يعاني العديد من الأشخاص من التعرّق المفرط، لا سيما في فصل الصيف عند ارتفاع درجات الحرارة، مما يسبب لهم الانزعاج وعدم الراحة، ويمكن أن يؤدي التعرّق الزائد إلى أمراض جلدية مثل الالتهابات الفطرية وما إلى ذلك.
أوضحت المختصة في الصحة العمومية الدكتورة أمال بلعيدي، أن التعرق يعتبر آلية أساسية لعمل الجسم بشكل سليم، وينتج لأغراض التنظيم الحراري، أي لضمان استقرار حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية، مضيفة، بأن الجسم ينتج حوالي 0.5 لتر من العرق يوميا، إلا أن التعرق عند بعض الأشخاص يكون أكثر من الطبيعي.
وأشارت، إلى أن التعرق الزائد، يمكن أن يكون موضعيا، في 90 بالمائة من الحالات، حيث يتمركز في منطقة من الجسم وغالبا ما يكون في الإبطين أو راحتي اليدين أو باطن القدمين و يمكن أيضا أن تمس هذه العملية مناطق أخرى من الجسم على غرار الجبهة والأنف والصدر والظهر والفخذ وغيرها.
وقالت الطبيبة، إن التعرق الزائد يتطلب من الشخص الاستحمام وتغيير الملابس عدة مرات في اليوم، ومن أسبابه إفراط في تحفيز الغدد العرقية، ويمكن أن يكون ثانويا أو ابتدائيا، ويعتبر هذا الأخير أكثر شيوعا، وغالبا ما يكون موضعيا، و يحدث بسبب عوامل معينة مثل التوتر و الطقس الحار وبذل مجهود بدني كبير أو بسبب استهلاك طعام يحتوي على توابل حارة وما إلى ذلك.
ويمكن أيضا أن يؤدي الاضطراب في الجهاز العصبي، إلى التعرق المفرط عندما يكون الجسم في درجة الحرارة الطبيعية، كما أن العوامل الوراثية يمكن أن تؤدي إلى إفراز العرق أكثر من اللزوم.
وأضافت، أن فرط التعرق الثانوي (التعرق المفرط العام) غالبا ما يكون له سبب محدد، حيث يمكن أن يحدث نتيجة الوزن الزائد أو بسبب تناول أدوية معينة أو اضطرابات القلق أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية، أو سن اليأس أو الإصابة بورم أو التعرض لصدمة وما إلى ذلك.
وأشارت، إلى أنه بالرغم من أن التعرق المفرط غير خطير على الصحة، إلا أنه قد يؤثر على نوعية حياة الإنسان ويسبب له متاعب نفسية ويصاب بالتوتر والقلق والاكتئاب كما يمكن أن يؤدي أيضا إلى الإصابة بفطريات الجلد والأظافر أو الثآليل، خاصة إذا كان على مستوى اليدين أو القدمين أو الإبطين.
ويمكن أن يؤدي التعرق الشديد، إلى الجفاف خاصة في الطقس الحار أو أثناء موجات الحرارة العالية، ويعتبر الأطفال الصغار وكبار السن الأكثر تأثرا، ولذلك يجب تزويدهم بالماء لتفادي العواقب الصحية.
وتنصح الدكتورة بلعيدي، بارتداء ملابس قطنية أو استخدام مضاد للعرق، وتجنب الأطعمة التي تحفز إفراز العرق، مع تفادي المشروبات الساخنة والكافيين والأطعمة الحارة، مع وجوب استشارة الطبيب في حالات معينة مثل التعرق الليلي أو التعرق الثانوي، أو عندما يكون التعرق مصحوبا بالحمى  وما إلى ذلك، حيث يعتمد العلاج على تشخيص السبب الأساسي للمشكلة.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى