الينابيع المائية في إيعكوران تجذب الزوار
تزخر منطقة إيعكوران، الكائنة على بعد حوالي 70 كلم، أقصى شرق مدينة تيزي وزو، بالينابيع المائية المعدنية التي تنتشر على طول الطريق الوطني رقم 12 المؤدي إلى ولاية بجاية، انطلاقا من منطقة عزازقة، وسط المناظر الطبيعية الجذابة.
 و اكتسبت هذه الينابيع المعدنية المنحدرة من الجبال عبر مسالك مائية بين الصخور الجبلية، شهرة واسعة لدى عامة الناس الذين يقصدونها من كل صوب و حدب للارتواء من مياهها العذبة و الاستفادة من خصائصها العلاجية، خاصة تلك التي يلجأ إليها المرضى الذين يعانون من حصى الكلى و التي أجمع العديد منهم على فعاليتها في تفتيتها، من أهم تلك الينابيع ينبوع «ثلى تويزة» المتواجد في مدخل بلدية إيعكوران، و ينبوع «ثيبحيرين تيزي» الكائن في مخرجها على مستوى الطريق الوطني رقم 12 باتجاه ولاية بجاية، بالإضافة إلى ينبوع يسمى سبعة عيون. هذه الينابيع الطبيعية تعود إلى سنوات طويلة و تمت تهيئة البعض منها، فيما تتواجد أخرى في طي النسيان، فعلى طول  الطريق المؤدية إلى بلدية إيعكوران تصادفك قوافل من النساء و الأطفال و الكهول متوجهين إلى الينابيع، و هم يحملون الدلاء بينما ينتظر آخرون أمامها دورهم لملء القارورات، فيما تستوقف هذه الكنوز الطبيعية أصحاب المركبات التي يدل ترقيمها بأنها قادمة من مختلف الولايات، و يصطفون على جانبي الطريق لشرب مياهها العذبة و التقاط صور تذكارية، كما تعرف هذه الينابيع اكتظاظا كبيرا أيام العطل الأسبوعية، خاصة في الأجواء الربيعية المنعشة السائدة هذه الأيام، و هناك من يأتي إليها من مناطق بعيدة جدا، نظرا لخصائصها المتنوعة و فوائدها العظمى.   و أكد أحد سكان قرى إيعكوران للنصر، أن هذه الينابيع تعد المصدر الوحيد للمواطنين للتزوّد بالمياه الصالحة للشرب، في ظل عدم ربط سكناتهم بها، و هناك من يقطع مسافات طويلة من أجل الحصول على هذا المورد الحيوي الضروري في حياتهم و الذي لا يمكن الاستغناء عنه على مدار أيام السنة.
بالإضافة إلى هذه الينابيع الطبيعية الجميلة، تتوفر إيعكوران الملقبة «بسويسرا الصغيرة « على مناظر طبيعية جد خلابة تستهوي الزوار الباحثين عن مناخ للراحة و الاسترخاء و استنشاق هواء نقي و الارتواء من المياه الطبيعية العذبة، حيث تمت تهيئة مساحات غابية كبيرة خاصة لاستقبال المواطنين الذين يأتون إليها من مختلف المناطق بالولاية و حتى خارجها، لقضاء ساعات من الهدوء في الهواء الطلق، بعيدا عن صخب المدينة و ازدحامها و الاستمتاع بكل ما أبدع الخالق من كنوز طبيعية تبعث على الراحة، فيتدفقون عليها في رحلات استجمامية يومية على مدار العام، كونها تغري الزائر و يتمنى العودة إليها. و يشهد الطريق المؤدي إليها مرورا من مدينة عزازقة، حركة دؤوبة في شتى فصول السنة، فالسياح لا ينقطعون عن المنطقة بسبب سحرها، خاصة و أن المياه المنبعثة من الينابيع تظل تسيل دون انقطاع. و بالرغم من أنها لا تتوفر سوى على فندق واحد يسمى «تامقوط» يلبي رغبات السياح الذين يرغبون في المبيت و قضاء أيام في المنطقة، إلا أنها تستقطب الآلاف من الزوار الذين فتنوا بسحر جمالها و روعة إبداع الخالق في هذه المنطقة التي تعد من أقدم المناطق السياحية التي تتوفر عليها ولاية تيزي وزو، بالإضافة إلى كونها محطة استشفائية طبيعية بينابيعها المعدنية ذات الخصائص العلاجية. و قد استغل شباب المنطقة البطال قدوم الزوار إلى منطقة الينابيع بأعداد كبيرة، لخلق تجارة خاصة بهم، لاسيما الصناعات التقليدية من بينها الفخار و الجبة القبائلية و الحلي الفضية، و قد اتخذوا من جانبي الطريق الوطني رقم 12 ، مكانا لهم لنصب خيم على شكل محلات تجارية يسترزقون منها لإعالة عائلاتهم من بيعهم لمنتجاتهم التقليدية. 

  سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى