" العمارية " تعيد عرائس الجزائر إلى عهد السلاطين
تواصل الأسر و منظمي الأعراس بالجزائر البحث عن كل ما هو مميز، لإضافته لليلة عمر تبقى في ذاكرة كل من يشارك فيها ، عبر المزج بين كل ما هو جزائري أصيل و ما هو عصري . قبل أن يضاف إليها طابع جديد في السنوات الأخيرة ، أضحى الحدث الأبرز في الأعراس الجزائرية ، فيما يعرف بـ” العمارية “ المغربية التي أنست الجميع حتى زفة “ بوعلام تيتيش” بالعاصمة قبل أن تبدأ في التغلغل في أفراح الشرق الجزائري  ، وخاصة القسنطينة منها و تضع الهدوة على الهامش.
“ العمارية “ أو بالأحرى الهودج ، شكل جديد من أشكال التميز و زفة العروس الراغبة في العودة إلى عصر الملوك و السلاطين و هي تحمل على الأكتاف . و إن كان ذا طابع مغاربي محظ ، إلا أنه تسلل بكل سلاسة ليدخل الأفراح الجزائرية ، و يكون الفترة الأبرز في سهرة كاملة لزفة العروس . بعد أن إنتهت العروس الجزائرية من الجمع بين مختلف تقاليد البلاد ، لبست الشاوي ، والكاراكو العاصمي ، وقندورة الفرقاني، والوهراني، والسطايفي، والتلمساني، قررت عدم تفويت الفرصة للظهور بتميز أكبر، فراحت تلبس الفوطة و البلوزة التونسية ، و كذا القفطان المغربي ، قبل أن تصل إلى تقليد أكبر حجما و مكانة في نظر الجميع .

إقبال مذهل على العمارية من الغرب إلى الشرق

 العمارية ، لوح يزين و ينمق بالذهب أو الفضة . يحمله أربعة شبان يرتدون زيا تقليديا و على رؤوسهم طرابيش . يحملون عليه عروسا تكون ألوان قفطانها و من ألوان العمارية . حتى مجوهراتها ، إما تكون فضية أو ذهبية ، لتزف لحوالي ساعة من الزمن تنقل فيها بين طاولات قاعة العرس على أنغام مغربية ترقص الجميع .
 تقول إكرام تزوجت منذ سنتين بولاية سيدي بلعباس ، أن العمارية تقليد دخل أعراس الغرب الجزائري منذ سنوات . حيث قامت بإستئجارها مقابل مبلغ 20 ألف دينار، بعد أن أضحت تقليدا متميزا يجعل الجميع يذكر زفاف كل عروس إستعانت بها لإضفاء لمسة مميزة على يوم زفافها . أما بشرى من الجزائر العاصمة و مقبلة على الزواج ، فتؤكد بأنها لن تتنازل عنها كعنصر متمييز في عرسها ، خاصة و أنها أصبحت ميزة الأعراس العاصمية ، إلى درجة باتت تزاحم فيها زفة العروس على أنغام بوعلام تيتيش التقليدية الأصيلة.
20 ألف دينار ركوب ساعة ،  وعرائس يستدن للعمارية
قصدنا إحدى المحلات المتخصصة بإستئجار أغراض العروس ، فدلنا البعض على السيدة خديجة التي أدخلت العمارية بجميع أنواعها في هذا الجهاز. باتت تؤجرها للعرائس لساعة أو أكثر و بمقابل يتراوح بين 20 ألف إلى 30 ألف دينار بإختلاف نوع العمارية . تحدثنا إليها فأكدت بأنها أخذت في التعامل بالعمارية منذ سنتين تقريبا . و ذلك نتيجة زيادة الطلب عليها بمنطقة الوسط الجزائري، حيث باتت أغلب العرائس تشترطها في زفافها . رغم  أنها مغربية الأصل ، إلا أنها باتت مطلوبة بشكل كبير من طرف كل العرائس اللواتي يضطررن أحيانا لكرائها بالتقسيط  أو حتى الإستدانة من الآخرين لتكاليف العرس الباهضة.
تشير محدثتنا إلى أنها بسبب زيادة الطلب على العمارية ، فكرت في إستحداث نموذج جديد منها . فخلقت عمارية قبائلية ، زينت بقماش الجبة القبائلية و كافة إكسسوارات الزي القبائلي ، الذي تلبسه العروس وتزف عليها أيضا و على أنغام قبائلية . رواج كبير بات ينافس العمارية المغاربية في أفراح الوسط .
 العمارية وما تبعها أصبحت من لوازم جهاز العروس وضروريات العرس . لكنها في المقابل باتت تثقل تكاليف الأسر الجزائرية عند إقامة الأعراس.   

  إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى