أكد أول أمس متدخلون في يوم دراسي نظم بقصر أحمد باي بقسنطينة،  بمناسبة اليوم العالمي للسياحة، أن أغلب الوافدين إلى المدينة من الطلبة الجامعيين بنسبة 70 بالمئة، فيما تضم 30 بالمئة المتبقية رجال الأعمال
و غيرهم، و قدم المتدخلون جملة من المعوقات التي حالت دون النهوض بالقطاع السياحي، في مقدمتها عدم إدراج قطاع الصناعات التقليدية
و الحرف كأولوية تنموية، و عدم الاهتمام بعنصر الترويج للمنتوج المحلي، داعين في هذا الإطار إلى إنشاء تطبيقات إلكترونية للترويج للحرف التقليدية عالميا.
و تحدث المتدخل حيدر رواق، المختص في الأنثروبولوجيا الثقافية
و الاجتماعية بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، في مداخلته المعنونة بـ «مساهمة الصناعات التقليدية في التنمية السياحية»، عن الحرف التقليدية التي تشتهر بها مدينة قسنطينة و كيف يمكن استغلالها في استقطاب السياح و خلق مصدر للثروة، كحرفة النحاس و صناعة اللباس التقليدي،  إلى جانب الأطباق التقليدية التي تعد موردا مهما، مشيرا إلى أن غرفة الحرف تحصي 2030 حرفيا في صناعة الحلويات التقليدية، و 207 حرفيين في صناعة النحاس، غير أنها طاقات غير مستغلة.
و انتقد المتحدث نقص المطاعم المختصة في الأطباق التقليدية، فهي تعد على الأصابع، بالمقارنة مع عدد محلات و مطاعم الأكل السريع، فهي لا تغطي، حسبه، احتياجات السياح و زوار المدينة، الذين يدخلون في رحلة بحث عن مطعم يعرفهم بتقاليد المطبخ القسنطيني، و كل ما هو تقليدي.
كما أشار إلى الحرف التقليدية التي تشتهر بها المدينة و التي تواجه جملة من المعوقات، كحرفة النحاس التي يقاوم ممتهنوها من أجل البقاء، كما أكد المحاضر،  كظروف ممارسة النشاط غير المواتية التي أدت إلى تقلص عدد المحلات التي تنشط في هذا المجال، إلى 30 محلا، فيما يسجل، حسبه، عزوف الشباب عن تعلم الحرفة، بحجة أنها لا تحقق دخلا و لا تؤمن مستقبلا، في المقابل نلاحظ غزو للنحاس الهندي الذي اكتسح السوق المحلية بقطع متنوعة، غطت على المنتوج المحلي، بالرغم من جودة هذا الأخير.
و تحدث ذات المتحدث عن مجموعة من العراقيل حالت دون ازدهار قطاع الحرف، منها عدم إدراج الصناعات التقليدية و الحرف كأولوية تنموية ضمن السياسات الاقتصادية، ونقص تموين الحرفيين بالمواد الأولية التي تشهد أسعارها ارتفاعا قياسيا، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الأواني النحاسية، نجم عنه نقص رواجها، و كذلك الظروف السيئة لممارسة النشاط الحرفي التقليدي، ناهيك عن إشكالية التسويق و تصدير المنتوج التقليدي إلى الخارج، داعيا إلى حل هذه الإشكالات لبعث هذا القطاع، و كذا استغلال التطور التكنولوجي الحاصل،  في الترويج للحرف التقليدية، من خلال وضع تطبيقات إلكترونية تمكن من الترويج له على الصعيد العالمي.
الأزمة الوبائية وجهت ضربة  موجعة للسياحة
من جهته قال الأستاذ الباحث محمد الشريف منصوري المختص في السياحة، بأن قطاع السياحة تلقى ضربة موجعة بسبب الأزمة الوبائية، لكن لا بد من تخطي كل العقبات لإنعاش القطاع الذي أصبح يعول عليه كثيرا في تحقيق التنمية الاقتصادية،  للتخلي عن تبعات الريع، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بعديد البلدان، و ذلك من خلال استغلال السياحة في التنمية الاقتصادية، و التي تعد من الاستراتيجيات التي وضعتها الدولة الجزائرية التي أصبحت تولي اهتماما بالغا بقطاعي السياحة و الفلاحة، بهدف زيادة الدخل القومي و دعم رؤوس الأموال و الاهتمام بالتبادل التجاري، و كذا تشجيع الصادرات.
و أضاف المتدخل بأن ذلك لن يتحقق، إلا بمحاربة الفساد الإداري، و تفعيل النشاط السياحي الداخلي الذي يتطلب ، حسبه، توفر الرغبة خاصة لدى رجال المال الذين يمتلكون كل الإمكانات لإقامة مشاريع استثمارية، تمكن من إنعاش القطاع و استقطاب السياح،  و توفير المرافق اللازمة، و وضع كل الميكانيزمات لتوفير الحماية الكاملة للسياح.            أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى