مقبلات على الزواج تعوّضن الذهب بـ "البلاكيور" خوفا من تعليقات المدعوين
تشهد محلات الحلي المصنوعة من مادة «البلاكيور» أو الذهب المزيف إقبالا كبيرا من طرف المقبلين على الزواج، الذين وجدوا فيها المنفذ و الحل الأنجع، بعد عجزهم عن اقتناء معدن الذهب الخالص بسبب ارتفاع السعر من جهة و تراجع القدرة الشرائية من جهة أخرى.
عدد كبير من متوسطي الدخل وجدوا في حلي «البلاكيور» بديلا عن الذهب الذي لا يمكنهم التفكير في اقتنائه  لأسعاره الملتهبة، فكانت مثل هذه المجوهرات ملاذا للكثيرين  لمواجهة تكاليف العرس الثقيلة، حيث يلجأون إلى اقتنائها و إهدائها للعروس حتى لا تُحرج أمام المدعوين الفضوليين الذين لا يتوانون عن السؤال و الإصرار على رؤية المجوهرات التي تجلبها أم العريس يوم «الحناء» إلى جانب الملابس الفاخرة والأحذية التي تتناسب مع كل لباس، باعتبار الحلي الذهبية جزء هام في ‘’التصديرة’’ التي تتشكل من عدة فساتين، على رأسها الأزياء التقليدية التي لا يمكن ارتداؤها دون مجوهرات، كما أنّ أعين المدعوات من النساء تصوّب عادة نحو طقم العروس لهفة لمعرفة و تحديد الوضعية الاجتماعية للعريس غنيا كان أو فقيرا من خلال نوع و حجم طقم الذهبي.
و يزداد الإقبال على حلي البلاكيور من قبل النساء في فصل الصيف المتزامن مع حفلات الأعراس من أجل التباهي و الظهور في كل مرة بموديل جديد، لا سيما إذا كانت لديهن أكثر من حفلة في موسم واحد، علما و أنه من الصعب التمييز بين «البلاكيور» رفيع الجودة  و الذهب الحقيقي، خاصة بعد رواج تصاميم الحلي التقليدية المصنوعة من «البلاكيور» و التي غالبا ما تكون صورة طبق الأصل للحلي الذهبية الموجودة عند صاغة الذهب ، لذا لا يلاحظ الفرق سوى العاملين في مجال صناعة الحلي، الشيء الذي شجع الكثير من النساء المنتميات إلى الطبقة المتوسطة على انتقاء و اقتناء البلاكيور بغرض التباهي أمام السيدات الثريات اللواتي لا يجدن أي عائق لاقتناء الحلي الذهبية مهما كان ثمنها.
ويلقى هذا النوع من الحلي رواجا كبيرا بمختلف ولايات الوطن، حيث يتفنن أصحاب محلات الذهب المزيف في عرض مختلف الموديلات من الأقراط والسلاسل والخواتم وغيرها في واجهات مغرية تلفت انتباه المارة خاصة النساء باعتبارهن الأكثر اهتماما بالحلي، و اللائي يستهويهن بريقها ولمعانها وحتى أسعارها التي تكون معقولة و في متناول الجميع،  كما يروّج البعض لسلعته على أنها مستوردة وبشهادة ضمان مدّتها عشر سنوات و يتعهدون أمام الزبائن بأنها ستبقى كما هي طيلة تلك المدة لأنّ الطبقة الخارجية مصبوغة من الذهب الخالص.
 و لم ينف محمد الذي تزّوج حديثا لجوءه إلى اقتناء طقم من «البلاكيور» يتكون من 5 قطع بثمن مليون ونصف مليون سنتيم، في الوقت الذي تقدّر نسخته الأصلية من الذهب الخالص أكثر من 20 مليون سنتيم، و أوضح بأن وضعيته الإجتماعية لا تسمح له باقتناء الذهب و قد اتفق مسبقا مع زوجته لشراء مجوهرات البلاكيور حتى لا يؤجلا زواجهما و وافقت دون ترّدد حتى أنها لم تشترط عليه الملابس الفاخرة، و كان العرس الذي أقاماه بسيطا وليوم واحد فقط، حيث تم فيه دعوة المقربين من عائلتيهما، دون أن ينتبه أحد بأن الطقم مقلّد مثلما أضاف، منتقدا ظاهرة الإسراف التي تشهدها حفلات الأعراس الجزائرية.
من جهته يقول صاحب محل لمجوهرات «البلاكيور» بتيزي وزو أن الإقبال على هذا النوع من الحلي يكون في سائر فصول السنة خاصة من طرف المقبلين على الزواج، لكنه يتضاعف في فصل الصيف بسبب الأعراس، مضيفا بأن هناك فتيات مقبلات على الزواج يعجز أولياؤهنّ عن اقتناء الحلي الذهبية لهنّ وبما أن البلاكيور يوفر موديلات حسب ذوق كل واحدة وبأسعار معقولة، فيتم اللجوء إلى شراء عدة قطع عوض قطعة واحدة بالملايين، وهو نفس الأمر بالنسبة للرجال الذين تقع على عاتقهم تكاليف إضافية للعرس ويعتبرون الذهب المزيف نعمة عليهم أمام المتطلبات الأخرى التي ليست أقل تكلفة من الذهب.               
  سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى