47 في المائة من مستعملي الأنترنت في الجزائر يتصفحون المواقع الإباحية
 حذر  أساتذة و مختصون في علوم الإعلام و الاتصال و الشريعة و القانون و التكنولوجيات الحديثة، أول أمس الاثنين، خلال مشاركتهم في فعاليات ندوة علمية حول مخاطر الانترنت على الفرد و المجتمع، من التأثير السلبي للاستخدام غير العقلاني للإنترنت على الشباب الجزائري، مشيرين في دراسة قدمتها الدكتورة  زكية منزل غرابة من قسم الدعوة و الإعلام و الاتصال بكلية أصول الدين، بأن 47 في المائة من رواد الانترنت في الجزائر يدفعهم الهاجس الجنسي لتصفح المواقع الإباحية.
الدكتورة، أوضحت خلال مداخلة قدمتها في إطار الندوة المنظمة من قبل مصلحة النشاطات العلمية و الثقافية و الرياضية بكلية الشريعة و الاقتصاد بقسنطينة، بأن الدراسة التي قام بها طلبة دكتوراه بجامعة تبسة شملت عينة من 400 شاب و شابة من مختلف الأعمار، أفضت إلى تسجيل نسبة 47 في المائة من بينهم أشخاص أعربوا عن اقتناعهم بخطورة استعمال الانترنت و تأثيرات بعض المواقع الجنسية و الإباحية على سلوكاتهم، ورغم ذلك  يتصفحونها، إذ شكل الدافع الجنسي لديهم نسبة 10.04 في المائة، بالمقابل كشفت ذات الدراسة بأن 5.65 في المائة من متصفحي هذه المواقع يعمدون إلى نسخ الملفات و الصور التي تعرضها، فيما يكتفي 8.52 في المائة  بمشاهدة مقاطع الفيديو المصورة.
بحث آخر أجري على مستوى جامعتي قسنطينة و سطيف، أثبت بأن 46 في المائة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الشباب و حتى المراهقين يبحثون عن تطوير علاقات خاصة مع الجنس الآخر، حسب ما أكدته الدكتورة زكية منزل، مشيرة إلى أن مخاطر الانترنت لا تكمن فقط في التأثيرات السلبية على أخلاق الشباب و دفعهم للانحراف و حتى ارتكاب المحرمات و الجريمة أحيانا، بل تتعدى ذلك إلى إدمان استخدامها لأزيد من 38 ساعة يوميا بين فئة واسعة من المراهقين بين سن 15 و 18 سنة، و انعكاسات ذلك على علاقتهم بمحيطهم الأسري الخاص، و اختلال توازنهم العاطفي و الاجتماعي و النفسي على وجه العموم.
الدكتور أحمد عبد اللي من كلية الشريعة و الاقتصاد ، تطرق إلى إشكالية استغلال بعض المتطرفين لمواقع التواصل الاجتماعية لتجنيد الشباب و المراهقين في جماعات إرهابية و منظمات إجرامية، مؤكدا بأن الواقع يثبت بأن الجزائر ليست في منأى عما يحدث في العلم ككل، من توجيه و استغلال لهذه المواقع من أجل غسل أدمغة الشباب و تحريضهم.
من جهتها تناولت الأستاذة ليندة بومحراث، من قسم الشريعة و القانون بكلية الشريعة و الاقتصاد، موضوع الجريمة الالكترونية و موقف المشرع الجزائري منها، مشيرة إلى أن المجهودات المبذولة في مجال مكافحة الجريمة الإلكترونية في الجزائر، مشجعة لكنها لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لأنها لا تتكيف مع مستجدات العالم الرقمي و  الالكتروني بنفس السرعة التي يتكيف معها المجرمون و قراصنة الانترنت، كما أن القوانين التي تتناول الجوانب الجزائية و الإجرامية، موجودة و تصل عقوباتها حد الحبس أحيانا، لكن يبقى المشكل هو غياب مراسيم تنفيذية توضح آليات تفعيل المواد القانونية على أرض الواقع.
و أوضحت المختصة بأن غالبية الجرائم الشائعة في الجزائر تخص التهديد و التحرش و الابتزاز، بالإضافة إلى قرصنة ملفات المؤسسات الاقتصادية و المالية و بالأخص البنوك، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات ترفض التصريح عادة بتعرضها للقرصنة خوفا على سمعتها و حفاظا على ثقة زبائنها.              نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى