ملتقـى للقصـة القصيرة بإسم الكاتب و الصحفي عبـد الرحيـم مـرزوق بميلــة
نظمت صبيحة أمس الأربعاء وقفة تأبينية للإعلامي المرحوم عبد الرحيم مرزوق «الشيخ الشاب» حسب ما وصفه الكثير من المشاركين فيها. بمسقط رأسه ميلة.
الوقفة حضرها كامل أفراد أسرته التي استحسنت المبادرة، كما يقول ابنه الأكبر وليد  الذي يراها  التفاتة طيبة من أهله بميلة،  تدل على حبهم لشخص كرس حياته للأدب والإعلام الموضوعي و الجدي، ما غيبه كثيرا عن العائلة بسبب الالتزامات والسفريات قائلا «نحن لازلنا لحد اليوم نتلقى التعازي من معارفه». كما شارك جمهور من الأدباء والمثقفين ومعارف المرحوم من ميلة وخارجها، منهم  الشاعر جليل دلهامي، أمين حجاج وغيرهم ، فيما غابت بعض الشخصيات والأسماء لظروف قاهرة.
المبادرة من تنظيم فرع اتحاد الكتاب الجزائريين الذي كان المرحوم رئيسه، وجمعية ميديوس الثقافية وبمساهمة دار الشباب محمد لدرع بميلة. استهل برنامج التأبينية بدقيقة صمت على روح الفقيد، قدم بعدها المشاركون  قصائد وكلمات حول مشواره الإعلامي والأدبي ، بالإضافة إلى الجانب الإنساني له ، بدار الشباب محمد لدرع بميلة. كما عرض شريط فيديو عن مشواره وأهم المحطات التي مر بها الفقيد تحت عنوان « وداعا أيها الأديب الكبير «، وكرمت عائلته و تسلمت صورة كبيرة له من طرف جمعية ميديوس الثقافية .
 وممن قالوا فيه؛ الإعلامي الشاعر جليل دلهامي من أم البواقي، الذي وصفه بــ «الشيخ الشاب»، لنشاطه وحيويته، كما قال أنه الصديق، الأب، الأخ، المعلم وأحيانا التلميذ، فلشدة تواضعه يستشير حتى من هم أقل منه سنا ليأخذ الأنسب والأفضل، كما يؤكد على  تعلمه منه  الكثير  بتشارك الأفكار والمشاريع التي منها ما طبق  كمشروع «إقرأ كتابا تملكه» في إ طار الشبكة الجزائرية للإعلام الثقافي، ومنها ما سيطبق ليظل الفقيد حيا من  خلاله وهو مشروع ملتقى وطني أو مغاربي للقصة القصيرة بميلة، والذي سيحمل اسم المرحوم عبد الرحيم مرزوق تخليدا لذكراه. كما أشار محدثنا إلى عمل جزائري تونسي في طور الانجاز يتمثل في جمع نصوص ومقالات للفقيد وللشاعرة التونسية لمياء عمر عياد التي استضافها بالجزائر، والتي كانت حاضرة في المناسبة من خلال  الكلمة التي أرسلتها و قرأها على الحضور الشاعر جليل دلهامي.
 وقال فيه زميله بجريدة أصداء الشرق  الإعلامي والشاعر أمين حجاج من قسنطينة، أنه «في فترة عمله القصيرة معنا كانت كافية لأن نتعرف على شخصية نشيطة، مواكبة ومهتمة بما يدور بالساحة الثقافية حتى بعد التقاعد ما لا نجده  في كثيرين، كما وجدناه البسيط والمتواضع باجتماعيته وعدم اهتمامه بفارق السن بينه وبين الآخرين، ما جعله مقبولا ومحبوبا من الكل».
ويضيف عنه مدير الثقافة لولاية ميلة ، بأنه  رحمة الله عليه  كان محبا للعمل المتقن والمتواصل فلا يكل أو يمل، وهو ممن هم أحق بشعار « حتى لا ننسى» لأنه من الرجالات التي وثقت مرورها و أثبتته.
  كل من الشاعر عادل بوسجرة من وادي العثمانية، والشاعر الطاهر بوصبع من ميلة اللذان  أكدا على بقاء أدب الراحل و إسهاماته في الساحة الثقافية.
ومن أصدقائه  بن خير الدين عمار،  و  صالح بوحوحو، والباحث في التاريخ نور الدين بوعروج  الذين أجمعوا على نشاطه وحيويته، وانه شخصية متفاعلة مع ما حولها تحاول إصلاح ما أمكن ، كما أنه كان يسعى لخدمة مسقط رأسه ميلة،   فكان على رأس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بها، وقدم برنامجين إذاعيين أوراق ميلافية و حكاية مدينة بأسلوب روائي متميز -حسب وصف الباحث نور الدين بوعروج - ليؤكد قوله دائما « أنا ابن ميلة وأنتمي لحضارتها «.  فرحم الله الشيخ الشاب عبد الرحيم مرزوق وأسكنه فسيح جناته.  
ب.ح.م

الرجوع إلى الأعلى