وجد موظفون في نهايات الأسبوع، فرصة للاستمتاع بعطلة متأخرة، بعدما خلط قرار الغلق أوراق البعض طيلة الصائفة، و حالت الظروف المهنية دون استمتاع غيرهم بما كان مفتوحا من شواطئ مع بداية الموسم، وقد أعاد الكثيرون برمجة خططهم بمجرد الإعلان عن تخفيف إجراءات الحجر، و ضبط غالبية الموظفين أجنداتهم على تواريخ نهايات الأسبوع لتكون مواعيد قارة لقضاء عطل عائلية على الشواطئ، حتى أن من بينهم من يغادرون مكاتبهم مباشرة نحو المدن الساحلية و يعودون من الشاطئ إلى المكتب دون المرور على المنزل لكسب الوقت و استغلال الوقت بدل الضائع.
جاء قرار فتح الشواطئ المتزامن مع تمديد موعد الدخول المدرسي، كهدية من السماء بالنسبة للكثير من الموظفين وعائلاتهم، خصوصا عشاق البحر و شواطئه، الأمر الذي دفعهم إلى برمجة عطل متقطعة و متأخرة لاقتناص ما يمكن من لحظات المتعة والاستجمام قبل أن ينتهي الموسم بصفة رسمية، وهو ما دفعهم إلى إعادة استغلال عطل نهاية الأسبوع بشكل مختلف، فبعدما كانت مخصصة للراحة في المنزل  و استعادة النشاط، أصبحت مواعيد قارة لزيارة المدن الساحلية بغية الاستمتاع بعطلة متقطعة فرضتها الظروف الصحية، فقد حرم الظرف الاستثنائي الذي أفرزته الجائحة، الكثيرين من الاستمتاع بالبحر، خصوصا من أجبروا على  قضاء عطلهم في المنزل بسبب الحجر و إجراءاته، ليعودوا مجددا للعمل بنفسية أنهكتها أخبار الوفيات و الحوادث المأساوية، وهم غير قادرين كما عبروا، على بداية موسم نشاط وعمل جديد يتطلب الكثير من الجهد و الطاقة الإيجابية.
و تعكس مواقع التواصل الاجتماعي، هجرة جماعية للكثيرين نحو الشواطئ خلال نهايات الأسبوع، لأنها الفرصة الوحيدة التي يمكن خلالها  التحايل على الزمن وكسب المزيد منه لأجل قضائه مع العائلة، إما على الشواطئ أو في أمكان الراحة فهناك من الموظفين الشباب من يستهويهم التخييم كذلك، وحسب بعض من تحدثنا إليهم فإن هذا الظرف رغم صعوبته إلا أنه أعاد تنظيم طريقة استغلال الجزائري لنهاية الأسبوع و سمح للكثيرين بتوظيفها بشكل أفضل، بعدما كانت ساعاتها تضيع في النوم و الأكل و القيام بأعمال التنظيف، حيث تقول السيدة نهاد و هي موظفة في مؤسسة عمومية، بأنها تعلمت قيمة الأوقات الجميلة بسبب الجائحة وأدركت بأن الظروف قد تحول لحظات السعادة والمتعة إلى حلم، لذلك فقد قررت الاستفادة من كل ساعة في نهاية الأسبوع لتستمتع مع عائلتها على شاطئ البحر قبل عودة أطفالها إلى المدارس، و ترى محدثنا بأن قرار فتح الشواطئ ليس متأخرا لأن أحوال الطقس لا تزال مناسبة جدا وأن مفهوم العطلة لا يجب أن يرتبط بالتوقف عن العمل لمدة شهر أو أقل، بل الأنسب أن يتمحور حول كيفية قضائنا لساعات الراحة مهما كانت قليلة.
من المكتب إلى الشاطئ
أما رضا موظف و أب لتوأم فقال، بأن الظروف المهنية حرمته من أخذ عطلة سنوية في الوقت الحالي، غير أن ذلك لم يمنعه من استغلال فرصة فتح الشواطئ و النزول عند رغبة أبنائه في الذهاب إلى البحر، موضحا بأنه يبرمج للعطلة القصيرة منتصف الأسبوع، حيث يحضر كل شيء مسبقا و يعد العدة للانطلاق بمجرد الخروج من مكتبه مساء الخميس، فيتوجه رفقة عائلته إلى ولاية سكيكدة، أين يقضي ليلتين في فندق قريب من الشاطئ مقابل مبلغ 9000دج، علما أنه يغادر المدينة الساحلية صباحا اليوم الثالث، بعد أن يستمتع بسويعات أخيرة على الشاطئ يستحم بعدها  قبل مغادرة الفندق ليتوجه نحو مكتبة مباشرة.
أما ملاك فقالت، بأن إصابة عدد من زملائها بالفيروس، حرمتها من الاستفادة من عطلتها السنوية التي كانت مبرمجة نهاية شهر أوت، ما اضطرها لتأجيلها إلى إشعار غير معلوم حتى تعوض غيابهم، لكن ذلك لم يمنعها من استغلال فرصة فتح الشواطئ و مرافقة عائلتها للبحر، حيث وجدوا في عطلة نهاية الأسبوع حلا بديلا، إذ يحرصون على الانطلاق باكرا ليصلوا إلى وجهتهم في حدود السابعة صباحا، ليستغلوا اليوم كاملا في الاستجمام، مع أنها برمجة يصعب معها التجول في المدينة وقصد أكثر من مكان.
أسماء ب     

    

الرجوع إلى الأعلى