اللوازم المدرسية والأضحية يؤرقان المواطن البسيط  بميلة
يشتكي المواطن البسيط هذه الأيام من الالتزامات الملقاة على كاهله، بسبب تزامن مناسبتين: الدخول المدرسي و ما يتطلبه من أدوات مدرسية و كسوة الأولاد و عيد الأضحى، وقبل ذلك موسم الاصطياف و المناسبات العائلية المختلفة، ما يجعل المواطن محدود الدخل في حيرة من أمره، أمام ضرورة تدريس الأطفال، و سنة الأضحية و تلبية رغبات أسرته المتعددة والمتجددة، ما يكلفه أعباء مالية تفوق قدراته.
نزلت النصر إلى محلات وأسواق مدينة ميلة لمعاينة الوضع عن قرب، حيث بدأنا جولتنا من أحد محلات الألبسة الرجالية بوسط مدينة ميلة، فقال لنا صاحبه بأنه و في ظل الإقبال المتواضع للمواطنين على شرائها هذا الموسم مقارنة بالسنوات الماضية، أصبح من الضروري الاقتناع بهامش ربح بسيط،مضيفا: "عسانا أن نعوض ذلك بزيادة كمية المبيعات". و أشار إلى أن أسعار السلع وخصوصا المستوردة منها كالسلع التركية، التي تعتبر جيدة والأكثر طلبا، ارتفعت بسبب انخفاض قيمة الدينار.
 و أكد من جهته صاحب محل آخر تراجع نسبة المبيعات،  مرجعا ذلك لأن الأسعار زادت بأكثر من 800 دج بالنسبة للسلعة الواحدة كالسروال أو القميص و الزيادة أكبر بالنسبة للأحذية، خصوصا منها الرياضية التي يقبل عليها الشباب والمراهقون بكثرة ، حيث تبدأ قيمة الحذاء من 4 آلاف دينار فما فوق.
و قال أحد الزبائن بأن كسوته فاقت المليون بين حذاء، سروال و قميص فقط، كما حدثنا أب لثلاثة أطفال متقاعد بأن كسوة أبنائه رغم صغر سنهم استنزفت ميزانيته، بالإضافة إلى اللوازم المدرسية ،فسعر محفظة الظهر 3000 دينار، دون احتساب الأدوات، مضيفا بأنه لا يمكن حرمان الطفل مما يختاره من هذه اللوازم،  وان كانت بأثمان مرتفعة.
بعد ذلك توجهنا إلى السوق الأسبوعية لبلدية ميلة، فكانت مكتظة بالمتسوقين الذين قصدوها من مختلف بلديات الولاية، باحثين عن سلع تلبي رغباتهم بأثمان معقولة، كما قال رب أسرة و هو إطار بمديرية الشباب والرياضة، وجدناه أمام طاولة لبيع المآزر، فحدثنا بأن الأعباء كثرت في غياب الرقابة على السلع و الأسعار التي يمكن أن تحد من جشع التجار و تقي المواطن البسيط من نار  الأسعار ، و أضاف بأنه من الصعب جدا التوفيق بين الالتزامات الكثيرة هذا الموسم فكلها واجبة ولا يمكن تأجيل أي منها.
و أكدت ربة بيت بأن الآباء و الأمهات يبذلون قصارى جهدهم و يضحون من أجل تلبية رغبات أبنائهم، وإن كثرت، لهذا فإن الأسواق الأسبوعية ملاذ الكثيرين منهم، بحثا عن احتياجاتهم بأسعار مقبولة و لو على حساب الجودة، و علقت سيدة أخرى كانت تقتني محفظة لابنتها، بأن ثمن السلعة يحدد مدى صلاحيتها  و الجودة ثمنها ليس زهيدا.
 و قالت طالبة جامعية التقيناها أيضا بالسوق بأن السعر المناسب هو هاجس المواطن البسيط، مهما كانت صفته رب أسرة أو أعزب، و يمكن أن نجده في الأسواق الأسبوعية.
 و قد أرجع أغلب الباعة الذين تحدثنا إليهم بالسوق، تقلص  نسبة المبيعات هذه السنة، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، إلى كثرة المناسبات المتزامنة مع هذا الدخول الاجتماعي العسير، على حد وصفهم،  بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع، خصوصا المستورد منها،  مؤكدين بأن ما يعرض في الأسواق الأسبوعية يبقى معقول الثمن والنوعية، مقارنة بالمحلات، حيث يبلغ الفرق حتى ألف ومائتي دينار بالنسبة للعديد من السلع المعروضة.

ب.ح.م  

الرجوع إلى الأعلى