أثبت « المكي نصرة»، من ذوى الاحتياجات الخاصة أنه قادر على تطبيق   مقولة «الإعاقة في الفكر وليست في الجسد»، على أرض الواقع واستطاع بالصبر والتحدي أن يصنع من إعاقته نافذة تطل به نحو المستقبل،    ويحول نظرات الشفقة إلى الانبهار.
صورة « المكي»، ابن مدينة الشريعة بولاية تبسة، وهو يشارك بكل عفوية وتلقائية في حملة النظافة، التي تعرفها هذه الأيام مدينة الشريعة، تصنع الحدث في جميع مواقع التواصل الاجتماعي الجزائرية، والكل يثني عليه، لا لشيء سوى لأنه أعطى أكبر رسالة للجميع، فرغم أنه فاقد لقدميه و في ظل  ارتفاع  الحرارة  ، غير أنه انخرط في الحملة التطوعية بكل شجاعة، وتكفل بدهن الأرصفة تحت لفح شمس الصيف الملتهبة، ليؤكد لغيره من الأصحاء، أنه ليس عاجزا، بل هو قادر أن يساهم في تزيين مدينته رفقة المتطوعين. المكي، وجد أن التفكير السلبي ما هو إلا تدمير لحياته، فتعايش مع إعاقته ولم يكتف بذلك بل اتخذ من إعاقته وسيلة لا ترى إلا الجانب المشرق الذي بثه على الجميع من حوله، في هذه الصورة الرائعة، لبث الأمل والتفاؤل وإخبار العالم أن الحياة لا تقف على إعاقة، وتحول إلى الإنسان الأنموذج، الذي يحتذى به في الأمل من خلال مساهمته في تغيير وجه مدينته، حتى تصبح في أبهى حلة، ليثبت للجميع قدرته على فعل المستحيل بالإرادة، وليكون قدوة لغيره من الذين يتمتعون بالصحة، للمساهمة في المجهود الوطني، والعمل الدؤوب للمحافظة على البيئة والمحيط.
 ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى