نبّهت نقابات التربية الطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا بتفادي التنبّؤات المتداولة بشأن محتوى المواضيع الرسمية، مع عدم الافراط في الاستعانة بالمنصات الرقمية في المراجعة النهائية لهذه الامتحانات، لأن معظم ما تقدمه من دروس لا تعتمد على المقاييس البيداغوجية. وحذّر رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة من انسياق الطلبة المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا وراء ما ينشر على مواقع التواصل من تنبّؤات وتخمينات بشأن ما يمكن أن تكون عليه المواضيع الرسمية في شتى التخصصات، لاختصار عملية المراجعة، بالتركيز على الدروس التي قد يتم إدراجها يوم الامتحان.
وأكد المتدخل «للنصر» بأن اللهث وراء التوقعات والتخمينات لا يعد الحل المناسب لتحقيق النجاح، أو للإلمام بجزء من المقرر الدراسي بالنسبة للطلبة الذين أجلوا عملية المراجعة، وتماطلوا وتكاسلوا خلال السنة الدراسية، وتجاهلوا ما تقدمه المؤسسة التعليمية من تأطير بيداغوجي سليم ومنهجي.
وأضاف الأستاذ روينة بأن اعتقاد بعض الطلبة بأن ما تم طرحه من أسئلة في الدورة السابقة لن يدرج في الامتحانات المقبلة، مرجحين اعتماد الفريق المكلف بإعداد المواضيع على محاور تم إثارتها قبل سنتين، لا يوجد ما يثبت صحته، رافضا بشدة أن تتحول امتحانات شهادة البكالوريا إلى ما يشبه الرهان لدى بعض المترشحين الذين يفضلون المراجعة الانتقائية، بدل الإلمام بكل المقرر الدراسي.وأكد رئيس نقابة «الكلا» بأن السرية التامة التي يعمل في إطارها الفريق المكلف بصياغة مواضيع البكالوريا، تجعل من المستحيل توقع فحوى الأسئلة، أو طبيعة الدروس التي تستمد منها المواضيع، وما إذا كان فريق العمل قد أنهى بالفعل إعداد المواضيع، أو الاختيار بين عشرات المقترحات التي تم جمعها خلال العام.
كما نصح المصدر الطلبة بعدم جعل دورات الحفظ مفتاحا للنجاح، والحل السحري لحفظ جميع الدروس في وقت قياسي، قائلا إن هذه الدورات قد تنفع من حضروا جيدا للامتحانات الرسمية خلال مرحلة الاسترجاع، واصفا هذه الطريقة في تأطير الممتحنين بالبدعة الجديدة التي توهم الطالب بأنه على استعداد لتخطي عقبة البكالوريا والصعود إلى الجامعة بأسهل الطرق.
ولم يتردد الأستاذ زبير روينة في وصف العروض المغرية التي تعج بها منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام، من منصات رقمية للمراجعة والمذاكرة، ومواضيع مقترحة للبكالوريا، ودورات للحفظ، بعملية الابتزاز التي تستهدف التلاميذ المعنيين باجتياز الامتحانات الرسمية.ويؤكد المصدر بأن التحضير العلمي الصحيح لامتحانات البكالوريا يتطلب الوقت الكافي، وأن النتائج الدراسية هي انعكاس لتراكمات سنوات سابقة من العمل والمثابرة، مؤكدا بأن كثيرا من المنصات الرقمية هي وسيلة لحقيق أرباح عن طريق رفع نسبة المشاهدة.
ولا تختلف هذه المنصات من حيث الهدف عن التسويق الإلكتروني لمختلف المنتجات، يضيف الأستاذ روينة، مؤكدا بأن بعضها تقدم خدمات بيداغوجية فعلية للتلاميذ، وتعرض دروسا مجانية للمترشحين على تخطي الصعاب أثناء المراجعة النهائية.
وأكد من جهته رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة في حديث معه بأن الكثير من المنصات الرقمية التي تقدم محتوى بيداغوجي هدفها الربح، عن طريق نسبة المشاهدات التي تحققها، موضحا بأن التكنولوجيا فرضت نفسها وأصبحت أمرا واقعا، وعلى قطاع التربية الوطنية مسايرة الوضع، وإعادة تفعيل مخابر الإعلام الآلي على مستوى المؤسسات، واستغلالها بالطريقة الملائمة لفائدة التلاميذ. ويرى الأستاذ بوذيبة بأن المراجعة عن طريق المنصات الرقمية قد تعلم التلميذ التكاسل وعدم بذل الجهد في البحث عن المعلومة، عكس الطرق البيداغوجية السليمة، التي تحفز على المثابرة والإصرار، والتواصل المستمر مع الأساتذة المدرسين.وخلص المصدر إلى التأكيد على استحالة تعويض دور المؤسسات التعليمية بأي وسيلة أخرى كانت، لكنه شدد على أهمية مسايرة التقدم التكنولوجي لاستيعاب احتياجات الطلبة، بدل لجوئهم إلى المنصات الرقمية غير المؤطرة في التحضير للامتحانات.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى