يعرف نشاط الاستغلال  السياحي لقوارب ومراكب النزهة البحرية بشواطئ سكيكدة، تزايدا ملفتا من طرف شباب اقتحموا هذا المجال لأجل تطليق حياة البطالة وتنشيط الحركة السياحية في المنطقة مستغلين بذلك قرار تخفيف إجراءات الحجر الصحي و توافد السياح والمصطافين على المدينة، بغية قضاء أوقات ممتعة ومريحة في عرض البحر والتمتع بالطبيعة المحيطة به، وهو ما أعطى دفعا للكثير من ملاك القوارب الذين تضرروا بفعل الجائحة.
النصر، تنقلت إلى ميناء التسلية والترفيه بسطورة، أين تنتشر مراكب النزهة، و قضينا هناك يوما كاملا رفقة الناشطين في هذا المجال من ملاك مراكب و مسيرين لها، حيث وقفنا على طبيعة العمل و على كثير من خباياه، خصوصا وأن وجودنا في المكان تزامن مع  توافد كبير لمواطنين و سياح من داخل الولاية و من خارجها، جمعهم حبهم للبحر و عشقهم للمراكب.
قابلنا في البداية أحمد، وهو مالك مركب، قال لنا  بأنه اشتراه بمبلغ مليار و نصف سنتيم، وأنه ينشط في هذا المجال منذ ثماني سنوات رفقة صديقين له، ولم يسبق لهم أن واجهوا مشاكل تذكر،  حيث ينطلق العمل حسبه، في حدود التاسعة صباحا و يتوقف عند حلول الظلام، وذلك نزولا عند تعليمات مصالح البحرية  « الهيئة المكلفة بمراقة النشاط»، مؤكدا بأن المراكب لطالما استهوت السياح وأبناء المدينة على حد السواء، لكن الجائحة قلبت الأوضاع، فمنذ ظهور الفيروس، تراجع الإقبال على هذه الرحلات رغم  استمرار الخدمة بشكل طبيعي و توفر المراكب السياحية التي تعد المصدر الوحيد لدخل الكثيرين .
6ألاف دج للرحلة مع ضرورة التقيد بشروط الأمن
وعن الأسعار  وطبيعة العرض أخبرنا محدثنا، بأن تسعيرة الرحلة تقدر بـ 6آلاف دج ، حيث تضم الجولة مجموعة من الأشخاص ويبقى للزبائن الحرية في اختيار الوجهة التي يريدون الذهاب إليها، إما التنقل بين الشواطئ المجاورة أو التنزه في عرض البحر، علما أن غالبيتهم يفضلون التوجه إلى جزيرة سيرجينا، والمكوث فيها والسباحة بين صخورها، لأجل الاستمتاع بأصوات طيور النورس، حيث يقضون اليوم كاملا هناك، و هؤلاء يكونون سياحا في العموم و أغلبهم قادمون من المدن الشرقية وكثيرا ما يكون بينهم عرسان و عائلاتهم. أحمد قال، بأن الرحلات تكون مريحة عموما، لكن الأوضاع تتغير من حين إلى آخر بسبب هيجان البحر، فأحيانا يكون البحر هادئا وفجأة تنقلب الأمور ويرتفع مستوى المياه ما يصعب مهمة التحكم في المركب، كما يواجه قادتها أيضا، خطر  سقوط أحد الزبائن مثلا، وبهذا  الخصوص أوضح محدثنا، بأن هناك إجراء سلامة  ضروريا يتم اعتماده دائما وبمجرد صعود الشخص إلى المركب، ويتمثل في إلزامية تسليمه سترة  نجاة  وبطاقة هوية، و هو قانون أقرته مصالح البحرية و مؤسسة تسيير المواني.
واصلنا سيرنا بميناء الترفيه إلى أن بلغنا الرصيف الثاني لركن المركبات، اقتربنا من أحد الشباب و سألناه عن عمله  فقال، بأنه يمارس نشاط تسيير مراكب النزهة مع مجموعة من الأصدقاء، وذلك في إطار مؤسسة مصغرة، مشيرا بدوره إلى التأثيرات السلبية للجائحة على هذا المجال.
الجائحة كادت تغرق المراكب
قابلنا خلال جولتا شبابا آخرين، وحاولنا أن نعرف منهم تفاصيل أكثر عن طبيعة النشاط و ظروف العمل، لكنهم رفضوا وطلبوا منا تصريحا موقعا من قبل مؤسسة تسيير المواني لتجنب تكرار مشاكل قالوا، بأنهم تعرضوا لها سابقا و حين تواصلنا مع الجهة المعنية، علمنا من ممثليها، بأن القانون لا يمنع الحديث مع ملاك المراكب، بل يحدد شروطا لخروج  الصحفيين إلى عرض البحر، وذلك لأسباب أمنية. اقتربنا من شاب يدعى كريم، كان يهم بالنزول من أحد المراكب، فاتضح بأنه سائح  من ولاية قالمة، أخبرنا بأنه هنا رفقة زوجته  و أنهما أرادا تجربة قارب نزهة لأجل تغيير روتين العطلة و اكتشاف مناطق جديدة و الاستمتاع بالبحر بطريقة مختلفة نوعا ما، وأضاف بأنه متعود على زيارة شواطئ سكيكدة، لكن الفضول دفعه هذه المرة للقيام بنزهة في البحر، وهي خطوة لا يندم عليها كما عبر، لأنها سمحت له بالاستمتاع بمناظر في غاية الروعة، كما أنها نزهة اكتشف بفضلها سحر جزيرة سيريجينا الخلابة، التي تتوسط شواطئ  روسيكادا  و تضفي على طبيعتها خصوصية لا تضاهى،  فالمكان حسبه، أشبه بلوحة زيتية تستحق كل الإعجاب، يلكن بقى المشكل الوحيد كما قال، هو التكلفة المرتفعة للرحلة مقارنة ميزانية الكثير من العائلات.
سحر الجزيرة
وبينما نحن نغادر الرصيف صادفنا أربعة أشخاص بينهم ثلاث فتيات من عائلة واحدة، كانوا يتفاوضون مع صاحب المركب على سعر الرحلة، اقتربنا منهم فأخبرونا بأنهم قدموا من ولاية أم البواقي، وقد قصدوا سكيكدة لأجل قضاء العطلة، و اختاروا شاطئي «بيكيني»تحديدا،  و على غرار من سبقوهم طرح السياح مشكله تكلفة النزهات بالقوارب وطلبوا من ملاكها إعادة النظر فيها، و قالت إحداهن، بأن المبلغ مبالغ فيه نوعا ما، مع ذلك فإن سحر الجزيرة يستحق العناء، وهو نفس الرأي الذي شاطرها أياه وليد وزوجته القادمان  من قسنطينة، و اللذان يقضيان كثيرا من أيام العطلة على شاطئ الجزيرة كما قالا لنا، وذلك لما يتمتع به من هدوء و عزلة، ناهيك عن جمال المكان و سحره، حيث أشار وليد، إلى أن المنطقة رومنسية بامتياز وتصلح لصناعة ذكريات جميلة.
 كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى