يصنف التمر كواحد من الأغذية الغنية بالفيتامينات و المعادن  التي تساهم  بشكل كبير في تحسين الوظائف الذهنية و الإدراكية للأطفال، خاصة بالنسبة للمتمدرسين منهم، كما يساهم التمر في تقوية جهاز المناعة  للتصدي  لمختلف الأمراض و الفيروسات، خاصة  في  الوقت الراهن، في ظل انتشار فيروس كورونا.
تحتار معظم الأمهات في التنويع في أغذية أبنائهن خلال الموسم الدراسي، فتبحثن عن الوصفات و المكونات المتنوعة التي من شأنها أن تغذي و توفر الفوائد الصحية في الوقت ذاته، و لذلك يصنف أخصائيو التغذية مادة التمر، كواحدة من أهم الأغذية التي يجب أن تكون أساسية ضمن الوجبات اليومية للأطفال، خاصة و أنه يساهم في بناء أجسامهم، كما يساعد على تحسين كافة وظائف الجسم و من بينها القدرات الذهنية.
“يجب إدراجه كمادة أساسية يومية”
يصنف التمر ضمن الفواكه الجافة التي تتمتع بقيمة غذائية عالية و فوائد لا تحصى للجسم و العقل، و من بينها الزبيب، التين المجفف و غيرها، إلا أنه يأتي في الصدارة ، نتيجة مكوناته الخاصة، و قالت أخصائية التغذية الدكتورة آغا آسيا للنصر، بأن التمر غذاء صحي أكثر من أي غذاء آخر، و يجب على أولياء الأمور إدراجه كمادة أساسية، تدخل ضمن الوجبات اليومية لأفراد العائلة ككل، و للأطفال بشكل خاص.
و أضافت المختصة بأنه مصدر غني بالأملاح المعدنية، الطاقة  و البروتينات النباتية، إضافة إلى الفيتامينات و الألياف الخشبية و السكريات سهلة الهضم، التي تساعد في الوقاية من العديد من الأمراض، خاصة السمنة و السكري الذي يهدد أطفالنا نتيجة الإفراط في تناول السكريات في شكل حلويات مصنعة.
كما يساهم التمر في بناء و تقوية العظام و الأسنان، و يحمي الأطفال من الالتهابات و هشاشة العظام المبكرة، كما يحمي من الإصابة بفقر الدم من خلال المساهمة في بناء خلايا الدم الحمراء.
 هذه هي فوائده الإدراكية
أما بالنسبة للفوائد الإدراكية، فتؤكد الدكتورة آغا أن للتمر علاقة وطيدة مع تحسين مستوى التركيز و تقوية الذاكرة، حيث يعمل على تحسين وظائف الجسم الحيوية، الذهنية و الإدراكية، كما يرفع من القدرات الفكرية و يساعد على تحسين مستوى التلميذ الدراسي، و يعزز قدرته على التركيز داخل القسم و اكتساب الطاقة اللازمة لمواصلة الدراسة، خاصة في الجزء الثاني من اليوم، إذا تم تناوله كلمجة مدرسية في وقت الراحة، لأن التمر من الأغذية الطاقوية.
كما أشارت المتحدثة إلى فوائد أخرى للتمر، فهو مهدئ للأعصاب و يساعد على النوم و التخلص من الأرق، فضلا عن أنه يساعد على الوقاية من الكثير من أمراض العصر التي انتشرت مؤخرا بشكل كبير بين الأطفال، مثل السرطان، التهاب الكبد، و حتى ارتفاع ضغط الدم و الكولسترول بالنسبة للكبار.
و إن كان استهلاك التمر لا يشكل ثقافة لدى غالبية الجزائريين، إلا أن فوائده الكبيرة تضعه ضمن المأكولات الضرورية التي يوصي بها خبراء التغذية و التغذي، حيث شددت الدكتورة آغا على ضرورة اعتماده بشكل أساسي في الغذاء اليومي، خاصة و أن غناه بالألياف الخشبية التي تبقى في القولون تقي من الإمساك الحاد، كما أنه لا يكلف الجهاز الهضمي جهدا، إذ تمر مكوناته بشكل مباشر إلى الدم، لذلك تنصح المتحدثة باستهلاك التمر طوال السنة، و عدم ربطه بالمناسبات، مثل رمضان أو الأعياد الدينية.
تقوية لمناعة الصغار ضد كورونا
من جانب آخر، أوصت الأخصائية الأولياء بتقديم لأطفالهم من 5 إلى 7 حبات تمر يوميا، للتغلب على عراقيل الفهم و الاستيعاب عند التلاميذ، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه التمر في الحفاظ على البصر الجيد.
و بما أن الدخول المدرسي الجاري يأتي في ظروف استثنائية، في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا، فإن الأخصائية تنصح بتناول التمر بشكل يومي، خاصة بالنسبة للأطفال المتمدرسين، و ذلك لكونه يساعد على تقوية مناعة الجسم ضد الأمراض الفيروسية المعدية و منها كوفيد 19، مشيرة إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات مثل “أ”، “ب” بكل أنواعه،و “بي بي” ( pp )، إضافة إلى هرمونات النمو التي تساعد على بناء الجسم، إضافة إلى حمض الفوليك، نياسين، ريبوفلافين، و المعادن مثل الحديد، الكالسيوم، المنغنيز، الزنك، البوتاسيوم و المغنيزيوم و مضادات الأكسدة التي تعد أساسية لبناء مناعة قوية ضد الأمراض.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى