جلســـات المالـــــوف لتخليــــد ذكــرى الفنـــان  الشــــاب سليــــم عزيـــزي
 عادت جلسات الطرب إلى مقهى الحوزي بمحطة المسافرين الغربية بقسنطينة إلى النشاط كسابق عهدها ، بعد توقف دام أشهر طويلة على إثر وفاة الشاب سليم عزيزي، ابن مالكها ، غرقا بأحد شواطئ عنابة الصائفة الماضية، و قد كان موهوبا في فن المالوف و كان يتوقع له مستقبلا واعدا ، و تمنى والده عمي محمد عزيزي أن يصبح مطربا كبيرا ، لكن مشيئة الله أرادت غير ذلك يقول والده للنصر. عمي محمد أكد بأنه فتح المقهى منذ حوالي أسبوعين، تخليدا لذكرى ابنه المرحوم سليم، لأنه كان يحب جلسات المالوف التي يحضرها شيوخه ومحبوه وفنانوه يوميا ، و قد أصبح أصدقاء و أقران وزملاء سليم  يحضرون الآن لتنشيط أمسيات فنية و ثقافية و قد حضرت النصر مؤخرا إحداها، و قد نشطها الحائز على الجائرة الأولى في مهرجان المالوف محمد الشريف ناصري، و قبله مالك شكلوك الفائز أيضا بالجائزة الأولى . صاحب مقهى الحوزي قال أن الحياة ستستمر رغم كل شيء، و اعتبر خروج قسنطينة و أبنائها في موكب مهيب، ميزه التعاطف و المحبة لتشييع جنازة الفقيد أكبر عزاء للعائلة و أكبر تكريم  للفقيد،» وبقدر كبر المصيبة تكون رحمة الله أكبر ولو كان سليم لا يزال حيا، لكان اليوم بيننا يغني وينشط الأمسيات الثقافية»، كما علق عمي محمد. و أضاف «تخليدا لذكراه فتحنا صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك أطلقنا عليها اسم «أصدقاء درب سليم الحوزي» ووجدنا تعاطفا كبيرا من الفايسبوكيين و وصل عدد المنخرطين فيها أكثر من 100 مشارك و لو أننا لم نقبل كل الطلبات، قبلنا فقط المهتمين بالجانب الثقافي الذي كان يحبه المرحوم سليم عزيزي..
من جهتهم قال لنا بعض الذين التقينا بهم في مقهى الحوزي مؤخرا، بأن الحياة  تستمر رغم مكانة الفقيد في قلوبهم، «إننا نذكره و نتذكره في كل ما كان يحب»كما أكد  المطرب مراد العايب و قبله صالح رحماني الذي كشف لنا بأن النشاط الثقافي عاد إلى مقهى الحوزي و دعانا لحضور الأمسيات الطربية لتي تنشطها يوميا أجيال مختلفة. عمي محمد حاول خلال الأمسية التي حضرتها النصر، أن يخفي عبثا لوعته على فراق ابنه، بتوزيع حلوى الزلابية في صحون على طاولات الحاضرين و يدندن برأسه تمايلا مع الأنغام التي كانت تصدح في المكان بكثرة تنقله، لكن « القلب المردوم الوجه يعطي أخباره « لكن لا اعتراض على قضاء الله والحياة سوف تستمر، كما قال عمي محمد و أجمع كل من حضر إلى مقهاه.                                                                                       ص/ رضوان

الرجوع إلى الأعلى