الحايك لباس تقليدي استعملته المرأة في حمل السلاح والمتفجرات وتكفين الموتى أثناء الثورة
تروي السيدة نصيرة دواتي رئيسة فوج حمامات الجزائر ،التابع لجمعية شباب ومواهب وآفاق قيد التأسيس بالعاصمة للنصر، قصة الحايك الجزائري وخروج نساء عاصميات في مسيرة وسط الجزائر العاصمة بهذا اللباس التقليدي، وقالت بأن فكرة إحياء الحايك، جاءت بعد اتصالات عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك بين مجموعة من الفتيات والنساء، أين تقرر تنظيم مسيرة نسوية بلباس الحايك وسط العاصمة، وأضافت بأن التظاهرة عرفت إقبالا كبيرا من طرف النساء.
وأوضحت محدثتنا بأن الحايك لباس تقليدي جزائري بامتياز، يعود تاريخه إلى سنة 1446 ودخل إلى الجزائر مع فتوحات الأندلس، وأضافت بأن هذا اللباس يرمي بجذوره في قلب تاريخ الجزائر، ولهذا جاءت فكرة ارتداء هذا اللباس وسط العاصمة في مسيرة بهدف إعادة إحيائه بعد أن تخلت عنه المرأة الجزائرية، وخاصة الأجيال الجديدة التي لا تعرف منه سوى الاسم، وأصبح التوجه نحو اللباس الغربي والعصري الذي لا يرمز إلى عادات وتقاليد الجزائر.
وتضيف رئيسة فوج الحمامات  بأن الحايك ليس مجرد لباس تقليدي فقط، بل كان له دور وإسهام في ثورة التحرير المباركة، حيث استعمل الحايك من طرف المرأة الجزائرية لإخفاء السلاح والمتفجرات، كما استعمل في تكفين الموتى أثناء ثورة التحرير ،نظرا للنقص المسجل في الكفن خلال تلك الفترة، وفي نفس الوقت استعمل كوسيلة لحمل المواد الغذائية أو ما يعرف بالرزمة ونقلها للمجاهدين في الجبال، وبذلك فإن الحايك ،حسب نفس المتحدثة، لم يبق مجرد لباس تقليدي فقط ،بل كانت له إسهامات في ثورة التحرير.
وبغرض إبراز هذا الدور الذي لعبه الحايك في ثورة التحرير، يشارك فوج حمامات الجزائر في تظاهرات اندلاع ثورة نوفمبر بالعاصمة، وذلك بالخروج إلى شوارع العاصمة بلباس الحايك لإظهار إسهاماته ودلالاته خلال الثورة، وأضافت محدثتنا بأن الحايك يحمل صورة الجزائر و يهدف من خلال التظاهرات المختلفة التي يقوم بها فوج حمامات الجزائر إلى  نقله إلى الأجيال الجديدة، وإظهار قيمته لفئة الشباب ومكانته الحقيقية. و تابعت حديثها مؤكدة بأن هذا اللباس يرمز لشخصيتنا و له قصته وتاريخه في جذور الجزائر، وإحياءه فيه نوع من العفة والمرأة التي ترتديه  تلقى الاحترام والتقدير في الشارع.
 وبغرض تشجيع هذا اللباس ينظم هذا الفوج زيارات لمختلف الولايات والمناطق النائية من أجل التوعية والتحسيس بهذا اللباس وإحيائه في المجتمع الجزائري، وأشارت إلى أن هذا اللباس لا يقتصر على العاصمة أو ولايات بعينها فقط، بل كل جهات الجزائر اشتهرت بلباس الحايك، في حين طريقة لباسه تختلف من منطقة إلى أخرى، كما أشارت نفس المتحدثة إلى رمزية خروج العروس في يوم زفافها من منزل أهلها بالحايك، تحت كتف والدها، وقالت بأن دلالة ذلك تتمثل في أن الحايك يستر العروس، كما يدل خروجها بهذا اللباس الأبيض على طهارتها ونقائها، كما أن دخول بيت زوجها بهذا اللباس دلالة على الأمانة .
من جانب آخر، أوضحت رئيسة الفوج بأن الجزائر غنية بتراثها التقليدي ،وكل منطقة لها ما يميزها عن المناطق الأخرى، واستغربت توجه الجزائريين نحو اللباس الأجنبي الغربي أو العربي، في حين أن الجزائر تملك كما هائلا من التراث التقليد الذي يغنيها عن التوجه نحو اللباس الأجنبي .
نورالدين-ع

الرجوع إلى الأعلى