المنتجعات السياحية بقالمة تنتعش  في عطلة الشتاء  
انتعشت المنتجعات السياحية بقالمة هذا الشتاء على غير العادة  بعد تسجيل تدفق بشري كبير من مختلف ولايات الوطن منذ بداية عطلة الشتاء التي تميزت هذه السنة بسماء صافية و حرارة مرتفعة و اجواء شبيهة بفصل الربيع شجعت آلاف السياح على التنقل إلى الحمامات المعدنية و الفضاءات الطبيعية الجميلة عبر مختلف مناطق الولاية.  
و تتعرض الفنادق القليلة بالمنتجعات السياحية إلى ضغط كبير من الزوار القادمين من ولايات بعيدة و قالت مصادر بان الحجوزات بلغت مستويات قياسية بالمنتجعات الشهيرة بحمام أولاد علي و الجوهرة الساحرة حمام دباغ و اضطر الكثير من السياح إلى تأجير شقق سكنية وضعها أصحابها تحت تصرف الزوار بأسعار مقبولة مقارنة بتلك المتداولة بالفنادق.  
و مازالت قوافل السياح تصل باستمرار إلى الفضاءات الطبيعية الشهيرة و خاصة من الولايات الشرقية و بدرجة اقل من ولايات الوسط و الجنوب الكبير، و تعد الرحلات الجماعية المنظمة من قبل الجمعيات و المؤسسات التعليمية و لجان الخدمات بالإدارات العمومية الأكثر حضورا بمنتجعات قالمة على ما يبدو.
و مع نهاية كل أسبوع يبلغ تدفق السياح ذروته و كأننا في عز الربيع الذي تحول منذ سنوات قليلة إلى تظاهرة سياحية وطنية كبرى أصبحت تجلب إليها آلاف السياح كل سنة و تنافس كبرى المنتجعات السياحية بالجارة تونس التي صارت قبلة للجزائريين على مدار السنة تقريبا.  
و انتشرت اعداد كبيرة من سياح الشتاء بساحة الشلال الشهير و المحمية الطبيعية الاسطورية العرائس و مركب الشلالة بمدينة حمام دباغ و المنتجعات الصغيرة بقرية حمام أولاد علي أين توجد فنادق راقية وسط طبيعة جذابة و هدوء تام يوفر الراحة للزوار و يغريهم بالعودة من جديد.  
و يواجه قطاع السياحة بقالمة تحديات كبيرة جعلته غير قادر على تحمل الضغط المفروض من قبل السياح الجزائريين و الاجانب، فلا توجد هياكل إيواء كافية و شبكة طرقات متطورة و خطوط نقل فعالة، إلى جانب نقص التهيئة بالمدن و القرى السياحية و الانتشار غير المنظم للبناءات بالفضاءات المحمية.  
و تعمل وزارة السياحة و الصناعة التقليدية و تهيئة الإقليم على تطوير المناطق السياحية بقالمة و جلب المزيد من المستثمرين لإنجاز فنادق و منتجعات حموية بعدة مناطق و رفع قدرات الإيواء إلى مستوى يسمح لها بالاستجابة للطلب المتزايد على السياحة الحموية بالمنطقة.  
و بالرغم من التسهيلات المقدمة لهؤلاء المستثمرين فإن الغالبية منهم فشلت في بناء الفنادق و المركبات السياحية كما يحدث بمنطقة التوسع السياحي بمدينة حمام دباغ التي تعاني من الركود و الإهمال منذ سنوات طويلة.  
و يتوقع متتبعون لتطور السياحة الداخلية بالجزائر ان تتحول قالمة إلى قطب سياحي كبير خلال السنوات القليلة القادمة إذا تحركت المشاريع المتعثرة و رافقتها شبكة طرقات متطورة و خطوط نقل فعالة باتجاه كل ولايات الوطن.  
فريد.غ           

الرجوع إلى الأعلى