صفحات المراجعة الجماعية على فايسبوك تنشر أسئلة امتحانات البكالوريا و تضلل التلاميذ
تحولت صفحات الفايسبوك خلال الفترة الأخيرة، إلى بديل للدروس الخصوصية بالنسبة للعديد من طلبة البكالوريا الذين اجتمعوا حول فضائها الأزرق، في محاولة لتسهيل المراجعة و الاستفادة من بعضهم البعض، غير أن الصفحات تحولت إلى مشكل، بعدما بدأ البعض قبل يومين في نشر نماذج عن أسئلة في مختلف الشعب، خصوصا اللغات الأجنبية، يدعون بأنها أسئلة مسربة عن النماذج الأصلية التي تم إعدادها من قبل الوزارة، وهو ما خلط أوراق التلاميذ و أثار مخاوف أوليائهم من انعكاسات الأمر على مردودية و تركيز أبنائهم.
 "صفحات بكالوريا 2016" و "بكالوريا اللغات 2016 " تلقى إقبالا و اهتماما بالغا من قبل التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحان النهائي، الذين يتبادلون أسئلة و حلول بعض المواضيع السابقة و تلك الأكثر انتشارا ، على حد اعتقادهم، كما يعبرون عن توقعاتهم بخصوص ما قد يتم اختياره كمواضيع رئيسية لامتحانات هذه السنة، و يستعرضون تجاربهم و طرقهم الخاصة في المراجعة و الحفظ، حتى أن بعضهم ينصح البعض الآخر باستعمال بعض الأدوية المنشطة و الفيتامينات للحفاظ على التركيز.
 غير أن اليومين الأخيرين شهدا دخول رواد هذه الصفحات في دوامة من التوتر و الشك، بعدما قام بعض المشاركين فيها، بنشر نماذج لأسئلة يدعون بأنها مسربة من المواضيع الأصلية، و بأنهم حصلوا عليها عن طريق الوساطة، وهو ما أثار حالة من الغليان في أوساط التلاميذ، و دفعهم إلى ترك المراجعة و التركيز على حل المسائل المقترحة.
الأمر الذي أجج مخاوف الأولياء على نسب نجاح أبنائهم، كما أكدت السيدة الهام، التي اعتبرت بأن مصالح الأمن مطالبة بالتدخل لغلق هذه الصفحات، لأن ما تقوم به يعتبر تعديا على القانون، كونها تروج لمواضيع تدعي بأنها مسربة، مشيرة إلى أن ابنها و زملائه المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، تأثروا بشكل كبير بعد نشر النماذج و وصل بهم الأمر، إلى حد التشكيك في أهمية مراجعة دروسهم، على اعتبار أن الأسئلة سربت مسبقا و أن هناك من ضمن النجاح دون عناء.  و أضافت محدثتنا بأن ما يحصل الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، و تحديدا فايسبوك أعاد إلى الأذهان حادثة التسريبات التي سجلت خلال أول يوم من امتحان اجتياز الشهادة العام الماضي، و ما أثاره ذلك من ضجة كبيرة، قالت بأنها تسببت في تشويش تركيز الممتحنين.
من جهتهم، تداول الفايسبوكيون المواضيع محل الجدل بشكل واسع، عبر مجموعاتهم الخاصة، و هي في الغالب مجموعات مغلقة، تلقى رواجا واسعا في أوساط التلاميذ.
مدير مصلحة الامتحانات و التكوين بمديرية التربية بقسنطينة عز الدين عليوش، نفى وجود أي تسريبات، مقللا من أهمية الأمر، و مؤكدا بأنه لا توجد أي مواضيع قد تم تسريبها، لأن عملية إعداد الأسئلة، تمت بسرية و صرامة كبيرة،  و طمأن الأولياء  بأن الوزارة الوصية اتخذت كل  الإجراءات لضمان سير العملية في أحسن الظروف.
وقال المسؤول، بأن مثل هذه الحوادث، أصبحت روتينية و تتكرر كل سنة، إذ يلجأ البعض إلى نشر مواضيع معينة و يوهمون التلاميذ بأنها أصلية مسربة، غير أن الأمر لا يتعدى كونه مجرد محاولة فاشلة للتشويش، من أشخاص غير مسؤولين و يجب ألا تأخذ بعين الاعتبار، أو تمنح أية أهمية، مطالبا الأولياء بمراقبة أبنائهم و توجيههم و توعيتهم، و حثهم على الحفاظ على تركيزهم و جديتهم.
ن/ط

الرجوع إلى الأعلى