99 بالمائة من الطلبة الجزائريين لا يمارسون الرياضة الجامعية
أكد مدير تحسين حياة الطلبة وتنشيط الوسط الجامعي بوزارة التعليم العالي، بأن 99 بالمائة من الطلبة  لا يمارسون الرياضة الجامعية، رغم توفير الدولة للإمكانيات ومختلف المرافق، فيما أرجع أساتذة ومختصون أسباب العزوف إلى وجود قطيعة وعدم تنسيق بين البيداغوجيا والخدمات الجامعية.
وذكر لميفة بومدين، مدير التنشيط بالوسط الجامعي بوزارة التعليم العالي، في اللقاء الجهوي لترقية وتفعيل الرياضة الجامعية المنظم من طرف مديرية الخدمات الجامعية عين الباي بجامعة قسنطينة 03، بأنه ورغم توفير وإنفاق الدولة «بالملايير» على إنجاز مختلف المرافق والمنشآت، إلا أن نسبة الممارسين للرياضة في أوساط الطلبة لا تتجاوز 01 بالمائة فقط، بحسب دراسة أعدها قبل 04 سنوات المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي، ما اعتبره المتحدث أمرا غير مقبول، لافتا إلى أنه لا يمكن أن تعلق شماعة العزوف على الجامعة فقط، بل تتحملها جميع الأطراف، التي ساهمت في تربية وتنشئة الطالب منذ الصغر بحسب قوله.
وذهب المدير العام لديوان الخدمات الجامعية، عبد الحق بوذراع،  إلى تأكيد ما تطرق إليه الإطار بوزارة التعليم العالي، حيث ذكر بأنه من غير المعقول، أن يتواجد أزيد من مليون ونصف طالب دون أن تسجل الجامعة الجزائرية بصمتها على مستوى النخب والمنافسات الوطنية والعالمية، مشيرا إلى أن 90 بالمائة من الرياضيين بالدول المتقدمة يعدون من طلبة الجامعات، كما أكد بأن الرياضيين الجامعيين، كانوا يشكلون في سنوات الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي   70 بالمائة من العنصر البشري المكون للرياضيين في الأندية الجزائرية ، بحسب تأكيده.
وتابع المتحدث بالقول، بأنه وعلى سبيل المثال، فإن جامعة قسنطينة 03 فقط لوحدها تتوفر على 19 قاعة رياضية وهو عدد لا يتواجد حتى في المدن الأولمبية، كما أنه يتجاوز عدد المنشآت الرياضية الموجودة في تونس والمغرب معا، لكنه أكد كما أضاف بأن نسبة الإنجازات والنتائج المحققة لا يصل حتى إلى نسبة 10 بالمائة مقارنة بالدولتين المذكورتين.
وأضاف المدير العام للخدمات الجامعية، بأنه “لا رياضة في أي بلد إذا لم توجد إنجازات ونتائج عى مستوى” الجامعة، كما أكد بأن مستوى الأداء في الجامعات الجزائرية متخلف جدا ولا يقارن بنظيره في دول أخرى، لافتا إلى أن عدم استغلال المرافق الموجودة يعد هدرا لأموال الخزينة العمومية، كما شخص أسباب تراجع النشاط الرياضي في الجامعة إلى “الذهنيات التي تسير النشاط الثقافي والرياضي،  من المكاتب بدل النزول إلى الميادين والقاعات، داعيا الفاعلين ومسيري الجامعات إلى تغيير رؤيتهم لطبيعة النشاطات والإهتمام أكثر بالرياضة  لاسيما النسوية، التي تعاني من عزوف كبير هي الأخرى، بحسب تأكيده.
وذكر البروفيسور لطرش محمد الهادي، رئيس الندوة الجهوية لجامعات الشرق، بأن الجامعة الجزائرية تفتقد إلى ما أسماه بالحياة، حيث أنها تظل فارغة وخاوية ودون أي تنشيط حقيقي طيلة أيام السنة، باستثناء بعض النشاطات  في الجانب البيداغوجي، الذي قال بأنها طغت على ذهنية الطالب،لافتا إلى أنه وفي حال وصول 01 بالمائة من الطلبة فقط إلى مستوى النخبة، فإن العدد سيكون أزيد من 15 ألف رياضي جامعي مؤهل، بحسب قوله.
وأضاف المتحدث، بأنه لابد من تدارك النقص المسجل عن طريق ابتكار أدوات لتفعيل الرياضة الجامعية، خاصة في ظل توفر جميع الإمكانيات المادية والطاقات البشرية، حيث قدم مثالا بقسنطينة التي تتوفر على 08 مؤسسات جامعية كبرى و 03 مديريات للخدمات الجامعية، مشيرا إلى أن الجامعة الجزائرية تملك قدرات، تؤهلها لتبوء مكانة عالمية في الرياضة والعلم وتنشئة المواطن الفعال، بحسب تعبيره.
وتطابقت آراء المتدخلين في اللقاء من مدراء ومنشطين ثقافيين ورياضيين وكذا أساتذة التربية البدنية، حول واقع الرياضة الجامعية، حيث أكدوا تراجع وعزوف الطالب عن ممارسة أي نشاط، وحتى إن وجد بحسبهم، فإنه لا توجد أي استمرارية في الممارسة أو حتى متابعة، كما تحدثوا عن وجود قطيعة بين مسيري الجانب البيداغوجي من جهة وقطاع الخدمات الجامعية من جهة أخرى، مشددين على ضرورة رفع مستوى التنسيق وإشراك الطلبة من خلال تشجيعهم ووضع بنك للمعلومات للطلبة المتميزين.
وطالب أساتذة، بضرورة مراعاة خصوصية كل مؤسسة جامعية من حيث الحجم الساعي للدراسة ومحاولة تكييفها مع أوقات النشاطات الرياضية، بالإضافة إلى ضرورة إضفاء روح المنافسة في الطلبة، من خلال إعادة بعث النشاطات والبطولات المحلية والجهوية وكذا الوطنية، مشددين على ضرورة تطبيق القانون ومنح الطالب  حقه في أداء الإمتحان في حال غيابه أثناء إلتزامه بالمشاركة في نشاط رياضي جامعي، بحسب قولهم.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى