طرح عدد كبير من السماسرة و المواطنين من ملاك مساكن بالقرب من الشواطئ،  إعلانات لكرائها لأجل موسم الاصطياف، معتمدين أسلوب الإغراء بإظهار الامتيازات و التركيز على مبدأ تنزيل الأسعار بالرغم من استمرار فرض حظر دخول الشواطئ بالبلاد.
فمع تواصل تسجيل حالات جديدة مؤكدة بشكل يومي في الجزائر جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن بعض السماسرة  و المواطنين قد ضربوا كل ذلك عرض الحائط، غير مبالين بقرار الحظر و منع دخول الشواطئ خلال موسم الاصطياف الذي يأتي هذه السنة في ظروف جد استثنائية،  وهو ما  تعكسه  تلك الإعلانات التي يتم تنزيلها عبر الإنترنت و أكبر المواقع الإعلانية في الجزائر مثل «واد كنيس»، لأشخاص يعرضون بيوتا للكراء لأجل العطلة الصيفية.
و قد تم تسجيل عدد كبير من الإعلانات و عبر كافة الولايات الساحلية، بمعدل لا يختلف كثيرا عن الموسم الفارط، و كأن الظروف نفسها، غير أن اللافت هو أسعار الكراء التي يرى متابعون لهذا الشأن بأنها منخفضة نسبيا مقارنة بالعام الفارط، إذ يتم كراء شقة مثلا بتيبازة في موقع استراتيجي بإطلالة مميزة على البحر، بغرفتين و تتوفر على جميع متطلبات الراحة بسعر 2000 دينار فقط، فضلا عن أنه قابل للتفاوض.
و في المقابل، تعرف الشوارع عودة قوية للملصقات العشوائية لإعلانات كراء الشقق المفروشة بالجزائر العاصمة و ولاية بومرداس، ما سجلناه في جولة لنا بين الولايتين، و هي التي يتزايد معدلها بالقرب من الشواطئ، و قد حاولنا الاتصال ببعضها، أين أكد لنا من تحدثنا إليهم أن الشقق متوفرة و بحسب الرغبة، مؤكدين أنهم يتلقون طلبات يومية من مواطنين يفضلون كراء شقة و التصييف في ولاية ساحلية و إن لم يتمكنوا من الاستمتاع بالسباحة بشواطئها.
أما في ما يتعلق بالأسعار،  فقال  مالك لفيلا بمنطقة زموري بولاية بومرداس، يعرضها للكراء في شكل شقق مفروشة، إنهم كممارسين لهذا النشاط منذ سنوات، فهم ينتظرون الموسم بفارغ الصبر لأجل تحقيق أرباحهم السنوية، غير أن الظروف الاستثنائية هذا العام و نتيجة لخوف المواطنين من العدوى، اضطرتهم للتعامل بأسلوب خاص، ما يفسر انخفاض قيمة الإيجار مقارنة بالموسم الفارط، مضيفا أنه و في أرقى منطقة مثلا بالعاصمة أو ولاية بومرداس، فإن الأسعار ستكون تنافسية و في متناول الجميع حتى الأسر المتوسطة الدخل.
و أكد بعض الملاك أنهم استأجروا بعض المساكن لعائلات من الولايات الداخلية جاءت فقط لتغيير الجو و لو دون النزول إلى البحر، فيما يمكن اعتبار الموسم فاشلا منذ بدايته بالنظر لقلة عمليات الكراء التي تمت إلى اليوم و التي تنبؤ بموسم اصطياف ميت طالما كان يعوّل عليه الكثيرون من أبناء المناطق الساحلية لتحقيق مداخيل العام بعد راحة طويلة خلال باقي أيام السنة.
و فيما يستمر منع فتح الفنادق أمام الأشخاص لتفادي انتشار الوباء، يسعى أصحاب المساكن لاستثمار الأزمة، عبر مغريات بالجملة يبدو أنها لن تكون محفزا لتحقيق موسم اصطياف ناجح بالنسبة لهؤلاء.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى