تشكل فترة الانتقال من الصيام إلى الإفطار معضلة حقيقية بالنسبة للبعض، لفشلهم في ضبط نظام غذائي صحي، يضمن لهم الانتقال السلس و الآمن من مرحلة إلى أخرى،  فيقعون في فخ التخمة و عسر الهضم و غيرها من المشاكل الصحية الناجمة عن الإفراط في الأكل، خاصة استهلاك الحلويات أيام عيد الفطر، و هي عادات خاطئة تهدد، حسب مختصين في التغذية و أطباء، الفرد بالإصابة بأمراض قد تصبح مزمنة، كالسكري، مؤكدين بأن الجسم بحاجة لفترة تأقلم تستدعي إتباع نظام غذائي صحي، أساسه الخضروات و الفواكه، من جهته دعا أخصائي في الأمراض الجلدية إلى التقليل قدر الإمكان من تناول الحلويات، لتجنب الإصابة بحب الشباب و الشيخوخة المبكرة و غيرهما.

   أسماء بوقرن

يفقد أفراد بوصلتهم الاستهلاكية أيام عيد الفطر، و يقعون في مغبة الإفراط في الأكل و استهلاك الحلويات في البيت، و عند معايدة الأهل، لارتباط هذه المناسبة بتقديم مختلف أنواع الحلويات التقليدية و العصرية، و كذا الأطعمة الدسمة و تكون في الغالب تقليدية، كالعجائن مرفوقة باللحم في طبق «الشخشوخة» و غيرها، حيث لا يتوانى الكثيرون في ملأ بطونهم بكل ما يقدم أمامهم إلى حد التخمة، و لا يأبهون بالتعقيدات الصحية التي قد تؤدي بالكثير منهم إلى الاستعجالات الطبية، و هو ما نقف عليه سنويا على مستوى مستشفياتنا أيام العيد، اذ تستقبل حالات تعاني من آلام في البطن و غثيان و تقيؤ، فيما يواجه بعضها مشكلة ارتفاع الضغط الدموي، و كذا ارتفاع نسبة السكر في الدم، حسب رئيس مصلحة الاستعجالات بمستشفى البير، أمين خوجة،  و ذلك نتيجة عدم القدرة على ضبط النفس و الالتزام بنظام غذائي صحي، يضمن انتقال صحي بين الصيام و الإفطار.   
هاشتاغ «إرشادات غذائية لعيد الفطر»  
حذر مختصون عبر صفحات تعنى بالصحة و التغذية السليمة، من الاستهلاك اللاعقلاني و الإكثار من تناول الحلويات، و نشروا جملة من النصائح و التوجيهات من خلال هاشتاغ «إرشادات غذائية لعيد الفطر»، و حثوا من خلاله على التحلي بالوعي و ترشيد الاستهلاك، لتفادي الإضرار بالجهاز الهضمي الذي يستدعي وقتا للتأقلم مع النظام الغذائي المعتاد.
و جاء في أحد المنشورات المدعومة بآراء مختصين في التغذية، بأن أغلب الأفراد يواجهون عند انقضاء شهر الصيام مشكلتين، أولهما كيفية العودة إلى النظام الغذائي اليومي المعتاد قبل رمضان،  و الثانية الإفراط في استهلاك الحلويات و كثرة الولائم عند المعايدة، و هو ما يقود، حسبما  جاء في المنشور إلى الإفراط في تناول الأطعمة المصنوعة من السكر المكرر و الدقيق الأبيض، و التي تؤدي إلى ارتفاع سريع في معدل السكر في الدم، ما يحفز عمل البنكرياس على إفراز هرمون الأنسولين لخفض السكر الزائد في الدم، ما يؤدي لانخفاضه، و يحفز الشهية لتناول الحلويات مجددا، كما جاء في دراسة أجراها باحثون من جامعة «هارفارد» الأميركية، استدل بها صاحب المنشور.
فيما استند منشور آخر إلى نصائح أخصائية تغذية علاجية في العيد، تمهيدا للعودة للنظام الغذائي اليومي، و لتجنب الإصابة بأمراض و زيادة الوزن، حيث تحث على التخطيط للوجبة مع ضرورة الالتزام  بثلاث وجبات رئيسية منتظمة و تفادي قدر الإمكان الإكثار من تناول الحلويات، و تناول الوجبات في وقتها مع الحرص على تنويع الطعام، بالتقيد بحصص الطعام الصغيرة و المتنوعة، لتضمن ثبات مستوى السكر في الدم و هضم الطعام بطريقة جيدة، دون التعرض لأي مشاكل صحية.
في المقابل لاحظنا أن منشورات أخرى، تحذر من التأثيرات الصحية الجانبية للإفراط في استهلاك الحلويات، و توضح ما تلحقه من ضرر على البشرة، حيث تفقدها نضارتها و تؤدي إلى ظهور بثور، كما تؤثر على صحة الفم، و الصحة النفسية للفرد، حيث يتسبب ارتفاع السكر في الدم، في الإصابة بالاكتئاب و الشعور بالقلق.   
* أخصائية التغذية الدكتورة حليمة بوغلوط
الجمع بين المشروبات و الحلويات يعقد الوضع الصحي

تدعو الدكتورة حليمة  بوغلوط، أستاذة بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية و الغذائية بجامعة قسنطينة، في حديثها للنصر، إلى ضرورة التقيد بجملة من النصائح التي تساعد الجسم على العودة إلى النمط الغذائي المعتاد، دون ضرر، مقترحة نظاما غذائيا يضمن انتقالا صحيا للفرد.
قالت محدثتنا بأن على المستهلك، أولا الابتعاد عن العادات الاستهلاكية غير السليمة المرتبطة بعاداتنا في العيد، المتمثلة في الاستهلاك المفرط للحلويات المشبعة بالسكريات و الدسم و الأطباق التقليدية و المشروبات الغازية، و التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكري في الدم، فيتشبع الجسم بالكربوهيدرات وهو ما يؤثر على إفراز الأنسولين ويضاعف ضخه، و يؤثر بذلك على جهاز المناعة و يضعف فعاليته، كما تتأثر المعدة و الجهاز الهضمي، حيث تتسبب في عسر الهضم  و الشعور بالتخمة و الغثيان، مشيرة إلى عادة خاطئة تضر أكثر بالجسم و هي تناول الحلويات مع المشروبات الغازية، لأنها تنتج طاقة خيالية و تحول ارتفاع السكري في الدم، إلى مرض مزمن.  
و أوضحت الأخصائية بأن الجهاز الهضمي بحاجة للإنزيمات التي تساعد في تسهيل عمله، للعودة مجددا إلى النظام الغذائي القديم المتضمن ثلاث وجبات كاملة، و ذلك يستلزم ضبط كميات الأكل بشكل معقول، و تجنب الإفراط في الأغذية الغنية بالسكريات و الدهون، و تعويضها بأغذية صحية، كالفواكه الجافة و المكسرات، العصائر الطبيعية كعصير البرتقال و الجزر و عصير الشمندر و غيرها من المشروبات، التي تحتوي على خضار و فواكه، تفيد الجسم و تعتبر بديلا صحيا للمشروبات المصنعة، مع إرفاق وجبتي الغذاء و العشاء خلال اليوم الأول من عيد الفطر، بأطعمة غنية بالألياف، لتسهيل عملية الهضم و التخلص من تراكم الغازات، كما تنصح بتناول قطعتين من الحلويات كأقصى حد، في وجبة الفطور، و تجنب الأكل بين الأوقات.
* الدكتور محمد ياسين أمين خوجة
الإكثار من الماء ضروري لتطهير الجسم

حث الدكتور محمد ياسين أمين خوجة، طبيب عام و رئيس مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى البير بقسنطينة، على تناول الخضروات لضمان انتقال سلس من الصيام إلى الإفطار، و يقترح الاعتماد على حساء خضروات و العصائر الطبيعية غير المركزة ، كعصير البرتقال، و منقوع النعناع و الليمون، و شدد على ضرورة الإكثار من شرب الماء لتطهير الجسم، و التقليل قدر المستطاع من استهلاك الحلويات، لتأثيرها الكبير على إفراز الأنسولين، مشيرا إلى أن أغلب الحالات التي يتم استقبالها في مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى يومي العيد، تتعلق بحالات التخمة و عسر الهضم، و أخرى تخص مصابين بأمراض مزمنة، لم يلتزموا بالحمية الغذائية الموصى بها من قبل الطبيب المعالج، و لم يتناولوا الأدوية في وقتها.
و حذر الطبيب من تناول العصائر الاصطناعية و المشروبات الغازية، التي تؤثر سلبا على الجهاز الهضمي و تسبب الغثيان و التقيؤ.  
* أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور فؤاد بونصر
الحلويات تسبب حب الشباب و الشيخوخة المبكـــــرة

من جهته أكد أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور فؤاد بونصر، في حديثه للنصر، بأن الإفراط في استهلاك الحلويات يضر بالبشرة، نتيجة ارتفاع نسبة الأنسولين في الدم، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون الثلاثية في الجسم، فتؤثر على نشاط الهرمونات و تتسبب في اختلالها، فيظهر حب الشباب في البشرة، و و يؤدي إلى تساقط الشعر، و الشيخوخة المبكرة، و يشمل ذلك مختلف الفئات العمرية، كما تتسبب الحلويات في السمنة المرتبطة بعملية الأيض، و تتجلى في بروز البطن ما يؤدي إلى انخفاض المناعة فتكثر الأمراض الجلدية المعدية.
أ ب

الرجوع إلى الأعلى