« بيرد ماب» أول دليل لأصناف الطيور بقسنطينة ينافس المجلات العالمية
 باشرت جمعية « آكوا سيرتا» الناشطة في مجال تربية الأسماك و حماية الطيور بقسنطينة، العمل على تجسيد مشروع مجلة خاصة بعنوان « بيرد ماب» أو خارطة الطيور، للتعريف بأصناف الطيور المتواجدة على مستوى إقليم الولاية، و تصحيح المعلومات المتوفرة حولها، حيث ينتظر أن  تكون المجلة العلمية المصورة، بمثابة دليل سياحي بيئي، بمستوى المجلات العالمية المتخصصة، يتطرق في كل عدد منه إلى جانب من جوانب الحياة البيئية و البرية بداية بعالم الطيور.
الدليل سيصدر في غضون الأشهر القليلة القادمة، حسب ما أكده ناشطون في الجمعية البيئية المكونة من 20 عضوا من بينهم مختصين و هواة، بالإضافة إلى دكاترة و طلبة جامعيين زاروا النصر مؤخرا ، و يجري العمل حاليا على إحصاء و تصنيف و تصوير كافة أنواع الطيور المهاجرة و المستوطنة المتواجدة على مستوى الولاية، وذلك من خلال خرجات استطلاعية ميدانية مكثفة إلى المناطق الغابية و الرطبة، لرصد حركة الطيور و مراقبة نمط حياتها.
 يعد المشروع ثاني مرحلة ضمن برنامج الجمعية لترسيخ ثقافة الحفاظ  على البيئة و حماية الطيور ضد الصيد العشوائي، الذي يهدد بعض الأنواع المستوطنة في قسنطينة دون غيرها من مدن العالم، على غرار طائر الحسون المهدد بالانقراض و الذي لم يظهر منذ سنة 2008  .
الجمعية سبق لها وان حصلت على اعتماد مالي من مدرية الشباب و الرياضة بالولاية، لإنشاء نواد لتربية الأسماك على مستوى عدد من دور الشباب بقسنطينة، بدءا  بدار الشباب أحمد سعدي ،و انتقالا إلى مرافق شبانية أخرى، و حتى بعض العيادات الخاصة ،غير أن المشروع تأخر بسبب عراقيل إدارية.
رئيس جمعية « آكوا سيرتا» طارق كرميش، أوضح بأن الأبواب مفتوحة أمام الشباب الراغب في خوض مغامرة العمل الجمعوي و النشاط البيئي، خصوصا و أن الجمعية التي تأسست في 2006، توفر فرصة اختيار المجال المناسب ،حسب تخصص نواديها العلمية الثلاثة: نادي البيئة ، نادي الطيور، و ناد خاص بتربية الأسماك، بما يسمح باستيعاب مختلف الفئات المهتمة بهذه النشاطات التي قال ،بأن لها بعدا سوسيولوجيا كبيرا على اعتبار أنها تساعد على تربية الفرد أخلاقيا و تكوين شخصيته الاجتماعية.
وبخصوص نشاطهم في مجال حماية الطيور، أكد أعضاء الجمعية بأن قسنطينة كمنطقة، تعد غنية جدا من حيث أنواع الطيور ،سواء المستوطنة بها ،أو تلك التي تتخذها كمنطقة عبور، حيث يعتبر وادي الرمال ،بمثابة حظيرة مفتوحة على الهواء الطلق، نظرا لما يحتويه من أعشاش لأصناف جميلة مثل الغراب الزيتوني ، الذي ينسب إلى سيرتا،إضافة إلى الصقور والعقاب المصري و أصناف أخرى ،منها ما هو نادر.
أما بخصوص الخرجات الميدانية الدورية، فقد أسفرت عن إحصاء 121 صنفا من الطيور بقسنطينة، منها الغابية، الحضرية، طيور الحقول و المناطق الصخرية ،وكذا الطيور المستوطنة، زيادة على الوقف على واقع تراجع ظهور بعض الأصناف الهامة ،كعسوق الجراد الأصغر، و نقار الخشب الأخضر. مع الإشارة ،إلى أن العديد من الخرجات التي تتم عادة خلال الصباح الباكر ، ساهمت في اكتشاف أنواع جد نادرة لطيور مهاجرة ،كان يعتقد بأنها غير موجودة في الجزائر و شمال إفريقيا عموما، بسبب طبيعة المناخ، إضافة إلى أصناف مهددة بالانقراض، إذ ظهر بأن منطقة مثل صالح دراجي مثلا ،تعد منطقة جذب هامة.
 و أكد محدثونا  بأن العديد من الناطق الغابية، و بالأخص الرطبة ،من الممكن أن تتحول إلى قطب سياحي بارز في حال حظيت بالاهتمام اللازم، خصوصا وأن بعضها يتميز بطبيعة خاصة ، وبالمقابل تتوفر مناطق أخرى على  بعض  الحجارة المنقوشة، و البقايا الأثرية القديمة التي تترامى هنا و هناك، مشكلة لوحات طبيعية أخاذة،موضحين بأنه سيتم إدراج صورها ضمن الدليل البيئي السياحي « بيرد ماب».
نور الهدى طابي

الرجوع إلى الأعلى