يستدعي التصدي لعدوى متحور «أوميكرون»، الاهتمام بتقوية جهاز المناعة خصوصا بالنسبة للأطفال الصغار، و تقول أخصائية التغذية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة عواطي فريدة، بأن الطبيعة تبقى الخيار الأمثل لتزويد الجسم باحتياجاته الضرورية من الفيتامينات،لذلك فإن الوضع الحالي يحتم التركيز بشكل أكبر على هذه النقطة، بدلا من الاعتماد المطلق على المكملات الغذائية.

و تؤكد الأخصائية أن الحديث عن تعزيز جهاز المناعة، يرتبط بشكل مباشر بالفيتامين «سي» الذي يتوفر بشكل كبير في البرتقال، اليوسفي و الليمون، حيث ترى بأنه من أهم العناصر المفيدة لتقوية مناعة الإنسان ضد الأمراض، كما أنه من مضادات الأكسدة التي تساعد على امتصاص الحديد في الجسم، مؤكدة أنه عنصر يتواجد في الكثير من الأطعمة الأخرى، و بكميات قد تفوق تلك المتوفرة في البرتقال، خاصة الخضر مثل البروكولي و الملفوف و القرع الأخضر و السبانخ و الفلفل الحلو و الحار و البقدونس و الطماطم و البنجر السكري و اللفت.
و تحذر الأخصائية،  من الأخطاء الشائعة في طريقة الطبخ و التي تفقد الخضر كميات كبيرة من الفيتامين «سي» الذي يذوي بفعل عامل الحرارة، مؤكدة على أهمية تجنب طبخ  الخضار كثيرا و مراعاة إضافة بعض القطرات من عصير الليمون عند تقديم الوجبة لتعويض ما فقد من هذا الفيتامين خلال الطهي، كما تشير، إلى غنى الكثير من الأعشاب العطرية بالفيتامين «سي» ، على غرار الزعتر و الكركم و النعناع و الرند و الزعفران ، وهي أعشاب تحتوي على كمية كبيرة منه، قد تفوق ما نحصل عليه من البرتقال بمعدل 3 مرات، إذ تنصح بعدم إضافة عصير الليمون إلى منقوعها إلى بعد أن يصبح دافئا، كما تنصح كذلك بتناول  الخضر الغنية بالبيتاكاروتان مثل الجزر و البطاطا الحلوة التي تتوفر على نسبة مهمة من فيتامين « أ».
و تحدثت الأخصائية أيضا، عن البكتيريا النافعة لبناء مناعة قوية للجسم، والتي يتوجب أن تتوفر بكميات جيدة في الأمعاء لضمان استفادة جيدة من الغذاء  مضيفة بأن البكتيريا النافعة، تساعد على صناعة الأحماض التي تقوم بهضم الطعام، و للحصول عليها ينصح بتناول الأطعمة المخمرة مثل الرائب و جبن الكامومبير و المخللات المنزلية خاصة الخيار و الملفوف، فضلا عن الموز المائل للخضرة، لأنها من أهم مصادر البكتيريا، إضافة إلى الثوم و البصل و النعناع و الكمون.
من جانب آخر، تنصح الأخصائية، بتناول بعض البذور الغنية بالفيتامين سي، مثل بذور اليقطين، و مختلف أنواع المكسرات كاللوز و الكاجو، إضافة إلى بذور الكزبرة التي ينصح بغلي حبيباتها قليلا في الماء و تناول منقوعها دافئا، كما يستحب تناول ما تنتجه الحبوب المستنبتة مثل العدس، وذلك بعد ريه بالماء و انتظار خروج تلك الأوراق الخضراء الصغيرة، التي ينصح باستعمالها في  تحضير السلطات، لأنها مصدر جيد للفيتامين «سي».
يعد أكل الخضر والفواكه طازجة، مفيدا جدا كذلك، وذلك لضمان الفائدة القصوى منها، مع شرب كميات كبيرة من الماء و الابتعاد عن الأطعمة المصنعة.
أما عن الطعام الصحي الذي من شأنه أن يساهم في تقوية أجسام الأطفال ضد مختلف الفيروسات و «أوميكرون» بالدرجة الأولى، فتدعو الأخصائية فريدة عواطي، إلى تجنب السكريات و العصائر المصنعة و كل الأطعمة الجاهزة و تنصح  بمنحهم طعاما صحيا متنوعا، قائما على الخضر و الفواكه و البيض و زيت الزيتون و المكسرات و التمر و لو بكميات قليلة، إضافة إلى حبوب الإفطار كالشوفان و الخبز الكامل، و التي تعطي بروتينات و أليافا و معادن و فيتامينات تمنح الطفل طاقة بدنية و فكرية تساعده على التحصيل العلمي الجيد.                                     إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى