كان التهاب المفاصل "الأرتروز" يصيب في الغالب المتقدمين في السن، ثم تحول إلى فئات أخرى، حيث تشير الدراسات، أن الكثير من الشباب يعانون من أنواع مختلفة من هذا الالتهاب المزمن، في ظل غياب دواء نهائي له، و يبقى الالتزام بنمط حياة صحي الحل الأمثل للتخفيف من آلام و مضاعفات المرض.
تؤكد الدراسات و التقارير الطبية أن علامات مرض "الأرتروز"، قد تظهر بشكل تدريجي، كما أنها قد تظهر فجأة، حيث يعاني المريض من آلام تتراوح بين المتوسطة و القوية، كما أنها قد تكون متواصلة أو متقطعة، و قد يصيب منطقة واحدة أو عدة مناطق من الجسم، و يمكن أن يظهر احمرار و انتفاخ في المنطقة المصابة، خاصة بالنسبة لبعض أنواع الأرتروز، بينما تشكو الغالبية من تيبس المفاصل، سواء بشكل مستمر أو لبضع ساعات، مما يسبب صعوبة في تحريك أحد مفاصل الجسم.
توجد أنواع كثيرة من الأرتروز تقدر بحوالي 200 نوع، منها الأكثر شيوعا كالفصال العظمي، النقرس، التهاب المفاصل الروماتويدي و غيرها، و الأسباب عديدة ، فقد يصاب الشخص بهذا المرض، إثر تعرضه لإصابة معينة تؤدي لخشونة المفاصل، أو بسبب اضطرابات الأيض، أو أن يكون هناك تاريخ عائلي مسبق للمرض، بينما تؤكد الدراسات أن العدوى الفيروسية و البكتيرية، قد تسبب أيضا الأرتروز، مثلها مثل وجود اضطراب في رد فعل الجسم المناعي الذاتي.
و إن كان الأرتروز يصيب اليوم شريحة واسعة من الشباب، نتيجة تسيير نظام حياتهم و أعمالهم بطرق خاطئة، تشكل خطرا و تخلف أضرارا على الصحة،  فإن التقدم في السن يبقى من بين العوامل التي تزيد خطر الإصابة، خاصة بالنسبة للنساء اللائي يعانين بنسبة أكبر من التهاب المفاصل الروماتويدي، و يعاني الرجال من النقرس، و هي الأنواع التي تستهدف مفاصل الركبة و الحوض و العمود الفقري، كما أن السمنة تزيد من خطر الإصابة، نتيجة الضغط الزائد على المفاصل.
و إن كان العلم لم يتوصل بعد إلى دواء يقضي نهائيا على الأرتروز بأنواعه، فإن لتغيير نمط الحياة دورا مهما في التعامل مع المرض و التي تهدف بالدرجة الأولى لتخفيف الآلام أو تجنبها، و تحسين عمل المفاصل، و ذلك من خلال الحرص على ممارسة الأنشطة و التمارين الرياضية التي تزيد من قوة العظام و العضلات، و تقلص من تيبس المفاصل و الآلام.
و ينصح المختصون الكثير من المرضى بإتباع العلاج الفيزيائي الطبيعي و إدخال تعديلات على نظام حياة المريض بدءا بتعديل ساعات النوم بين 8 إلى 10 ساعات في الليلة الواحدة لتكون كافية، تجنب الوقوف أو الجلوس بوضعية واحدة لفترة طويلة، أو الوضعيات التي تزيد من الضغط على المفاصل، مع ضرورة التخلص من الوزن الزائد، و تخفيف الآلام باستخدام الكريمات و الالتزام بتناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات و المعادن، خاصة التي تحتوي على الفيتامين "هـ" و حمض "أوميغا3" ، حفاظا على الجزء المصاب و تجنبا للوصول إلى الجراحة التي قد تكون في مراحل متقدمة من المرض، الحل الوحيد.
إ.زياري