تم أمس على مستوى دار البيئة لولاية قسنطينة، بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، إبرام اتفاقية شراكة بين حاملي مشروع بيئي و مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني، من بينهم شابين جامعيين يحملان مشروعا نموذجيا لتحويل النفايات الخضراء إلى سماد طبيعي للاستغلال الفلاحي، فيما تم تقديم دراسة لإنجاز مشروع مركز ردم تقني ببلدية عين عبيد، كما عرفت الاحتفالية تنظيم معرض و عديد الأنشطة البيئية، و تكريم متقاعدين من القطاع و فائزين في مسابقة بيئية.
احتضنت دار البيئة لولاية قسنطينة جانبا من احتفالية الأيام البيئية التي انطلقت فعاليتها الخميس الماضي، تحت شعار «استعادة النظام البيئي»، و تتواصل إلى غاية الثلاثاء المقبل، حيث تم تنظيم معرض بيئي شارك فيه مختلف الفاعلين في القطاع، نذكر منهم ملحقة الشرق للوكالة الوطنية للنفايات، جمعية مديري و مسيري و مؤطري النشاطات التربوية و التكوين لترقية الشباب، مؤسسات خاصة برسكلة البلاستيك، بالإضافة إلى المؤسسة العمومية البلدية لتسيير و تنمية المساحات الخضراء لبلدية قسنطينة، و كذا المخبر الجهوي للمرصد الوطني للتهيئة و التنمية المستدامة ، و جمعية حماية الطبيعة «أبنو» .
و خصصت بعض أجنحة المعرض  لحاملي مشاريع في مجال البيئة للتعريف بها، على غرار الشابين بدر الدين حمادة و سهيلة عناب، صاحبي مشروع نموذجي لتحويل النفايات الخضراء إلى سماد طبيعي للاستغلال الفلاحي،  و يهدف، حسبهما  لإنتاج سماد عضوي محلي ذي جودة عالية  يساهم في سد النقص المسجل في هذا المنتوج، كما يحسن خصوبة الأرض و الإنتاج الفلاحي، و يسعيان من خلاله لتوقيف استيراد السماد، و كذا تقليص كلفة نقل و ردم النفايات و التمديد في مدة استغلال مصبات الردم التقني، و ذلك بالتوجه نحو رسكلتها و تثمينها.
و قدمت الدكتورة عليمة بن تليس، أستاذة محاضرة في المدرسة العليا للبيوتكونولوجيا بقسنطينة و مختصة في التسمم البيئي، مشروعها المتمثل في إنشاء مؤسسة لتحويل مواد عضوية إلى سماد طبيعي.
و على هامش المعرض تم تنظيم لقاء،  قدمت خلاله وفاء طوبال، مكلفة بالدراسات في مؤسسة «أورباكو»، دراسة لإنجاز مشروع مركز ردم تقني بين بلديات قسنطينة و عين عبيد و علي منجلي و أولاد رحمون و الخروب بمنطقة الدوامس، موضحة بأنه تم الإنهاء من الدراسة و ستنطلق عملية تجسيد المشروع خلال العام الجاري.
كما عرفت الاحتفالية تقديم أنشطة بيئية من قبل النادي البيئي لمتوسطة حمودي السعيد، الذي أنشئ سنة 1999 و يهدف لإقامة نشاطات لحماية البيئة و الاهتمام بتهيئة الفضاءات الخضراء، و بالأخص فضاء المتوسطة، للدراسة في محيط نظيف و أخضر، كما وجه أحد أعضاء النادي رسالة للأطفال تحذر من ظاهرة الرمي العشوائي للنفايات، و تبرز تعارض هذا السلوك مع ديننا الحنيف، داعيا إلى المحافظة على المحيط و تشجيع عملية فرز النفايات.
كما تطرقت إحدى عضوات النادي إلى أهمية فرز النفايات، و حثت على ضرورة تضافر جهود الجميع لإنجاح العملية، و ذلك برمي كل نوع من النفايات في الحاوية المناسبة، كالتخلص من الزجاج في الحاوية الزرقاء، مشيرة إلى إن الدراسات أكدت أن إعادة تدوير كأس واحد من الزجاج، يوفر مقدار إضاءة مصباح لمدة أربع ساعات، و إعادة تدوير زجاجتين يوفر طاقة تكفي لتسخين المياه لصنع أربعة أكواب شاي.
و نوهت التلميذة بعملية فرز الورق و رميها في الحاوية المناسبة لها و التي تحمل اللون الأصفر، مؤكدة بأنه كلما زاد استهلاكنا للورق، قل عدد الأشجار و بالتالي نقص الأوكسجين، لهذا وجب وضعها في المكان الصحيح لإعادة استعمالها مجددا، و ذكرت أن إعادة تدوير طن واحد من الورق يحمي من 17 إلى 31 شجرة من القطع.
و شددت المتحدثة بأن القارورات البلاستيكية تستغرق ألف سنة كي تبدأ عملية تحللها، و تعد من النفايات التي تهدد البيئة لهذا وجب فرزها و وضعها  في حاوية حمراء مخصصة لذلك، و الامتناع عن رميها خاصة في البحر، و هي ظاهرة تنتشر بكثرة في موسم الاصطياف، مشيرة إلى أنها تقتل نحو مليون كائن حي سنويا، داعية إلى توعية التلاميذ بأهمية البيئة و إدراج التربية البيئية ضمن البرامج التعليمية، و كذا تأسيس نوادي داخل المؤسسات التربوية، لضمان تنشئة بيئية سليمة.
و تم في ختام  الاحتفالية توزيع جوائز على الأطفال الفائزين في مسابقة البيئة التي خصصت لثلاث فئات عمرية، كما تم تكريم متقاعدي مديرية البيئة، بمساهمة مؤسسة سيترام.       أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى