حققت أولى أحلامها، فاعتلت منصة الشرف لتحاضر بجامعة الجلفة و باللغة الإنجليزية في مجال المتلازمات، تتعلم 15 لغة أجنبية، و تبحث في مجال البيولوجيا، و هي لا تزال طفلة لم تتعد الـ13 عاما.. هي زهرة شاو الخير، ابنة مدينة مسعد ولاية الجلفة التي تحلم أن تكون عالمة في البيولوجيا.
من عائلة بسيطة و مدينة أبسط، أزهرت طفلة صغيرة، شغوفة بعلم الأحياء، و تبحث في مجال المتلازمات منذ 3 سنوات، تفوقها في المواد العلمية بمتوسطة الشيخ الطاهر قلب حياتها، لتركب موجة البحث و السفر في عالم بلا حدود، «وجدت كلمة بيولوجيا في آخر صفحة من كتاب مادة العلوم الطبيعية، فسألت الأستاذة عن معنى الكلمة، فأخبرتني أنها تعني علم الأحياء، عندها كانت الانطلاقة في رحلة بحثي في فروعها إلى أن وصلت إلى كلمة المتلازمات التي أبهرتني و بدأت التعمق فيها» هكذا حدثتنا زهرة عن بداية قصتها مع العلوم.
تحدي اللغات
تميز زهرة لم يقف عند العلوم أو المتلازمات، فهي متحدثة جيدة أيضا باللغتين الفرنسية و الإنجليزية، و تقوم بترجمة البحوث و تحرير النصوص بالإنجليزية، لغة العالم التي اعتمدتها لتقديم أولى محاضراتها في جامعة الجلفة منتصف مارس الفارط في ملتقى حول فيروس كورنا أشرف على تنظيمه نادي الطبيعة، ليقف الجمهور من أساتذة و باحثين و طلبة مبهورين أمام طفلة في الـ13 من العمر تغوص في عالم صعب و تحاضر فيه بلغة العلماء بكل ثقة.


وغير بعيد عن العلوم، لا تضيع هذه الطفلة الموهوبة جزءا من وقتها، فهي التي تدرس 15 لغة أجنبية من بينها الصينية، الروسية، الإسبانية، الألمانية و التركية، تقول إنها تتعلمها بمفردها من الانترنت، تحد آخر رفعته زهرة و والداها اللذان يسعيان لتوفير كل ما تحتاج إليه ابنتهما الكبرى، فكون والدها عامل بسيط، لم تتمكن العائلة من توفير الربط بالهاتف و الانترنت، إذ تؤكد الوالدة أنهم يكتفون بالتعبئة الجزئية بقيمة 100 دينار فقط كي تستفيد و تتعلم ابنة يحلمون أن تحقق يوما حلمها باعتلاء أعلى المراتب.
إنجازات رغم الظروف
و من إنجازاتها تقول زهرة أنها تمكنت من إعداد جدول الاختصارات الخاص بالمتلازمات، قبل أن تعرف أنه موجود أصلا، بينما نجحت في إعداد جدول آخر لتوزيع المتلازمات على حساب الأسباب و الأعراض، كما تقوم الطفلة بترجمة البحوث من اللغة الإنجليزية إلى العربية، و تكتب النصوص العلمية بالإنجليزية.
زهرة العصامية التي اتخذت من الإنترنت معلمها الأول في ظل عدم توفر بدائل لمرافقتها في هذا المشوار، قررت سنة 2019 عدم انتظار المساعدة من أحد، لتفتح حسابا خاصا على فايسبوك، و تقوم بنشر أعمالها، ما جذب اهتمام بعض المختصين في مجال العلوم خاصة الطلبة، ليبدأ الجزء الثاني من رحلة بحث الطفلة.و عن أحلامها، تتحدث ابنة الجلفة بكل ثقة، و كأنها طالبة جامعية أو باحثة متخصصة «أحلم أن أزور كل ولايات الجزائر، و أن أتقن اللغة الصينية و أحاضر في الجامعات الصينية، لا يفارقني حلم زيارة روسيا و لقاء كفاءاتها العلمية، أطمح لإنشاء مخبري الخاص، الدراسة، التفوق في الخارج و العودة إلى بلدي الجزائر لأخدمه»، كما لم تخف الطفلة أملها الكبير في تلقي الدعم من الجهات المعنية و مساعدتها للمضي قدما فيما اختارته، و لأنها متأكدة من نجاحها، فقد قررت عدم التنازل عن أحلامها مهما كانت الظروف.و في انتظار ذلك، تبقى الطفلة تفكر بعقول الكبار، تدرس، تبحث، تترجم و تخترع، محاولة استغلال كل موهبة بداخلها، عله يأتي يوم لتكبر الزهرة و يصبح الحلم حقيقة.
إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى