرى اعتادوها، كما أنه تمكن من توفير حاجيات أكثر ضرورية، في وقت قالت بعض الفتيات بأن الحلبة صنعت جوا متميزا ، و أدخلت ثقافة جديدة على الجزائريين ، خاصة أولئك الذين كانوا يسافرون نحو دول أوروبية أخرى لأجل الاستمتاع بهذه الرياضة، مطالبين بتوفير هكذا نشاطات بشكل مستمر. و بين مؤيد و معارض، يختلف الجزائريون في نظرتهم لوسائل التسلية، بتفاوت المستوى المعيشي في ظل عروض تجعل الحدث حكرا على أسر دون أخرى، ما قد يرسخ لإظهار الطبقية في المجتمع بشكل أكبر.    

إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى